تميزت مدينة تريم الغناء بعادات وتقاليد دينية وشعبية كثيرة في شهر رمضان المبارك.. انفردت بها دون غيرها من مدن وقرى وادي حضرموت عموماً بعض تلك العادات انقرضت وبعضها في طريقها إلى الانقراض.ومن تلك العادات عند استقبال شهر رمضان المبارك مثلاً: كان السلف الصالح يقومون بتقديم الهنا في مساجد تريم قبل ستة أشهر من هذا الشهر المبارك ترحيباً وابتهالاً بقدومه.. كما أنهم كانوا عند نهايته ولمدة ستة أشهر يعملون على توديعه.. هذه العادات مازالت تشهدها مساجد تريم حتى اليوم. ومن العادات أيضاً في تريم الغناء أنه عند حلول شهر رمضان كان الناس يقومون بإشعال النار في قمة أعلى جبل فيها وهذه العادة قد انقرضت.. تهيئة المساجد ورشها بالعطور العادات والممارسات الدينية التي كانت تتميز بها مساجد تريم دون غيرها كثيرة.. ويسرد خالد باغوث أمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بمدينة تريم بعض مميزات مساجد تريم في هذا الشهر قائلاً: في شهر رمضان تفتح مساجد تريم من أول النهار وحتى آخر الليل وتهيأ تهيئة كاملة لمكوث المصلين فيها من خلال رشها بالعطور وتطييبها بالبخور هذه العادة تتم في أغلب المساجد خصوصاً جامع الجزيرة وجامع المحضار وجامع باعلوي وغيرها.. قراءة القرآن في المساجد ويتابع خالد باغوث كلامه قائلاً: في رمضان الناس في تريم يجتمعون في المساجد لقراءة القرآن على هيئة حزب ويتم ختم القرآن في أغلب المساجد كل أربعة ليال ويسمى ذلك غلاق الربع.. ويتم الاجتماع لهذا الغرض خصوصاً في جامع المحضار ويكون اجتماعاً لذيذاً.. وأكثر مايميز مساجد تريم دون غيرها.. هو أن لكل مسجد على حدة يختم القرآن في ليلة محددة.. حيث يأتي الناس من شتى الأماكن لأداء صلاة التراويح وختم القرآن والابتهال بالأدعية والأذكار حتى طلوع الفجر.. وهذه الليلة غالباً ماتكون في اليوم السابع من رمضان.. الروحة منذ مائة عام ومن العادات والممارسات الدينية التي تتم في مساجد تريم خلال أيام شهر رمضان المبارك يقول باغول: من العادات الدينية في مساجد تريم إلقاء الدروس العلمية وتسمى هذه الدروس «الروحة» وأغلب الأوقات التي يتم فيها إلقاء الدروس في المساجد بعد صلاة العصر ويتم قراءة السير النبوية وكتب الفقه وكذلك الأحاديث والآداب النبوية.. وكتب التصوف.. ومن أشهر المساجد التي تلقى فيها تلك الدروس الآن جامع تريم والذي يقوم بإلقائها هناك العلامة سالم عبدالله الشاطري.. اقتداءً بمؤسسها أي«الروحة» الشيخ العلامة عبدالله المحضار قبل حوالي مائة عام ومازالت قائمة حتى الآن.. الموشحات الدينية بألحان جديدة ويسرد باغوث عادات ومميزات مساجد تريم بالقول: ومما يميز مساجد تريم أيضاً تعدد صلاة التراويح من حيث أوقاتها فكل ربع ساعة تقام صلاة تراويح في مسجد معين وتكون في الساعة الثامنة مثلاً باستطاعته أن يصليها في المسجد الآخر.. وهكذا تستمر هذه الصلوات حتى الساعة التاسعة مساء.. ومن عادات أبناء تريم الغناء أيضاً ترديد الأهازيج أو مايسمى عندنا الموشحات الدينية وتردد تلك الموشحات بعد صلاة التراويح وتكون بأصوات وألحان جديدة.. ومعظمها تتضمن مدح النبي«ص» وخلال ترديد هذه الموشحات يوزع على الحضور الماء البارد ورشهم بالعطور والمشي في أوساطهم بالبخور وهذه العادة لاتزال موجودة حتى الآن وتتم في معظم مساجد تريم..