احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك نشرت صحف أمريكية عديدة مقالات وتقارير مختلفة عن مظاهر احتفال المسلمين الأمريكيين بالشهر الكريم، ومعاني تلك الاحتفالات، وأهم الدروس والعبر التي يستفيدها المسلمون من صيام شهر رمضان المبارك، ويبرز التقرير التالي بعض أهم الأفكار التي وردت في تغطيات الصحف الأمريكية لشهر رمضان الحالي. وقال مسؤولو كير وهي من المنظمات الإسلامية التي تدافع عن الإسلام في أمريكا: إن شهر رمضان يعد “فرصة هامة لوسائل الإعلام الأمريكية لتوثيق روابطها مع مجتمعاتها المسلمة الأمريكية المحلية”. وكانت كير قد أصدرت في أوائل شهر رمضان الحالي كتيبا يحتوي على نصائح عملية للمسلمين الأمريكيين لتوعيتهم بسبل التواصل مع الإعلام الأمريكي خلال شهر رمضان المبارك. رمضان شهر تفكر وتحول وصفت أكثر من صحيفة أمريكية شهر رمضان بأنه شهر تفكر وتحول يسعى فيه المسلمون إلى تطوير مستوى علاقتهم بالله ونقلها إلى مستوى أعلى. وركزت بعض الصحف على أن رمضان ليس مناسبة للاحتفال المادي الصاخب، بل هو “اختبار للصبر وللإرادة الإنسانية ... رمضان يقدم الكثير لك كإنسان، يجعلك واعيا بالفقراء وبالرحمة وبالصدق، ويجعل عقلك أكثر طاعة لله”. وقالت إحدى صحف ولاية كاليفورنيا إن المسلمين “بدلا من أن يطعموا أجسادهم بالطعام والماء (خلال شهر رمضان) يقومون بإطعام أنفسهم بغذاء روحاني عن طريق الصلاة والتأمل والصدقة والتفكر”. كما ركزت صحف أخرى على كون الصيام يفرض على المسلمين الامتناع عن كل الموبقات وليس عن الطعام والشراب فقط. وأشارت صحف أخرى إلى أن الدرس الذي يعلمه الصيام للإنسان هو التعاطف مع الفقراء والنمو الروحاني، وأن الصيام هو ركن من أركان الإسلام التي إذا شرحت للفرد (المواطن الأمريكي العادي) سوف تغير فكرته الخاطئة عن الدين الإسلامي. يوم رمضاني في أمريكا فصلت الصحف الأمريكية في وصفها لعادات وتقاليد المسلمين الأمريكيين خلال شهر رمضان المبارك خاصة فيما يتعلق بأجزاء اليوم الرمضاني الأساسية مثل الاستيقاظ للسحور قبل الفجر، والامتناع عن الطعام من الفجر للمغرب وصلاة التراويح، وقراءة جزء أو أكثر من أجزاء القرآن كل ليلة حتى يكمل المسلمون قراءة القرآن الكريم في صلاة التراويح خلال شهر رمضان. وأبرزت الصحف الحياة الاجتماعية الثرية التي يعيشها المسلمون في أمريكا خلال شهر رمضان إذ تقيم كثير من المساجد بغض النظر عن حجمها موائد إفطار جماعية تتبعها بصلاة التراويح مما يعد مناسبة هامة للتقارب الاجتماعي بين المسلمين. وقد نظرت بعض الصحف لنشاط المسلمين غير العادي خلال شهر رمضان المبارك وترددهم على مساجدهم لأسباب مختلفة على رأسها صلاة التراويح كعلامة على انتشار الإسلام والمسلمين ووجودهم بالمدن والقرى الأمريكية المختلفة، وعلى أن التجمعات المسلمة المحلية في طريقها إلى النضج وإلى أن تصبح جزءا لا يتجزأ من النسيج الديني للمجتمع الأمريكي. خبرة الطفل المسلم أبرزت أكثر من صحيفة خبرة الأطفال المسلمين في صيام شهر رمضان المبارك، وخاصة الأطفال في سن السابعة والثامنة، وإصرار بعضهم على صيام أيام كاملة أو بعض ساعات كل يوم على الرغم من أن الإسلام لا يفرض عليهم الصوم في هذه السن الصغيرة. وأشارت إحدى مجلات الأسرة بمدينة شيكاغو إلى خبرة بعض الأسر في تدريب أبنائها على الصيام بتشجيعهم على صوم جزء من اليوم وهم في سن صغيرة حتى يتدربوا على الصيام، مما عود بعضهم على الصيام وجعلهم يرغبون فيه دون أن يفرضه عليه آباؤهم. وذكر أب مسلم أن فهمه لمدى التأثير الذي يمكن أن يتركه الصيام على حياة الإنسان بلغ مستوى جديداً بعد أن ألح عليه ابنه الصغير لكي يسمح له بالصيام، وقال الأب: إنه لم يسمح لطفله بالصيام ولم يوقظه لتناول طعام السحور خوفا عليه ولكن الطفل الصغير أصر على الصيام في ذلك اليوم ثم أصر على السحور والصيام بقية الشهر . المدارس الأمريكية تتكيف لحاجات طلابها الصائمين صحيفة “واشنطن بوست” أشارت إلى مساعي مدارس المنطقة المحيطة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن للتكيف مع حاجات طلابها المسلمين، وبررت الصحيفة تلك المساعي بزيادة أعداد السكان المسلمين بمنطقة واشنطن الكبرى (قدرتهم بحوالي 150 ألف مسلم)، وقالت إن تدفق المهاجرين المسلمين على المنطقة جعل الطلاب المسلمين يشعرون بحرية أكبر في التعبير عن دينهم بعكس الأجيال السابقة التي اضطر بعضها لإخفاء صيامهم رغبة منهم في التوافق مع البيئة المحيطة بهم، أما في الوقت الراهن فتسعى المدارس المختلفة لاتخاذ خطوات كافية للتكيف مع حاجات طلابها المسلمين خلال شهر رمضان المبارك. وقالت الصحيفة: إن بعض المدارس خصصت قاعات خاصة لطلابها المسلمين خلال فترات الاستراحة بعيدة عن غرف تناول الطعام، وأن الطلاب المسلمين استخدموا هذه القاعات للقيام بأنشطة مختلفة مثل الرسم ودراسة التاريخ الإسلامي ومناقشة عِبَر الصيام فيما بينهم بدلا من تناول طعام الغذاء مثل بقية زملائهم. كما قامت بعض المدارس بتعديل مواعيد برامجها الليلية لتعطي فرصة لطلابها المسلمين لتناول طعام الإفطار قبل اللحاق بالأنشطة الليلية، وقام بعض أساتذة التربية الرياضية بتخفيف الأعباء الرياضية عن طلابهم المسلمين، كما اهتمت إحدى المدارس بإيقاظ طلابها المسلمين قبل الفجر لتناول طعام السحور خلال معسكر علمي أقامته خلال شهر رمضان المبارك. كما شكل الصيام تحديا لمدرب إحدى فرق كرة القدم الأمريكية بمدرسة ثانوية بمدينة “ديربورن” بولاية “مشيجان” بعد أن فوجئ بكون 52 عضوا من أعضاء فريقه البالغ عددهم 54 هم من المسلمين!!،