رغم الحوادث الأخيرة والأعمال الإرهابية ضد عدد من السياح والأجانب والتي بالتأكيد أثرت على القطاع السياحي إلا أن هناك جهوداً تبذل لتجاوز الأزمة ومؤشرات ايجابية في بعض مفاصل العملية السياحية وإصراراً لدى قيادة وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي ومكاتب السياحة في الأمانة والمحافظات للمضي قدما نحو الترويج للمقومات السياحية الفريدة لليمن السعيد لاسيما واليمن قادرة كما قال بعض السياح لفاطمة الحريبي مديرة مكتب السياحة بأمانة العاصمة على غرس الإصرار لديهم للعودة إليها ورغم كل التحذيرات يقولون اليمن ساحرة وسحرها غلب الأعمال الإرهابية والزائر لصنعاء القديمة سيرى العشرات من السياح مازالوا يتجولون في أرجائها يومياً. وخلال جولة ل«الجمهورية» في صنعاء التقت مصادفة بالاخت فاطمة الحريبي مديرة مكتب السياحة بأمانة العاصمة وأحببنا استغلال الفرصة والحديث معها عن نشاط المكتب في أمانة العاصمة ودور المكتب في الترويج السياحي والطموحات وكذا الإشكاليات التي يواجهها وطرحنا عليها هذه التساؤلات وقد أجابت قائلة: نشاطنا الأساسي يتمثل في إصدار الرخص لمزاولة العمل في جميع المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ووكالات وصالات أفراح في إطار أمانة العاصمة ولدينا فريق خاص بالرقابة والتفتيش للنزول والتفتيش على المنشآت السياحية للتأكد من النظافة وكذلك الخدمة في الفنادق وغيرها بالنسبة للوكالات و لدينا ثلاثة أنواع من الوكالات وكالات السفريات والسياحة ووكالات سياحة فقط ووكالات السفر فقط ويتم الرقابة على هذه الوكالات ومعرفة مدى التزامها بالمعايير ومدى استحقاقها للرخص أولا بأول. (متحف حي) الشيء الأخر الذي نحاول الترويج له هو مدينة صنعاء القديمة بإذن الله من خلال ندوة ستقام بعد عيد الفطر المبارك حول صنعاء القديمة وسيحضر فيها عدد من الخبراء الأجانب والعرب من اجل لفت انتباه الدولة أولا والعالم الخارجي إلى صنعاء القديمة والى احتياجاتها لأن صنعاء القديمة وكما يصفها الكثير من الأجانب والعرب الذين زاروها بأنها كنز ثقافي وإبداعي يجسد جمال العمارة اليمنية الفريدة وتعتبر متحفاً حياً ومن المؤسف أن تهمل بهذه الطريقة فأقل ما يمكن أن نتمناه أن يعاد تسويرها وتركب لها أبواب جميلة وتمنع السيارات من الدخول وتكون وسائل المواصلات فيها هي العربات (الكارو ) إزالة التشوهات ونأمل إزالة الأشياء التي تشوه منظرها كالمباني الخرسانية والكراسي الحديد وغيرها لأن المفروض أن تكون جميع معالمها مأخوذة من الطبيعة والبيئة اليمنية إضافة إلى إعادة ترميمها وتأهيل بعض المباني فيها وهذه الأمور كلها ستساعد على الترويج لمدينة صنعاء (جمال مهدور) فالمدينة الآن مفتوحة وجمالها مهدور فالعالم كله يهتم بالتراث والمدن التاريخية لديهم فأنا مثلا سافرت إلى الكثير من الدول الأجنبية ورأيت مدناً كثيرة بالنسبة لهم هي مدن قديمة وأراها بأنها مدن حديثة وندفع رسوماً عندما نريد دخولها فمثلا في أمريكا عندهم قرية يسمونها قرية هنري فورد وهي السكن الذي كان يعيش فيه هنري فورد الذي صنع سيارة فورد وهذه القرية أقيم عليها سور وأي شخص يريد دخولها يدفع عشرين دولاراً وهي لا تمثل شيئاً أمام جمال وتاريخ مدينة صنعاء القديمة واعتقد أن المشكلة أننا لا نستوعب قيمة ما لدينا من جمال و فرادة في صنعاء القديمة (مؤشرات ايجابية في الاستثمار السياحي) ماذا عن انجازاتكم خلال الخمس السنوات الماضية ؟ طبعا كما قلت مهمتنا الأساسية هي إصدار رخص مزاولة العمل في المنشآت السياحية والذي لاحظناه هذا العام هو زيادة عدد المنشآت السياحية ففي النصف الأول من هذا العام 2009 م تم قطع رخص لأكثر من ستمائة منشأة بينما في السنوات الماضية لا يتجاوز عدد المنشآت المرخص لها 400 إلى 500 منشأة طوال العام وهذه مؤشرات ايجابية تؤكد أن الناس بدأوا يتجاوبون مع الاستثمار في القطاع السياحي من جهة ومن جهة أخرى بدأو يحرصون على قطع الرخص والالتزام بالقانون ماذا عن دوركم في التعاون مع الجهات الأخرى للترويج لصنعاء القديمة؟ الندوة التي ستقام عقب عيد الفطر ستكون فرصة للتعاون مع مختلف الجهات للترويج لصنعاء القديمة وتحفيز للمستثمرين للاستثمار واستغلال المقومات الجمالية التي تتميز بها هذه المدينة كموقع حضاري وجمالي وإنساني وعالمي بديع تعتبر ملكاً للعالم بأسره وللتراث الإنساني بشكل عام كيف تقيمين واقع السياحة اليوم ؟ واقع السياحة اليوم مؤلم فقد تأثرت السياحة كثيرا بالأعمال الإرهابية الأخيرة والمطلوب اليوم الحزم الأمني فالأمن شيء أساسي للسياحة لن تكون هناك سياحة بدون أمن واستقرار والوضع الأمني في بلادنا لا نحمد عليه لاسيما والحكومات الأجنبية تحذر رعاياها من السفر إلى اليمن وهذا شيء يؤثر على السياحة كثيرا ورغم هذا يصر السياح على العودة إلى اليمن لأنها كما يقولون تستحق المجازفة (سياحة المغامرات) كيف تقيمين نشاط الوكالات السياحية في هذه الفترة ؟ الوكالات السياحية تحاول أن تتجاوز هذه المشكلة وتحاول جلب أفواج سياحية لكن بشكل محدود وبصورة يطلقون عليها سياحة المغامرات كما يطلق عليها بعض الأجانب ومع هذه نحن متفائلون لسبب بسيط وهو أن كل من جاء إلى اليمن من السياح يصمم على العودة مرة أخرى وبشكل غريب لأنهم يرون فيها جمالاً نادراً وفريداً واعرف سياحاً من ايطاليا قالوا لنا مهما حصل فنحن سوف نعود إلى اليمن لان اليمن مميزة على مستوى العالم وفيها مقومات سياحية وأثرية فريدة فمثلا إذا زرت أي دولة في الخليج تشعر انك ذهبت إلى أوروبا ولا يوجد فيها شيء يدل على الأصالة كاليمن هذه البلد العريق المليء بالأصالة واليمن بحق متحف طبيعي بكل معنى الكلمة وفي إحدى المرات زارنا وفد سياحي إماراتي وقالوا لنا نحن نحسدكم على هذا الجمال في بلدكم وقد شعرنا أننا عرب فعلا وأصولنا يمنية عندما زرنا اليمن هذا البلد الذي يجسد الأصالة العربية والتاريخ ما هي أهم المقومات السياحية في أمانة العاصمة ؟ أولا صنعاء القديمة تعتبر كنزاً لليمن و أشياء كثيرة مثل دار الحجر ومنطقة أرتل السياحية وقبر النبي أيوب وغيرها من المواقع الأثرية في الأمانة ونحن كمكتب سياحة في الأمانة نحاول أن نركز على الترويج لمالدينا من معالم سياحية في الأمانة لكن الإمكانيات أهم العوائق أمام طموحنا (إمكانيات شحيحة) أهم الإشكاليات التي تواجه نشاطكم ؟ الشيء الذي يزعجنا هو قلة الإمكانيات المتوفرة لدينا وكذلك لائحة الرسوم لا تفي بالغرض مثلا تنص هذه اللائحة على أن صالة الأفراح عليها مبلغ ثلاثة آلاف ريال في السنة للترخيص وهذا مبلغ زهيد لا يمثل شيئاً ونحن نريد أن تكون الرسوم في السنة الواحدة حتى إيجار يوم واحد فقط أما ثلاثة آلاف ريال فهو مبلغ زهيد جدا وبالنسبة للوكالات تدفع عشرة آلاف ريال في العام الواحد بينما نشاطها الشهري يحقق لها مئات الآلاف ونحن نتمنى أن يعاد النظر في هذه اللائحة حتى تكون إمكانياتنا اكبر فنحن نطمح مثلا أن ننظم معرضاً دائماً للمنتجات اليمنية التي تنتج في أمانة العاصمة من الفضيات والمشغولات اليدوية المختلفة وغيرها من المنتجات اليدوية ولكن في ظل هذه الإمكانيات لا نستطيع تحقيق ذلك. الشيء الآخر نحن كمكتب سياحة كل عام نقدم طلبات بمشاريع استثمارية للقطاع السياحي وفي الخمس السنوات الأخيرة لم يعتمد لنا أي مشروع سياحي استثماري والميزانية التي نطلبها يتم تخفيضها إلى النصف وبالمقابل يزيد علينا الربط ونظهر دائما كأننا عاجزون عن سداد الإيرادات بينما تم المبالغة في الربط والرسوم كما قلنا ضئيلة جدا. ما هو دوركم في المساهمة في إنجاح مهرجان صيف صنعاء لهذا العام والذي تنظمه وزارة السياحة ؟ طبعا مهرجان صيف صنعاء لهذا العام لديه إمكانيات مادية ضخمة أكثر من أي عام سابق وقد تم استقدام فرق أجنبية وعربية مثل السرك المصري وفرقة الرقص المصرية وفرق فرنسية وكذلك فرقة طيور الجنة من الأردن وفرقة فلسطينية للرقص الشعبي وفرقة مغربية وفرق محلية وجمعيات نسائية حرفية هل تعتقدين أن هذه الإمكانيات نجحت في أن تميز المهرجان لهذا العام؟ نعم لأن الكثير من فقرات المهرجان جديدة ومميزة مثل الألعاب البهلوانية والبالونية ومرسم الأطفال وغيرها هل الآلية التي تم بها تنظيم المهرجان استطاعت ان تبرز ما نريد إيصاله للعالم ؟ في بعض الجوانب نعم وأعتقد أن هذا دعم للسياحة الداخلية وحتى يأتي المواطنون من جميع المحافظات ليروا هذه الفرق وفي اليمن أيضا هناك مقومات سياحية كثيرة منها سياحة تسلق الجبال والسياحة الرملية في الصحراء ورياضة الغوص في الجزر والمناطق الأثرية وغيرها من المقومات ويمكن للزائر أن يشبع كل رغباته السياحية والمفروض أن نروج لهذه المقومات تطوير العمل السياحي عادل اللوزي نائب مدير عام مكتب السياحة بأمانة العاصمة سألناه عن وسائل المكتب لتطوير العمل السياحي في إطار الأمانة؟ فأجاب بقوله : نتمنى أن تسخر لنا الإمكانات المادية بحيث نستطيع أن نبدع ونوجد نشاطاً سياحياً كبيراً في مكتب الأمانة وننظم رحلات سياحية لموظفي الدولة بشكل عام وننظم ندوات لطلاب المدارس لتوعية الطلاب عن أهمية السياحة وكيفية التعامل مع السائح الأجنبي بالإضافة إلى أننا بحاجة إلى معرض دائم لعرض المشغولات اليدوية والمنتجات اليمنية التراثية بشكل عام ويكون هذا المعرض مزاراً دائماً للسياح يحصلون من خلاله على المطبوعات التي تعرف باليمن. و حول تقييمه لمهرجان صيف صنعاء لهذا العام قال : يعتبر هذا المهرجان الرابع على التوالي وقد اعد لمهرجان صيف صنعاء إعداد مبكر وكانت خطوات ترتيب الإعداد نستطيع أن نقول إنها ممتازة من حيث التنظيم والمشاركة واحتوى المهرجان لهذا العام الكثير من الفعاليات والأنشطة أبرزها تميزه بمشاركة الفرق العربية والأجنبية مثل مشاركة السرك القومي المصري وفرقة الدراجات النارية الفرنسية والعروض بالليزر وهناك فرقة التراث المغربي بالإضافة إلى فرق الإنشاد اليمني وهذا الإعداد والتنوع للفعاليات يأتي حرصا من قيادة وزارة الثقافة ممثلة بالأخ الوزير الذي حرص كل الحرص على نجاح المهرجان لهذا العام وهناك أيضا الجمعيات النسوية التي تشارك هذا العام بمشغولات حرفية ويدوية كثيرة بالإضافة إلى وجود معارض لعرض المشغولات الحرفية التي تتميز بها صنعاء القديمة وكذلك الجميل أننا شاهدنا الإقبال الكبير من الجمهور على المهرجان مما يؤكد أن هناك فعلا نتائج رائعة للمهرجان والهدف من تنوع الفقرات والفرق الفنية هو تشجيع السياحة الداخلية وزرع الابتسامة في وجه الأسرة والطفل أيضا وهناك مشاركة للأطفال من خلال المرسم الحر للأطفال والألعاب البالونية والكثير من الفعاليات ونستطيع القول إن المهرجان سار على خطوات النجاح ونتمنى له النجاح الدائم في كل الأعوام القادمة