لازال حتى الآن مسلسل «الباطنية» يعتبر الأقوى بين مسلسلات رمضان ، رغم سوء الإخراج والطريقة القديمة التي لازال يتبعها االمخرج محمد النقلي في تنفيذ العمل ، مع وجود كثير من السقطات الفنية فيه . لكن أداء الممثلين يغطي على تلك العيوب. حيث يبدع الفنان صلاح السعدني بدور الحاج «إبراهيم العقاد» الذي يتاجر بالحشيش والذي استطاع لسنوات طويلة خداع رجال مكافحة المخدرت وإبعاد الشبهات عنه وذلك عبر تستره في «مغلق الخشب» الذي يمكله. المسلسل يطرح قضية شائكة جداً حول شرعية الإتجار بالحشيش . فالعقاد في المسلسل يظهر رجل شديد التدين ولا يفوت فرض صلاة ، بل معروف عنه أنه رجل خير وبر وإحسان ، و لم يكن يقوم بذلك لإبعاد الشكوك عنه فقط ، بل هو يدرك تماما أن المخدرات، والحشيش تحديدا ليس محرماً بدليل حواره مع ابنه فتحي عندما علم بتجارة والده، وقال : حد الله بيني وبين الهيروين والكوكايين لأنه حرام» . وعلى هذا الأساس لم ير فيه أي سبب يحرم تجارته فجمع بين الدين والتقوى والأعمال الخيرية. الشعراوي الذي كما ورد في الرواية الأصلية كان صديقاً للعقاد وكان يرجع إليه في كثير من الأمور ، وكان مقررا ظهور شخصية الشيخ متولي الشعراوي في المسلسل، لكن خوفاً من رد فعل الجمهور، ، ألغى المؤلف والمخرج شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، رغم وجودها واقعياً في الرواية المأخوذ منها المسلسل، لكن فضل المخرج حذف تلك المشاهد خوفاً من رأي المشاهد الذي لن يقبل ظهور الشيخ الشعرواي في مسلسل يتحدث عن تجارة . رغم وجود علاقة بين العقاد والشيخ ليكتفي المخرج محمد النقلي بظهور الشعراوي في مشهد واحد فقط، ومن الخلف والتأكيد على وجوده في الأحداث من خلال الحوار. حيث ورد ذكره عندما اتهمت وردة العقاد انه يتاجر بالمخدرات فيقول لها شقيقها :» كيف يتاجر بالمخدارت وهو رجل خير و بنى مسجداً. ورغم تخلي المؤلف والمخرج عن فكرة وجود شخصية الشيخ الشعراوي في العمل إلا ان ذلك الأمر أثار حفيظه بعض الفنانين «الملتزمين» أثناء تصوير العمل وانتشار خبر عن ظهور الشعراوي في المسلسل حيث اعتبر الفنان حسن يوسف والذي سبق وقدم سيرة حياة الشيخ الشعراوي: أن هناك حملة مدبرة ضد شيوخنا وعلمائنا الأجلاء.فيما اعتبرت سهير البابلى أن الزج باسم الإمام في المسلسل إساءة بالغة لكل المسلمين . فيما اعتبر مؤلف المسلسل مصطفى محرم أن ظهور الشعراوي في المسلسل لايحمل أي إساءة وهو خدع بشخصية العقاد. والشعراوى نفسه سبق له الإعتراف بأنه تعرض للخديعة أكثر من مرة فى حياته من قبل أشخاص ورجال أعمال كانوا يتخذون من الدين ستاراً للتغطية على مايقومون به وأشار أنه لم يبتكر شخصية الشيخ الشعراوي لأنها موجودة في القصة الاصلية التى كتبها الأديب الراحل اسماعيل ولى الدين . وبعيداً عن علاقة العقاد بالشعراوي يبدو مخرج العمل موفقاً في اختيار الممثلين وخصوصاً « نسوان العقاد» وعلى رأسهن الفنانة لوسي التي تبدع كثيراً في أداء دور المرأة الشعبية بملابسها وبطريقة كلامها ، على عكس دورها في مسلسل « كلام نسوان» الذي كان في أول حلقاته جيداً ثم بدأ بالنزول والدخول في دائرة الملل . كذلك الفنانة غادة عبد الرازق التي استطاعت بعد زواجها من فتحي العقاد وخطف طفلها منها أن تعطي شيئاً جديدا لدور «وردة» مما أبعدها عن الدخول في المقارنة بينها وبين الفنانة نادية الجندي التي قدمت نفس الشخصية في فيلم «الباطنية». يؤخذ على المسلسل سذاجة الحوار بين رجال مكافحة المخدرات وخصوصاً بعد أن تتقدم وردة ببلاغ تتهم فيه العقاد بالإتجار بالمخدارت. يذكر أن مسلسل «الباطنية» تدور أحداثه قبل عشرين عاما ويصور الفترة التي راجت فيه تجارة الحشيش ، وشهرة الحي الذي يحمل اسم العمل . الظريف أثناء تصوير المسلسل ظل فريق العمل ثلاثة أيام لا يستطيع اختراق الباطنية للتصوير داخلها ، وكان يتم التصوير في الجهات الخارجية .وأثناء التصوير اعتقدت احدى السيدات أنه يتم تصوير عمل يسيء لسمعة» الباطنية» فقامت بإعطاء فريق العمل درسا في الأخلاق وقالت ان ابنتها الكبرى في الجامعة الأمريكية، وأن الحال لم يعد مثل السابق.