بدأت أمس الجمعة بحديقة السبعين بصنعاء فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع والذي تنظمه هذا العام وزارة السياحة بعد أن كانت أوكلت مهمة التنظيم للمهرجان الثالث العام الماضي لأمانة العاصمة ومكتب السياحة بالأمانة والذي فشل في الارتقاء بالمهرجان ليكون أفضل من سابقيه بسبب الكثير من العوامل لعل أبرزها ضيق وقت إناطة مسؤولية تنظيم المهرجان لمكتب السياحة ومحدودية التمويل المقدم من مجلس الترويج مهرجان صيف صنعاء في دورته الرابعة والذي تنظمه وزارة السياحة خلال الفترة من 17/7/ إلى 17/8/2009م وبرعاية من الجهات التابعة لوزارة المواصلات ستشارك فيه العديد من الفرق الفنية والإنشادية المحلية , كما سيتم تنظيم مسابقة لأفضل منتج حرفي وأخرى لأفضل لوحة فنية تشكيلية وكذلك مسابقة ثالثة لاختيار أفضل صورة فوتوغرافية لمنظر سياحي يمني , كما يتوقع أن تشارك في المهرجان بعض الفرق الفنية والتراثية المحلية والعربية والفرنسية كفرقة السيرك المصرية ويأتي هذا المهرجان السياحي في إطار المهرجانات السياحية الصيفية التي تنظمها وزارة السياحة أو تدعمها ,والتي تأتي كما تؤكد وزارة السياحة إلى تأكيد مكانة السياحة اليمنية على خارطة السياحة الدولية ,و كترجمة فعلية للخطط التنموية والإستراتيجية اليمنية والتي تعطي قطاع السياحة دورا محوريا وهاما في تحقيق معدلات النمو الاقتصادي لليمن ,وذلك من خلال استغلال الإمكانيات والمميزات السياحية الفريدة والثراء السياحي والثقافي والطبيعي الذي تزخر به البيئة اليمنية لزيادة استقطاب السياح والزوار سواء من المحيط الإقليمي والعربي أم الدولي وكذا استقطاب الاستثمارات في المجال السياحي والتعريف بمقومات ومزايا فرص الاستثمار في المجال السياحي اليمني الذي مازال بكرا بكل المقاييس حسب رأي الكثير من خبراء الاقتصاد والسياحة . لذلك تعتبر بادرة ايجابية إحياء مثل هذه المهرجانات السياحية في عدد من المناطق اليمنية للتعريف بالمقومات السياحية والثقافية والتاريخية لكل منطقة يمنية على حده مثل مهرجان صيف صنعاء السياحي و مهرجان اب السياحي ومهرجان البلدة السياحي بالإضافة إلى مهرجان قرناو في الجوف والذي يعرف بجانب آخر وفريد ومجهول للكثير هي السياحة الصحراوية التي تستهوي السائح الأجنبي لاكتشاف أنماط الحياة البدوية ومعايشة تجربة جديدة ونوعية في عمق الصحراء. ولكن ما يؤخذ على وزارة السياحة هو عدم الارتقاء بمستوى هذه المهرجانات السياحية رغم أهميتها ,وكذلك عدم الاستفادة من المهرجانات السياحية العربية المماثلة, لان تنظيم المهرجانات السياحة في بلادنا مال زال يشوبه الكثير من العشوائية التي لا يمكن أبداً من خلالها أن ترتقي السياحة اليمنية وكأن أهم شيء هو (التنظيم كيفما كان ) ومن ذلك عدم تنظيم المهرجانات السياحية في مواعيد محددة وثابتة كمهرجان ذمار السياحي الذي تم تنظيمه في العام 2007م ولم ينظم العام الماضي رغم تأكيد دولة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء بأنه سيكون تقليدا سنويا وكذلك مهرجان قرناو السياحي الذي دعمته وزارة السياحة في العام 2006م وكان مهرجاناً عشوائيا ثم نظمته الوزارة في العام 2007م ولم يتم تنظيمه في العام الماضي وإيكال مهمة تنظيم مهرجان صيف صنعاء السياحي لأمانة العاصمة العام الماضي ومن ثم سحبه في العام الجاري لوزارة السياحة مجددا , وأيضاً تنظيم مهرجان البلدة في فصل الصيف مع أنه في منطقة ساحلية حارة , لذلك من المهم جدا تحديد مواعيد زمنية ثابتة للمهرجانات السياحية اليمنية وبحيث لا تتعارض مع بعضها البعض ,وتقييم مستوى نجاح كل مهرجان على حده ,وكذلك جعل كل مهرجان مهرجانا سياحيا نوعيا بعيد عن استنساخ المهرجانات في المحافظات اليمنية بحيث يكون مهرجان صيف صنعاء خاصا بالسياحة الثقافية والاستفادة من مقومات مدينة صنعاء القديمة في هذا الجانب كالأسواق الشعبية والحمامات البخارية والحرف اليدوية الموجودة فيها إلى جانب إشراك المجتمع المحلي في هذه المهرجانات والتعريف بعادات وتقاليد هذه المدينة والدعوة كذلك للحفاظ على جمال وروعة فنها المعماري والذي بدأ يعاني من التشوهات والاستحداثات المعمارية والأسمنتية الحديثة, وكذلك جعل مهرجان البلدة بالمكلا مهرجانا للسياحة البحرية ومهرجان ( اب ) مهرجانا للسياحة الطبيعية وهكذا في مختلف المهرجانات مع الاهتمام بالبنية السياحية في كل محافظة وذلك بالتعاون والتنسيق مع السلطة المحلية في المحافظات ,وأيضا العمل على التوسع في الترويج الإعلامي لهذه المهرجانات داخلياً وخارجياً خاصة أن هذا الجانب لم يحظ بالاهتمام اللازم ,وكذلك إيكال مهمة تنظيم هذه المهرجانات السياحية لشركات دولية متخصصة في هذا المجال بالتعاون مع القطاع الخاص الذي يجب أن يساهم في تغطية تكاليف هذه المهرجانات خاصة أنه سيكون بدون شك المستفيد الأول من ذلك بدلا من العشوائية القائمة ,بحيث تكون هذه الشركات هي المسؤوله مسؤولية تامة عن تحقيق الهدف من تنظيم المهرجانات السياحية ,والعمل بجد للارتقاء بهذه المهرجانات لتحقق الهدف المنشود من إقامتها وليس مجرد التنظيم وذلك من خلال تطوير آلياتها وأساليبها حتى يكون هناك مهرجان في اليمن على غرار المهرجانات المعروفة في دول الجوار على الأقل , لإنعاش السياحة الداخلية أولا , ولتوعية الجمهور المحلي بأهمية السياحة في الارتقاء بالاقتصاد الوطني وانعكاس ذلك ايجابيا على معيشة المواطن, والتوعية بأهمية التصدي الحازم لكل الأعمال الإرهابية كعمليات خطف السياح أو الاعتداء عليهم والتي تستهدف النيل من اقتصاد اليمن وسمعته وكرامته ,أيضا يجب أن يكون من أبرز أهداف المهرجانات استقطاب المزيد من السياح العرب والأجانب إلى اليمن , وتحديد أهداف واضحة للجهات المعنية في قطاع السياحة وفي مقدمتها وزارة السياحية لتحقيق أرقام معينة للاستقطاب السياحي بحيث عدد السياح في المهرجانات القادمة يكون أكثر من السابقة من خلال استهداف الأسواق السياحة العربية والعالمية لخلق حركة سياحية نشطة ,لتحقيق طفرة سياحية اقتصادية وتنموية للاقتصاد اليمني يعود بالنفع على المواطن اليمني ويعمل على الحد من الفقر ويوفر فرص العمل المباشر وغير المباشر. ويجب هنا التذكير بضرورة تكامل الأدوار بين كافة الجهات للنهوض الحقيقي بهذا القطاع الحيوي والهام وقيام كل جهة بدورها المنشود في الحفاظ على المواقع والمناطق السياحية وأيضا تنميتها وكذا الاهتمام بالنظافة التامة للمنشآت والبيئة المحيطة بما يحقق الصورة السياحية الجميلة والجاذبة لبلادنا لتحقيق الخطط السياحية الهادفة إلى استقدام 800 ألف سائح بحلول العام 2010م حسب خطط مجلس الترويج السياحي . وتحقيق أرقام أكثر من ذلك ليس مستبعداً إذا وجدت الإدارة والإرادة والعمل الدقيق والجاد والمتقن للارتقاء بواقع السياحة في اليمن فبلادنا ولله الحمد تتمتع بمقومات سياحية هائلة من المناطق الأثرية ومحميات طبيعية نادرة بالإضافة إلى أكثر من 150 جزيرة عذراء و شواطئ ذهبية جميلة ودافئة ومدن تاريخية ومناظر طبيعية آسرة إلى جانب الكنوز التاريخية والأثرية المنتشرة في كل منطقة من أرض اليمن إلى جانب الفن المعماري المتفرد والذي جعل من اليمن متحفاً مفتوحاً . وبموازاة ذلك لا يمكن أن نخفي جانب الأمن والاستقرار لتطور هذا القطاع الحساس بحوادث الأمن , وكما هو معروف فقد شهدت السياحة في اليمن تطوراً بفضل استقرار الأوضاع الأمنية ، حيث تدفقت أعداد كبيرة من الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية غير أن الفترة الأخيرة شهدت عودة حوادث اختطاف السياح والاعتداء عليهم وهو ما يقتضي نشر ثقافة سياحية في أوساط القبائل وإشراكهم في النشاط السياحي ونبذ ظاهرة الاختطاف الغريبة على تقاليد مجتمعنا اليمني.