هانحن أيها الأعزاء نتواصل معكم من جديد عبر هذه الإطلالة الاسبوعية التي نغوص من خلالها وعبر الجمهورية في محيط الذكريات الخالدة لنجوم الزمن الجميل في رياضتنا اليمنية وبعيداً عن الاسهاب الممل وسذاجة الطر والتكرار دعونا نقتحم الأسوار المنيعة للقلعة الحمراء بمحافظة تعز وللمرة الثالثة خلال عامنا الحالي لنتعرف على أحد أبرز نجوم الجيل الذهبي في كرة القدم في هذه القلعة الشامخة التي ارتبط اسمها بعديد من الانجازات والبطولات الرياضية وفي مقدمتها اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم.. إذا تعالوا بنا نتعرف على نجمنا الجميل في محطات وذكريات القناص الماكر والهداف الساحر. جميل حبيش وجميل حبيش الذي عرفناه ماهراً وآسرا في فنونه وألعابه يعد بمثابة الامتداد الحقيقي لجيل العمالقة في النادي الأهلي بتعز أولئك النجوم الذين تركوا بصماتهم الجميلة والخالدة في كل ملاعبنا المستطيلة ولدن أولئك الشباب والناشئين من منتسبي القلعة الحمراء ومن ضمنهم نجمنا الجميل بن حبيش، وجميل حبيش الذي أسهم مع غيره من نجوم الكتيبة الحمراء في احراز الكثير من الانتصارات وآخرها بل أهمها بطولة الدوري العام لكرة القدم في الموسم الرياضي 86/85م كان من أبرز نجوم الفريق الأهلاوي حيث سطعت نجوميته بطريقة ملحوظة وبسرعة فائقة منذ الأيام الأولى لارتدائه الزي الأحمر الذي أخلص له وأحبه إلى حد العشق فهو - أي الجميل بن حبيش اوبما يتمتع به من ذكاء نادر- لم يكن بحاجة كغيره لمزيد من الوقت حتى يحرز تلك النجومية التي أحرزها وبالتالي الوصول إلى قلوب وعقول الجماهير الأهلاوية إذ ذاع صيته منذ الأسابيع الأولى للموسم الرياضي الأول له في العام 80م حيث تمكن وبغرابة شديدة أن يتربع على قلوب وعروش المحبين لناديه العريق رغم وجود عديد من النجوم من أرباب الخبرة الطويلة أمثال المايسترو عبدالعزيز القاضي والهداف عبدالملك ثابت وغيرهم من جيل العراقة والذهب فما أن لاحت له فرصة اللعب مع باقي زملائه حتى أثبت للجميع بأنه جدير بثقة الفريق وجهازه الفني بعد أن أمتع وأبدع في تسجيل واحراز الكثير من الأهداف الفاعلة في عديد من المواجهات الكروية التي كان أهلي تعز فارسها الأوحد إذ يكفي الجميل بن حبيش بأنه تمكن وبكفاءة نادرة من أن يكون الهداف الأبرز لفريقه منذ العام 8680م ولم يكتف الجميل بن حبيش بأن يكون الهداف الأول لفريقه بل نافس بكل مالديه من مهارات فنية وذهنية للذهاب والوصول إلى أبعد من ذلك ليحرز لقب الوصيف لهداف الدوري على مستوى الجمهورية في العام 86م رغم أن الكتيبة الأهلاوية آنذاك كانت تمتلك واحداً من أبرز المهاجمين «عبدالملك ثابت» والذي كان مدافعو الفرق الأخرى يحسبون له ألف حساب إلا أن جميل رياضتنا الرائع جميل حبيش استطاع بذكائه الكروي أن يستغل كل لحظات الرقابة اللصيقة على زميله عبدالملك ثابت ليتخذ لنفسه مواقع ملائمة في كل مباراة يخوضها الأهلي ويحرز من خلالها أجمل الأهداف. أما أجمل المشاركات الكروية لجميل حبيش مع فريقه أهلي تعز فقد كانت في المملكة العربية السعودية خلال البطولة الكروية لأبطال الدوري العرب التي شارك فيها«أهلي تعز الهلال السعودي وجد الصومالي» وقبيل تلك المواجهات التصفوية التي خاضها أهلي تعز في الرياض كان الفريق قد خاض مباراة ودية عقب وصوله مباشرة إلى العاصمة السعودية أمام الاتحاد السعودي ليخسرها بنتيجة 7/1 إلا أن الشياطين الحمر بكل ماعرفوا به من اصرار على عدم الاستسلام للهزيمة كرروا اللقاء مع الاتحاد ليعزف جميلنا الأهلاوي بن حبيش مع باقي زملائه أمام الاتحاد أجمل السيمفونيات الكروية ليحرجوا خلال تلك المواجهة نجوم الاتحاد السعودي والذين كان معظمهم من أعمدة المنتخب لتنتهي تلك المواجهة الودية بفوز الاتحاد وبصعوبة بالغة بهدفين لهدف ويومها أحرز للأهلي الراحل مطهر ثابت وجميل حبيش الذي كان إلى جانب القاضي ومحمد طه أحد أبرز نجوم التشكيلة الأهلاوية لم تغب عن ذاكرته تلكم المواقف الطريفة في ملاعبنا المستطيلة وأهمها تلك المواجهة الكروية التي جمعت أهلي تعز مع نظيره العنيد الإبي حيث كان يصرخ. حارس الفريق محمد ناجي وبأعلى صوته امسكوا رقم«4» امسكوا رقم «4» وبعد نظرات حائرة وغائرة تبين لأعضاء الفريق بأن الحارس بن ناجي كان يقصد زميلهم في خط الدفاع محمد علي القدسي الرئيس الحالي لفرع اتحاد كرة القدم بتعز. وجميل حبيش الذي أثبت بأنه مازال يتمتع بثقافة كروية عالية خلال الدورة الرمضانية لقدامى كرة القدم بتعز لم ينس أبداً ذلك الموقف الطريف وتلك العبارة التي أطلقها زميله المحويتي بعد أن أشركه المدرب عبدالله عتيق في واحدة من مباريات الأهلي وفي الوقت بدل الضائع حينما ولج المحويتي إلى مساحة الملعب وبعد ثوان أطلقت صافرة الختام فقال المحويتي ونعم ونعم لكنه لم يدخ كما حصل لزميل آخر له عندما تعرض لتسديدة قوية قبل أن يدلف الملعب .. وعموماً جميل حبيش هو من أمتع وأبدع خلال عقد من الزمن استحق خلاله احراز لقب وصيف الهداف.