عندما يتحدث أي إنسان عن عمره يحزن على كل ساعة مضت بدون طاعة الله فيها.. والأحزن من ذلك أن تكون في سن صغيرة وتعاني الهموم والمشاكل التي تزيد إلى عمرك سنوات الشيخوخة والأكثر حزناً أن تكون في عمر الزهور وتعاني أصعب الأمراض وأخطرها فتاكة بالإنسان. وفي آخر المطاف تدرك أن الصحة هي العمر الحقيقي لتظل ملك زمانك.. فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وهنا نحن نواصل فقرات حلقة الأمس!!أشهر أمراض المسنين حول هذه الأمراض يذكر الدكتور العكل أنها تتلخص في الخرف ثم الهذيان ترقق العظام سلس البول.. السقوط المتكرر قرح الفراش.. الزهايمر.. جلطة المخ.. الشلل الرعاش.. وهذه الأمراض بعضها قد ينتج عن تناول أدوية لعلاج أمراض أخرى مثل مدرات البول أو أدوية السكر غير المنتظمة أو غير ذلك. من ناحية أخرى تؤكد الدكتورة وفاء برهان أستاذ ورئيس قسم العلاج الطبيعي للجراحة بطب القاهرة أن من أخطر الأمراض التي تصيب المسنين مرض هشاشة العظام ويصيب المرأة بنسبة أكثر من الرجل وهو ماتشير إليه الاحصائيات الحديثة حيث ثبت أن هناك 700 ألف امرأة يصبن سنوياً بكسور في عنق الفخذ وأن هناك 53 ألف سيدة يصبن بتآكل بفقرات الظهر وقد لوحظ أن الكسور بالفقرات في نسبة 30% من الحالات لايصاحبها ألم في بادئ الأمر، ولكن مع استمرار الحالة يظهر الألم في العمود الفقري تحت وطأة الآلام المزمنة ولذلك ينصح بتناول جرام واحد من الكالسيوم يومياً وإمداد الجسم الدائم يومياً بفيتامين «د» الذي يساعد على امتصاص الأمعاء للكالسيوم مع ضرورة التعرض لأشعة الشمس والاكثار من تناول الأطعمة الغنية بهذا الفتيامين مثل الزبد وصفار البيض وأنواع الجبن المختلفة. تضيف الدكتورة وفاء: إن ممارسة الرياضة والتمرينات الرياضية والمشي أو الجري تصلح وتحافظ على مابقي من مخزون للياقة الصحية وخصوصاً بعد تجاوز سن الأربعين وبالنسبة للسيدات وبصفة خاصة فإن التمرينات المهمة لهن «المشي والتمرينات الخفيفة» يكسبان العظام القوة والحيوية ويعدان بمثابة تشحيم لأعضاء الجسم، وخصوصاً الجهاز الحركي والدوري والمساعدة في إفراز مادة «الأندروفين» وهي المادة السحرية التي تفرزها خلايا المخ لتقليل الإحساس بالألم ورفع الروح المعنوية للإنسان. غذاء المسنين عن دور التغذية ومدى أهميته للمسنين تقول الدكتورة مايسة محمد شوقي أستاذ الصحة العامة والتغذية بطب قصر العينى إن للغذاء دوراً مهماً في دعم صحتهم مع ضرورة الاهتمام بلياقتهم البدنية والالتزام بأخذ قدر كاف من النوم مع التعرض للشمس وتناول 8 أكواب من المياه على الاقل يومياً مع تجنب التدخين نهائياً سواء السلبي أو الايجابي.. كذلك الحرص على أن يتضمن الغذاء فيتامين «د»، «ج»، «ه» وأن يدعم لصحة القلب والأوعية الدموية وذلك بالحد من إضافة ملح الطعام وضبط الوزن وضرورة الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة.. تجنب الأطعمة المقلية والمحمرة واستبدالها بالأطعمة المشوية أو المسلوقة.. تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على مكسبات الطعم أو اللون ومن الفيتامينات المهمة لصحة المسنين فيتامين «ث» الذي يدعم الجهاز المناعي ويحارب الشيخوخة ويتوافر في الكيوى والجوافة. والبقدونس أيضاً من الأغذية الغنية بفيتامين بيتاكاروتين وهو فيتامين له دور كبير في الحماية من أمراض السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والعيون ويتوافر في الخضراوات والفواكه صفراء اللون كالجوافة والتفاح والموز.. أيضاً من الأغذية المهمة تلك التي تحتوي على معدن السلينيوم الذي يحمي جهاز المناعة ويساعد الجسم على التخلص من السموم ويوجد في البصل والثوم والجزر والكرنب والبيض والفواكه. الصحة النفسية والمسنون حول الصحة النفسية للمسنين حدثنا الدكتور هاشم بحزى أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر قائلاً غالباً ما يكون شكوى الأبناء من عدم تركيز الآباء وإصابتهم بالنسيان أو ببعض الأعراض العصبية كاضطراب السلوك أو الأرق في حين يشكو الآباء من عدم اهتمام الأبناء بهم أو الإصابة ببعض الهلاوس السمعية والبصرية.. وبالتأكيد يعد ذلك أمراً طبيعياً لعدة أسباب أبرزها أن خلايا المخ تضعف نتيجة الإصابة ببعض أمراض تصلب الشرايين وضعف وصول الدم للمخ.. كذلك فإن مراكز المخ لها علاقة بالإحساس والإدراك والمشاعر والتفكير والسلوك وهذه المراكز تعمل في منظومة متكاملة ومتوافقة وعندما تحدث مضاعفات لمراكز المخ نتيجة كبر السن يظهر اضطراب في الإدراك بمعنى أن المسن يشعر كأن أحداً يتحدث إليه دون وجود هذا المؤثر وبالتالي ربما يصاب بالخوف والرعب فيقوم بحركات وسلوكيات غير طبيعية هرباً من هذا الخوف وهذا الاضطراب يؤدي إلى زيادة انعزاله اجتماعياً وعدم قدرته على التعامل سوى مع عائلته وبالتالي يطلب منهم أن يقيموا معه أغلب الوقت حتى يشعر بالأمان وفي غالبية الأحوال لا يستطيع المحيطون به تلبية كافة احتياجاته وهنا يزداد اضطرابه الذي يؤثر على النفس والجسد معاً. نتيجة لذلك ينبه الدكتور هاشم بحري إلى حاجة المسنين الدائمة للعلاج العضوي لتدعيم الخلية العصبية بالمخ بالإضافة إلى العلاج الاجتماعي النفسي للمسن وأسرته، تدريبهم على كيفية التعامل معه بدءاً من استيقاظه من النوم حتى خلوده للنوم مرة أخرى كترتيب الفراش وتنظيم أثاث الحجرة بحيث لاتعوقه أية أشياء أثناء السير بها وإلا سيصاب بالكسور مثلاً مع الاهتمام باستخدام كافة حواس المسن كالسمع والرؤية والشم واللمس والتذوق حتى لاتضعف هذه الحواس ويبدأ المسن في الإحساس بالهلاوس وعدم الإدراك.