كنت قد تناولت «بشيء من المثالية والعموم» أجواء اللقاء الحاسم المرتقب الذي سيجمع المنتخبين الشقيقين «مصر والجزائر» في الأيام القادمة على استاد «القاهرة» الدولي لتتويج أحدهما يشرف تمثيل الكرة العربية في مونديال 2010م في جنوب افريقيا.. وخلصت«وقتذاك» إلى انه بغض النظر عن الأجواء المشحونة والحملات الاعلامية «المتضادة» فإنه يجب ان يعلم الجميع ان المتأهل في نهاية المطاف هو منتخب عربي شقيق. هكذا كتبت ومازلت على قناعة نظرتي «المتواضعة والزاعمة المثالية» حول هذا الجانب.. لكن أوراق المتابعة تقودني اليوم إلى اعادة النظر حول هذه المباراة وأجوائها استناداً إلى وقائع شهدناها ومشاهدات رأيناها وأحاديث«مختصين» سمعناها من كلا الطرفين! لقد تأكد«ومن جديد» حميمية العلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين المصري والجزائري، وتبين أن ثمة«دخلاء أو محسوبين على الصحافة والاعلام في بعض وسائلها في البلدين كانوا«الوقود» الذي أشعل فتيل«الأزمة» وأشاعوا أجواء «الكراهية والحماس المفرط والعصبية المقيتة» بين جمهوري البلدين تجاوز حدود«الأصل» وهو لعبة كرة القدم، إذ ومن خلال كتاباتهم«اللامسئولة» أحيوا تلك المشاعر والأجواء! ويتأكد أيضاً قيمة الرسالة الإعلامية وأهميتها وتأثيرها في اتجاهات واهتمامات وسلوكيات الرأي العام تجاه حادث معين أو موقف معين من وجهة نظر صاحبها لا من وجهة نظر الجمهور! بالاضافة إلى الحاجة المهمة إلى ضرورات الصحافة وصفاتها ومنها الأمانة والواقعية والموضوعية وعدم إثارة المشاعر بسبب«هوى» قلم ما أو «مزاج» إعلامي دخيل!! ومن جديد طمأن المختصون العقلاء من البلدين الغيورين على علاقة شعبين شقيقين بأنه مهما حاولت تلك «الشرذمة» وهم قلة لن يفلحوا في تعميم الأداء المهني القاصر والمعيب ، وان حكمة وعقلانية الجمهور الكروي والعام في الجزائر ومصر أكبر من«صغائر» الدس وفنون بث الحقد والكراهية بين الجانبين، فهم يعلمون جيداً أن علاقة«مصر والجزائر والعكس» أسمى من توظيف لنتيجة مباراة وإن كانت حاسمة! مصر والجزائر وجهان لعملة واحدة، ولن ينزلقا في مهاوي الطيش الإعلامي والكتابات الدخيلة؟!