أنا وأنت وغيرنا من ملايين البشر نبحث عن الصحة وطول العمر.. فالحياة حلوة رغم متاعبها ومنغصاتها وأحلى ما فيها سنوات الصبأ والشباب نسعد بها حيث لا علل ولا أمراض.. فالصحة متدفقة والعافية تهد جبل وتمضي السنون بحلوها ومرها لنفاجأ أننا تخطينا مرحلة الشباب وأرجلنا على عتبة خريف العمر وهنا قد ينتابنا الخوف والهلع عندما ندخل مرحلة الشيخوخة تكون مستحيلة.. فهل يمكن أن تجتمع الصحة مع طول العمر.. وكيف يمكن أن يعمر الإنسان طويلاً دون أن يصاب بالوهن والشيخوخة.. تقول الدكتورة زينب شاهين خبيرة التنمية وقضايا المرأة والتي نظمت هذا المؤتمر إنه يجب توفير كادر خاص للعناية بالمسنين على أن يضم هذا الكادر طاقماً طبياً متخصصاً في طب المسنين وممرضين وممرضات متمرسات وخبراء في الصحة النفسية والتغذية وتشدد الدكتورة زينب على أهمية الاهتمام بحالة المرأة حينما تصل إلى سن الشيخوخة نظراً لكثرة معاناتها عن معاناة الرجل حيث إنها كثيراً ما تعاني من قلة الدخل المادي كما أنها في حاجة ماسة للبرامج الترفيهية حتى لا تعاني الوحدة والانعزالية والاكتئاب. من جانبه يرى الدكتور علاء غنام مدير عام السياسات الصحية بوزارة الصحة والسكان «سابقاً » أن الشيخوخة يعانيها أصحابها بسبب العديد من المشكلات وهذا ما تمخضت عنه دراسة حول المسنين في الولاياتالمتحدةالأمريكية قام بها الدكتور «الفين جولد فارب» استشاري الطب النفسي والرعاية التمريضية الأسرية بمركز «ويست شيستر» تحت رعاية الجمعية الوطنية للصحة النفسية وقد أجريت الدراسة على 85 مسناً منهم 28رجلاً و57امرأة ممن بلغوا أكثر من 65 عاماً وخضع هؤلاء للرعاية من قبل 12ممرضة متدربة على الرعاية الصحية المنزلية وكان من نتيجة الدراسة أن 98% منهم يعانون ضعف الوهن البدني والقليل منهم يعانون ضعف الذاكرة أو فقدانها ومثلهم يعانون الاضطراب النفسي وعلى الرغم من ذلك تبين لفريق التمريض القائم بالرعاية أنهم جميعاً يعانون الوحدة والاحتياج للآخرين وأنهم مصابون بالاكتئاب والاضطراب النفسي إضافة إلى معاناتهم البدنية المتمثلة في الضعف والإحساس بالألم وعدم القدرة على المشي والإرهاق أيضاً يشير الدكتور علاء إلى أن هناك مؤسسة مماثلة أجريت مؤخراً في مركز طلخا بمحافظة الدقهلية قامت بها الجمعية العامة لرعاية المسنين وشملت الدراسة أربعة آلاف مسن امتنع منهم 304حالة عن الإدلاء بأية معلومات عن احتياجاتهم وتبين أيضاً أن 74% منهم يقيمون مع أسرهم وتقوم برعايتهم وتقديم احتياجاتهم والغريب أن من نتائج هذه الدراسة أن هناك 26% منهم قادرين على العمل و60% منهم في حاجة للخدمة الطبية المقدمة من التأمين الصحي في حين أن 20% منهم غير قادرون على خدمة أنفسهم وفي حاجة دائمة لدعم أسرهم كما أثبتت الدراسة أيضاً أن هناك حالة واحدة من بين الأربعة آلاف حالة التي شملتها الدراسة تقيم بمفردها في دار مسنين في حين بلغ عدد من يقيمون بمفردهم في منازلهم 921 فرداً وثبت أنهم في حاجة إلى الإيواء بدار مسنين.. كذلك تبين أن 36% ممن شملتهم الدراسة في حاجة ملحة لتقديم خدمات للرعاية النفسية والعقلية نتيجة لهذا كله يرى الدكتور علاء أن المسنين في حاجة دائمة للإشراف الصحي والنفسي حتى لا تتفاقم حالتهم الصحية مع تلبية كافة احتياجاتهم من كافة فئات المجتمع وذلك من منطلق المسلمات الملزمة أخلاقياً وقانونياً في منظمومة حقوق الإنسان. من وجهة نظر ثانية يرى الدكتور عزت حجازي أستاذ علم الاجتماع غير المتفرغ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك حالة ملحة لرفع مستوى خبرة العناصر المختلفة التي تحمل مسئولية تقديم الرعاية الصحية للمسنين ومنهم الأهل والأطباء والممرضات مع التشديد على تغيير مفاهيم كثيرة من أبرزها ما نعتقده جميعاً من أن معظم أمراض الشيخوخة لا شفاء منها ويتحتم أن يمتد مفهوم الرعاية الصحية لهذه الفئة العمرية ليشمل الرعاية النفسية لأن الكثير من متاعبها نفسي وأبرز مثال على ذلك إصابة معظم المسنين بالاكتئاب.. كذلك يجب عدم الإهمال. صحة المسنين والتغذية الدكتور محمد عبدالفتاح العكل مدرس طب وصحة المسنين بطب عين شمس يشير إلى أنه مع التقدم في السن وضعف وقلة الحركة والنشاط غالباً ما تقل كمية الطعام التي يتناولها المسنون ومن المهم هنا أن يحتوي الغذاء على كافة العناصر والفيتامينات اللازمة حتى تكون هناك حماية لهم من الإصابة بالأمراض، وخصوصاً أمراض سوء التغذية ويراعى الجانب الغذائي في رعاية المسنين بتقديم الغذاء المناسب والمتوازن الذي يناسب عمرهم ولا يتعارض مع أية متاعب صحية وهذا يتأتى دائماً باستشارة الأطباء المعالجين.. ويحذر الدكتور عزت من العنف ضد المعالجين.. ويحذر الدكتور عزت من العنف ضد المسنين لأن ذلك يؤثر في نفسيته ويجعله دائماً يشعر بتدني قيمته مما يدفعه إلى العزلة والانطواء وبالتالي يصاب بالاكتئاب وقد يصل به الأمر إلى التعرض للموت. في سبيل مواجهة العنف ضد المسنين يقترح الدكتور عزت ضرورة إصدار تشريع يجرم هذا العنف مع التشجيع للابلاغ عن أي عنف يمارس ضد المسن وتوفير آليات تساعده على الخلاص من تعرضه للعنف. هنا تقليل الدهون والسكريات، وخصوصاً لمن يعانون الإصابة بالسكر أو بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. وينصح الدكتور العكل بمنع المسن من التدخين لتجنب إصابته بأورام الرئة وتشجيعه دائماً على ممارسة الرياضة للوقاية من الإصابة بأمراض القلب مع تقديم الأغذية الغنية بالكالسيوم لحمايته من الإصابة بهشاشة العظام مع ضرورة الكشف المبكر عند اعتلال الصحة وذلك قبل استفحال الإصابة وعلى سبيل المثال بالنسبة للمرأة المسنة فحص الثدي الدوري لاكتشاف مدى الإصابة بأورام الثدي قبل ظهور أعراضها وبالنسبة للجنسين معاً الفحص الدوري للقولون وعمل التحاليل الدورية لقياس السكر بالدم وكذلك قياس ضغط الدم. وللتعرف أكثر عن أشهر أمراض المسنين وغذائهم والصحة النفسية تابعونا في حلقة الغد إن شاء الله تعالى.