قالت مؤسسة التصنيف الائتماني "موديز" إن المشكلات التي يعاني منها القطاع المصرفي البريطاني لم تنته بعد، وحذرت من أن البنوك البريطانية ستخسر130 مليار جنيه استرليني إضافية (215.7 مليار دولار) في الأعوام القليلة القادمة بسبب زيادة الديون المتعثرة وانخفاض الربحية. وأضافت المؤسسة في تقرير أن الخسائر التي تحمّلها القطاع المصرفي في بريطانيا بسبب القروض وصلت إلى110 مليارات جنيه استرليني حتى نهاية 2008، كما أن البنوك جمعت نحو 120 مليار جنيه لدعم رأسمالها حتى منتصف العام الحالي. وقالت المؤسسة: إن المصارف البريطانية واتحادات بناء المساكن قد تتعرض لخسائر أخرى تصل إلى 130 مليار جنيه على أساس تقديرات "موديز" الخاصة بأداء الأصول في المستقبل، كما أشارت "موديز" إلى أن خسائر هذه المصارف قد تصل إلى 250 مليار دولار إذا حدث سيناريو أسوأ، وساء أداء الاقتصاد البريطاني بصورة أكثر من المتوقع. وقالت إليزابث رودمان، كبيرة محللي "موديز" لشؤون المصارف: إن الوكالة لا تتوقع خفضاً للتصنيف الائتماني للمصارف البريطانية خلال عام أو عام ونصف بسبب الاستقرار الذي يوفره الدعم الحكومي لقطاع البنوك.. وتوقعت الوكالة استمرار ضعف البيئة الاقتصادية ببريطانيا ما يضع ضغوطاً على المقدرة على سداد القروض وربحية البنوك وارتفاع تكلفة التمويل. وقد أدى انخفاض سعر الفائدة إلى تخفيف أعباء الديون على الشركات لكن "موديز" تتوقع ارتفاع الأصول المتعثرة رغم ذلك.. وتوقعت أن تجيء معظم الخسائر من قطاع الإقراض العقاري، حيث انخفضت قيمة العقارات بنسبة 37% منذ وصلت إلى أوجها في الربع الثاني من عام 2007م. وكانت أكثر البنوك تعرضاً لهذه الخسائر هو رويال بنك أوف سكوتلاند ولويدز وإتش بي أو إس التي تعرض 10% من قروضها لخسائر قطاع العقارات.. وقالت "موديز" إن ارتفاع الديون التي يتحملها المستهلك البريطاني إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة سوف يؤدي إلى زيادة خسائر البنوك، وتوقعت استمرار انخفاض أسعار العقارات في 2010 رغم التحسن الذي طرأ أخيراً عليها.