لم تتأثر الألحان اليمنية التراثية «التقليدية والشعبية» بألوانها المختلفة بتلك السلالم الموسيقية الخالية من أرباع النون مثل سلم مقام النهوند وسلم مقام الكرد وسلم مقام العجم والسلالم الكبيرة «ماجير» عموماً، فقد كانت المقامات المستخدمة في بناء تلك الالحان هي تلك المقامات العربية التي تحتوي على أرباع النون مثل مقام البياتي والحسيني والهزام والسكاه والعراق والراست والحجاز ولكن بنفحة ونكهة محلية من خلال استخدام آلات موسيقية بدائية محدودة الابعاد والمسافات مثل آلة السمسمية والعود اليمني القديم ذي الأربعة أوتار والمزمار. ان الطريقة ؟؟؟؟؟ العفوية على تلك الالات وذلك بتقديم وضع الأصابع أو تاخرها على أماكنها قد خلف انغام تختلف في كوماتها وذبذباتها عن الانغام في تلك المقامات العربية وطريقة ابعادها. كما أدى ذلك إلى ترسيخها في أذهان العازفين واحاسيسهم فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مجموع الانغام التي تشكل النكهة الخاصة واللون المميز للموسيقى اليمنية كما نلمس ذلك بوضوح في مقام الحجاز اليمني الذي يختلف في تكوينه عن مقام الحجاز العربي المستخدم في الحان كثير من البلدان العربية.ومع ظهور الحركة التجديدية في نهاية أربعينيات القرن الماضي وانتشار الندوات والفرق الموسيقية التي كان لها الدور الكبير في تطوير الأغنية الحديثة في عدن وأبراز مطربيها انتشر استخدام مقام النهوند والكرد والعجم كمانرىذلك في الحان كثير من مطربي تلك الفترة التي امتدت إلى يومنا هذا فما جعلنا تتسم بطابع جديد أضفى على الأغنية الحديثة في عدن طابع الحداثة والتجديد والتنوع في استخدام مقامات وسلالم جديدة لم تكن تعرفها الأغنية التي كانت سائدة في عدن.. ? ليس في الموسيقى ما يسمى بالمقامات أو الموسيقى الرومانسية، لكن يمكن أن نقول بأن الموسيقى وبمقاماتها المختلفة ذات الربع التون أو أنصافه يمكن أن تخلق الجو الرومانسي الذي يمكن ان يعيشه المستمع فرداً كان أم جماعة. باحث موسيقي في الأغنية اليمنية