تعتبر السنبوسة إحدى المكونات الأساسية لوجبات الإفطار لدى الكثيرين خصوصاً في رمضان. ورغم ما يوفره هذا المنتج المحلي التقليدي من فرص عمل لشباب قضوا بقية أشهر السنة بطالة مقنعة ، فإن مظاهر بسطاتها الممتدة على أرصفة شوارع العاصمة بدأت تتحلل هذا العام بفعل منع البلدية لأقامتها ، وقصرها على أصحاب المحلات فقط بما فيها محلات الحلويات . لكن ذلك لم يمنع الكثير من الشباب العاطلين من إقامتها على مداخل الأسواق والشوارع الفرعية، سعياً منهم لتخفيف أعباء مصاريف الشهر الكريم كما يقولون. في المحلات الكبيرة كمجمع الوادي والزاهر وحلويات أبو خالد وبور سعيد وادكو اضطرت لفتح محلات خاصة بالسنبوسة مستفيدة من قرار البلدية منع التبسيط في أرصفة الشوارع ، وباعتبارها محلات تضم كافة مكونات السنبوسة بما فيها الرقائق والمعجنات ، خلافاً لأصحاب البسطات، التي يشتري أصحابها معجنات السنبوسة جاهزة ومن ثم يقومون بقليها وبيعها. ومع تأكيد أصحاب تلك المحلات ارتفاع المكونات الأساسية لها كالزيت والدقة والدقيق، فإن سعرها لا يتعدى 20ريالاً للواحدة مقارنة بالعام الماضي. وتوفر السنبوسة في المحلات الكبيرة فرصة عمل لنحو 150شخصاً بينهم رقاقيون ومساعدون وقلايون وبائعون ، يأتون على شكل جماعة موحدة أغلبهم من محافظة ريمة ،ثم يقومون بمقاولة أصحاب المحلات ب1500 للمساعد و3000 للرقاق يومياً غير شاملة وجبات الأكل والسكن ، وذلك خلافاً لمن يقومون بلفها على شكل مثلث إذ يأخذون 3ريالات على كل لفة . يبدأ الرقاقيون قبل قدوم رمضان بيومين على الاستعداد بتجهيز طلباتهم المكونة في الغالب من الزيت والدقيق والغاز ودوافير القلي ، ومن ثم البداية في تجهيز الرقائق رويداً ، ويحرص أغلب الرقاقيين على عدم تواجد أشخاص خارج تشكيلتهم المتفق عليها مع صاحب المحل مسبقاً ،كما يقوم مساعدوهم بتقطيع الرقاق على شكل مستقيم تباع كرقائق للسنبوسة ، وبعضها تلف لصالح المحل.. لكن لف السنبوسة يبدأ عند ال2صباحاً من كل يوم حيث يقوم ما بين 10- 15فرداً كما في مجمع الوادي باللف حتى ال7صباحا حفاظاً على طعمها المتميز ومن ثم تبدأ الترتيبات النهائية لقليها عن طريق آلة خاصة بذلك وبيعها . ورغم ندرة بائعي السنبوسة لهذا العام إلاَّ أنها تعاني تراجعاً مستمراً في الإقبال عليها . فمجمع الوادي الذي كان يبيع مثلاً 13000حبة في أيام رمضان الماضي ،صار يبيع نحو8000حبة ،ومثله حلويات بور سعيد في هائل الذي تراجع من 7000العام الماضي إلى 5000هذا العام ، وكذلك حلويات أبو خالد ومطاعم الزاهر وادكو.. وتتنوع السنبوسة بين سنبوسة بالدقة ب20ريالاً وبالجبن ب30ريالاً ،إضافة إلى سنبوسة بالعدس ب15ريالاً ، وأخرى بالبصل واللحم ب10ريالات والأخريان يباعان في البسطات . وليد محمد: اضطر للتبسيط أمام سوق القات في الرقاص بعد أن اقتلعت البلدية حلة القلاية خاصته من وسط هائل .يبيع وليد في بسطته المتواضعة سنبوسة بالعدس وأخرى باللحم والبصل.. يقول وليد: إنه يشتري السنبوسة من محلات الحلويات ملفوفة جاهزة ب8 ريالات للبصل واللحم يبيعها ب10ريالات ،12ريالاً للسنبوسة بالعدس يبيعها ب 15 بعد قليها يدفع وليد (18عاماً) 100 لبلدية النظافة و200ريال لمالك السوق . ومثله محمد الرعيني أمام سوق قات هائل.، بينما يقول هائل سلطان صاحب محل بور سعيد للحلويات بهائل :إن السنبوسة مهما كان التعب فيها فهي في الأخير مربحة خصوصاً أنها مرتبطة بموسم معين (الشهر الكريم). ويضيف: "نصلحها في الأيام العادية لكنها لم تتجاوز 2000حبة وبعضها تذهب للمخلفات ". كما يقضي أغلب العاملين في السنبوسة بقية أشهر السنة بين البحث عن عمل أو الاشتغال الحر كما يقول علي الريمي (لفاف رقاق سنبوسة ). ويضيف علي ،الذي يلف ما بين 1500-1900حبة يومياً بأنه يجمع من رمضان مصاريف العام بكامله ،بينما يقضي بقية أشهر السنة باحثاً عن عمل رغم امتلاكه لمهنة ،ناهيك عن كونه متخرجاً من كلية التربية بصنعاء . وتباع رقائق السنبوسة في البقالات ب400للكيلو ،خلافاً لمحلات تصليحه ب350للكيلو.