تواجه أراضي الأوقاف في محافظة عمران مشاكل عديدة لعل أبرزها البسط على الأراضي دون الرجوع إلى مكتب الأوقاف ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على حرمة المقابر.. وفي الوقت نفسه بلغ إجمالي ما نفذته عملية المسح والحصر لأراضي واملاك الأوقاف في المحافظة ما نسبته 57% فيما تشير المعلومات أن ثمة عديد أراضي وقف لم تسجل بعد. في هذا الاستطلاع نكشف عن عديدمن القضايا والمهام المرتبطة بالإدارات المختلفة في مكتب الأوقاف بالمحافظة. حصر للمساجد واحتياجاتها يقول عبدالغني عبدالله المحيا مدير إدارة المقابر والمساجد بمكتب الاوقاف في عمران: هناك أنشطة وأعمال كثيرة نفذها المكتب في جانب المساجد والمقابر،حيث تم خلال العام الماضي حصر مساجد المحافظة التي تقام فيها خطبة الجمعة وتسجيل احتياجاتها ومتطلباتها من أثاث وفرش وكهرباء وفي ضوء ذلك تم الرفع إلى الأخ المدير العام للتنسيق مع مدير عام مؤسسة الكهرباء بالمحافظة بخصوص فواتير ورسوم الكهرباء للمساجد التي ليس لديها أوقاف وكذلك فواتير المياه وفي ضوء ذلك يتم توزيع التعميمات أولاً بأول على تلك المساجد ومتابعة احتياجاتها والعمل على توفيرها وأما المساجد التي لها أوقاف فيتم تغطيتها من المكتب والتي ليس لها أوقاف،وفي حالة عدم قدرة المكتب على تغطية الاحتياجات يتم رفع مذكرات إلى الوزارة، وبالنسبة لمساجد المديريات فهناك بعض فاعلي الخير قاموا باستكمال بعضها ورفدها بالأثاث والترميم وغيرهما. إلا أن المشكلة هنا وما نعانيه في مكتب الأوقاف بالمحافظة يتمثلان في إهمال بعض وكلاء الأوقاف والقائمين عليها وإخفاء مسوداتها ووثائقها وأوراقها الوقفية.. المقابر وما ادراك ما المقابر وبالنسبة للمقابر ووضعها بالمحافظة يضيف المحيا مدير إدارة المساجد والمقابر حديثه حول ذلك قائلاً:- في الحقيقة المقابر في المحافظة تعاني من اعتداء جريء على حرمة المقابر وعلى مستوى بعض مناطق المحافظة وذلك من خلال الاعتداء المستمر والبناء عليها ونبش القبور على مرأى ومسمع من الجهات الرسمية والحكومية حيث يتم الرفع منا إلى الأمن ومع ذلك تأتي الوساطات والافراجات عن هؤلاء المعتدين على حرمة القبور والنبي صلى الله عليه وسلم قال« لأن يجلس أحدكم على جمرة خير له من أن يجلس على قبر أخيه المسلم» ولا أخفيك بأننا في الآونة الأخيرة تفاجأنا في مديرية عمران وتحديداً في السوق القديم أن بعض ظالمي أنفسهم قاموا بنبش وإخراج ما في القبور بدون أي فتوى أو مسوغ شرعي أو قانوني وذلك على أنهم يريدون أن يجعلوا من هذه المقبرة سوقاً استثمارية، وهذا واجب علينا في مكتب الأوقاف كجهة مختصة أن نؤدي دورنا مع تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتجريم هذا المنكر وإلا فسيصيبنا الله سبحانه وتعالى بعاقبة من عنده، أما بالنسبة أيضاً لتسوير المقابر فالمكتب ليس لديه اعتماد لذلك وإنما يتم ذلك بالتنسيق مع المجالس المحلية بالمحافظة وعلى مستوى المديريات. قلة المدرسين وحول جانب الارشاد الديني وحلقات تحفيظ القرآن الكريم يقول أحمد صالح الاشموري مدير إدارة التحفيظ بمكتب الأوقاف: في الحقيقة إدارة التخطيط لازالت حتى الآن تعاني من قلة المدرسين وقلة الاعتمادات الخاصة بهم في حين تم اعتماد 30مدرساً فور افتتاح إدارة التخطيط في وزارة الأوقاف وذلك على مدار السنة وتم تعزيز مبلغ 03 ألفاً لكل مدرس للنصف الأول مقابل ستة أشهر وقد تم عمل عقود معهم معمدة من قبل المكتب والمحافظة ومن قبل الوزارة ونأمل تعزيز الوزارة بالمبالغ المتبقية للفترات الأخيرة وفي العام 2007م تم اعتماد 69 مدرساً وأربعة موجهين على مستوى المحافظة وذلك خاص بالمراكز الصيفية وقد تم صرف مستحقات لهم وذلك في حدود 41 ألفاً لكل مدرس لمدة شهرين وفي عام 2008م قامت الإدارة بتوجيه من قبل مدير عام مكتب الأوقاف بالتوجيه بإنزال تعاميم خاصة بالمراكز الصيفية تخص تعليم الواجبات الدينية والتعاقد مع المدرسين والمدرسات لاستغلال فترة العطلة الصيفية وقد تم عمل ذلك وبالتالي فتح عشرة مراكز نموذجية و65 مركزاً عاماً وتم التعاقد مع 441 مدرساً ومدرسة للعمل في المدارس النموذجية بمبلغ شهري قدره عشرون ألفاً لكل واحد منهم بالإضافة إلى التعاقد مع 322 مدرساً ومدرسة للعمل في المدارس العامة ثم الاعتماد لهم مبلغ عشرة آلاف شهرياً وكان ذلك في العطلة الصيفية، وقد بلغ عدد الطلاب الملتحقين بالمراكز حينها العامة والنموذجية وحلقات القرآن الكريم حوالي 41 ألف طالب وطالبة وقد تم توزيع كتب قيمة أعدت من قبل وزارة الأوقاف والارشاد « فقه المعاملات، والميثاق الإسلامي» وقد تم توزيعها على جميع المشاركين من الطلاب في المراكز النموذجية.. في حين تم تكريم الأوائل شهادات تقديرية وجوائز تحفيزية وشهادات مشاركات لجميعهم إضافة إلى تكريم المدرسين والمدرسات في المراكز بشكل عام. وهنا كان لإدارة التحفيظ مسابقة الأوقاف لحفظ القرآن الكريم للعام الهجري 1429ه وتقدم للامتحان 86 طالباً وطالبة منهم 81 طالبة حافظة للقرآن الكريم وقد تم تكريم الأوائل منهم الأول بمبلغ 200ألف ريال والثاني بمبلغ 150ألف ريال والثالث مائة ألف ريال إلى جانب توزيع بدل تنقل لجميع الطلاب المشاركين المتسابقين كل حسب بُعد مديريته وإن شاء الله نتطلع إلى تنفيذ ما وعد به الأخ الوزير بنقل إدارة التحفيظ من وزارة التربية والتعليم ليكون الدمج إلى وزارة الأوقاف والإرشاد خلال العام الحالي 2009م رسمياً.. آلية غير منظمة في تحصيل الإيرادات ويقول عبده أحمد بشير مدير الايرادات بالمكتب: توليت العمل بإدارة الايرادات نهاية العام الماضي على اعتبار أن جباية الايرادات الزكوية في الأعوام السابقة تتم بصورة عشوائية وذلك لعدة أسباب منها: أوضاع المكتب إلى جانب الإدارة السابقة والمنضمة إلى إدارة الأعيان الموقوفة وحينها كانت عملية التحصيل بصورة ارتجالية أو إذا صح التعبير كان «قبيلة» والموظف نفسه في الايرادات في حالة ما إذا وجد متحصل سابق أعاد دفتر التحصيل ونصفه متحصل فإن هذا الموظف يذهب لتحصيل النصف المتبقي بصورة رسمية لكن دون عوائد لصالح المكتب نتيجة عدم الرقابة ومتابعة ذلك، لكن الآن وفور استحداث آلية تكفل من خلالها حصر جميع الدفاتر المصروفة للمكتب والموزعة أيضاً على المتحصلين وبالتالي سحبها إيذاناً بالبدء في عملية التحصيل وفق آلية معينة تكفل شرعية ذلك. ومن خلال نافذه واحدة وبمحاسبة أمين صندوق واحد مكلف من قبلنا وهو بدوره يقوم بعملية الإشراف والمتابعة والتحصيل والتوريد للبنك على هذا الأساس يتم التقيد بذلك لكونها خطوة إيجابية ومضمونة وقد تم تحصيل مبلغ 61 مليون 570ألف ريال خلال العام 8002م وبزيادة عن العام الماضي بنسبة ما يزيد عن 02% ونتفاءل بتحصيل رقم أكبر خلال هذا العام إن شاء الله. جهود ملموسة في السياق نفسه تحدث الأستاذ أحمد ثابت مدير الشئون المالية بالمكتب والذي تحدث عن أمور هامة تحققت لصالح العمل وجانب الأوقاف والارشاد .. قائلاً: بدأت العمل فور تكليفي من الوزارة منتصف العام 2007م ،حيث لم نجد مع المكتب السجلات وغيرها التي أضحت حالياً مكتملة لدينا، كسجل الصرفيات واستمارة الصرف والتسويات والمتحصلين وغيرها.. وذلك بفعل ما بذلنا من جهود ملموسة أفضت إلى ترتيب العمل المالي بالصورة المطلوبة وذلك منذ العام 2005م وحتى نهاية العام 2008م في الوقت الذي لا زلنا نعاني من بعض الصعوبات المتعلقة بالمتحصلين والتي تلاقي تدخلات القبائل ووساطات المشايخ والمتمثلة في استقطاع نسب معينة من حال التحصيلات الزراعية دون وجه حق إضافة إلى عدم التزام عمال وكلاء الأوقاف بالمديريات بدفع كامل مستحقات الأوقاف. حوافز مادية وفيما يخص الحوافز المادية الممنوحة للموظفين وغيرهم من مسئولي الأوقاف قال:- هناك قانون الوقف الشرعي يمنح الكوادر غير الموظفة ما نسبته 10% من حال ما يتم تحصيله من إيرادات زكوية بالإضافة إلى نسبة 5% تمنح لهم بموجب قانون الوقف الشرعي الذي صدر من رئاسة الوزراء ووزارة الأوقاف فضلاً عن قانون جديد سيتم توزيعه وتعميمه على المديريات ومديري مكاتب المالية بالمحافظات وهو الآخر بدوره يكفل تخصيص نسب محدودة لدعم مثل ذلك.. في حين أن الإيرادات الزكوية بمحافظة عمران تمثل نسبة ضئيلة جداً على اعتبار أن أغلب أراضي الوقف تدور حولها مشاكل وبالتالي فإن الايرادات أقل بالنظر إلى المحافظات الأخرى،حيث يتم صرف تلك الايرادات على المساجد كالمسجد الكبير، الشعبية، السيد يحيى السياني، وغيرها من المساجد علماً بأن المسجد الكبير بمدينة عمران يمول قرابة 21 مسجداً من خلال ماطور واحد يمتلكه يعمل أيضاً على تغذيتها بالمياه ولا أخفيك بأن إجمالي مايتم إنفاقه شهرياً مقابل ذلك في حدود 2000إلى 3000لتر ديزل إلى جانب أعمال الصيانة ومقابل زيت وغيرها، الأمر الذي يشكل علينا عبئاً كبيراً بالإضافة إلى إسهام المكتب ودوره في ترميم وصيانة العديد من المساجد القائمة بالمحافظة، هذا ولدينا الكثير من المتعاقدين الذين سبق وأن رفعنا بهم إلى الوزارة ليتم توظيفهم خلال هذا الشهر بتعاون الأخ المدير العام القاضي محمد عبدالخالق حنش ومعالي وزير الأوقاف القاضي حمود الهتار والذي وعد بتوظيفهم خلال هذا العام خاصة بعد أن اعتمدت ميزانيتهم ضمن موازنة الوزارة للعام الحالي 9002م وعدد الموظفين 03 موظفاً.. كما أحب هنا أن أوضح على أنه اعتماد 022 خطيب مسجد ضمن ميزانية العام الحالي 9002م ونصرف لهم الاعاشات بشكل ربعي.. الأراضي المؤجرة أما الأخ يحيى علي الزراعي مدير إدارة المتابعة بالمكتب فقد تحدث قائلاً:- في الحقيقة لقد قمنا في إطار الاختصاصات المناطة بنا بمتابعة الجهات الحكومية للحد من ظاهرة البسط على أراضي الأوقاف والمستأجرة في أراضي الأوقاف واستعادة ما تم البسط عليه من قبل الجهات الحكومية دون الرجوع إلى مكتب الاوقاف وكذا تسديد مستحقات الأوقاف بالنسبة للأراضي المؤجرة للجهات الحكومية والأوقاف وأيضاً تحديد قيمة المأذونيات المفروضة على الجهات الحكومية للمساحات الزائدة،التي تم التوسيع فيها فضلاً عن متابعة الأراضي المغتصبة تحت الأجراء والمواطنين والعمل على استعادتها بالتنسيق مع الإدارات المختصة بالمكتب إضافة إلى متابعة الأراضي الزراعية وإلزام الأجراء بدفع ما يدعم كوقف للمكتب.. إلى جانب متابعة الأراضي التي تم البسط عليها دون الرجوع إلى الأوقاف للموافقة من قبل المواطنين والمشايخ وبعض الأعيان على مستوى عاصمة المحافظة وبعض المديريات المجاورة ومديرية عيال يزيد وريدة، وعيال سريح،حيث نقوم بمتابعتهم وإلزامهم بالاستئجار لأراضي الأوقاف وبالنسبة للمتعصبين فإننا نقوم بالرفع إلى الجهات المختصة لضبطهم وقد تحقق خلال الأعوام الماضية في هذا الصدد ما نسبته 51% أما خلال العام الماضي 2008م فإن نسبة النجاح المحققة تصل إلى 53% وهذا يعود إلى الإدارة الكفؤة والتكاتف الأمثل لموظفي الأوقاف وتعاون الجهات المعنية الأخرى.. ولعل الأبرز هنا يأتي في إطار ما نفذته لجنة الحصر في عموم محافظات الجمهورية ومنها محافظة عمران يتمثل في مسح مايعادل 57% من أراضي الأوقاف في الوقت الذي عثرنا فيه على أراض كثيرة لم تسجل لدى الأوقاف وإنما لدى أمناء المحلات وبالتالي تم معالجة ذلك من قبل المكتب تدريجياً حتى الآن. التوعية والارشاد يقول مهدي صالح الريمي مدير إدارة التوجيه والإرشاد: إن التوجيه والارشاد يقع على عاتقه العمل الكبير من الناحية التوعوية والإرشادية، مثال على ذلك فإننا نقوم بالتنسيق مع المكاتب ذات العلاقة كمكتب «الشباب والرياضة والتربية والتعليم والصحة والإعلام والواجبات» من أجل نشر الوعي والثقافة الدينية ومحاربة الغلو والتطرف والتعصب المذهبي والحزبي إضافة أيضاً إلى النزول الميداني إلى المدارس والمعسكر بغرض تنفيذ برامج التوعية المجتمعية المشكل من عدة جهات سالفة الذكر وذلك يتمثل في إلقاء محاضرات توعوية وتثقيفية فيما يخص النزاعات ومحاربة ظاهرة المخدرات وكذلك أي ظاهرة سلبية تخص الشباب وتؤثر في واقعهم عموماً إلى جانب الإشراف على الخطباء والمرشدين إشرافاً كاملاً وإقامة دورات لهم ما بين حين وآخر. ولعل آخر ما أقيم في نهاية العام الماضي دورة لأكثر من 100خطيب وكانت حول الصحة الانجابية وتناولنا فيها موضوع الزكاة والظواهر السلبية كالثأر والتقطعات الحاصلة بين القبائل وتجريم الإسلام لها إضافة إلى طاعة ولي أمر المسلمين والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والدعوة أيضاً للحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الغلو والتطرف والتشنج فضلاً عن الاهتمام بالمعسكرات الشمالية الغربية وأيضاً الاهتمام بالسجون والجمعيات والمدارس الأهلية،حيث نعمل دائماً على تزويدها بالخطباء والمرشدين والوعاظ على مستوى العام..