أثارت الجرائم البشعة التي ارتكبتها العناصر الخارجة عن القانون في محافظتي لحجوأبين خلال الأيام الماضية موجة استنكار وإدانة واسعة لبشاعة العمل ودناءة مرتكبيه. هذه الأعمال أعادت إلى الأذهان جرائم العصابات التي سادت إبان فترة التشطير قبل الوحدة المباركة وكشفت عن عودة قطاع الطرق وقتلة الأطفال إلى مربع الإجرام من بوابة النضال المزعوم. ماحدث دفع بأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية إلى التحذير من خطر عودة عشاق الدم والخراب إلى واجهة الحياة من خلال تبنيهم دعوات تشطيرية وفوضوية وممارسة هوايتهم المفضلة في قتل الأبرياء وسحل المخالفين لاهوائهم المريضة. وفي هذا الإطار دعا الشيخ فضل علي حيدرة الطريقي شيخ مشائخ قبائل آل بالليل الفضلية في محافظة أبين أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الى الاصطفاف لنبذ العناصر الإجرامية التي تهدف إلى بث سموم الفرقة بين أبناء اليمن الواحد. وقال الشيخ الطريقي لموقع «المؤتمرنت» إن الجريمة التي ارتكبت بحق الشهيد الكمالي والعنسي والجبل في أبين والحبيلين والملاح بلحج هزت مشاعر الجميع لتزامن ارتكابها مع أداء المسلمين مناسك الحج، وكذا الاحتفالات بعيد الأضحى والاحتفالات الوطنية بعيد الجلاء وطرد المستعمر البريطاني من اليمن. وأضاف الطريقي إن عناصر ما يسمى الحراك التي ارتكبت هذه الجرائم تريد أن تذكر بتاريخها الأسود وعمليات الاغتيالات والقتل بالبطاقة الشخصية الذي كان وسيظل وصمة عارٍ في جبين هؤلاء الذين يريدون العودة لممارستها وفي ثوب جديد وبألوان جديدة، لأن الطبع يغلب التطبع.. وتساءل شيخ مشائخ قبائل آل بالليل الفضلية في محافظة أبين عن أي حراك سلمي هذا الذي يطلقونه على أنفسهم، وهم ميليشيات أسست لتعيد تاريخ القتل بالبطاقة الشخصية . وأشار الشيخ الطريقي إلى إن التوقيت الزمني لارتكاب هذه الجرائم يعكس بشاعة وخلو مرتكبيها من الرحمة والرأفة التي عرفت واتصف بها مجرمو الحروب والعصابات الأمر الذي يبعث على التشكيك بحقيقة اعتناق من ينتمون لهذه الميليشيات للديانة الإسلامية، أو أي من الديانات السماوية الأخرى التي حرمت قتل النفس البريئة. وأدان الشيخ الطريقي بشدة ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي تعكس وحشية تتنافى مع الأخلاق والقيم الدينية في مجتمعنا اليمني الذي يحثنا الدين الإسلامي الحنيف على اتباعها والتسلح بها في حياتنا الاجتماعية. وخاطب الطريقي العناصر الإجرامية الخارجة عن القانون بقوله (عليهم أن يدركوا أن الشعب اليمني كله سيقف لهم بالمرصاد لأن هذه السلوكيات دخيلة على المجتمع اليمني وعاداته). من جهته اعتبر محمد صالح هدران وكيل محافظة ابين الأعمال المشينة والجرائم البشعة التي تقوم بها العناصر الخارجة عن القانون أعمالاً مدانة ومرفوضة من كل أبناء اليمن . وقال هدران لموقع «المؤتمرنت» إن الجرائم التي ارتكبت بحق أبرياء في ابينولحج قوبلت باستنكار ورفض واسع من مختلف شرائح المجتمع في محافظة ابين . وأضاف إن الشريحة الخارجة عن القانون هي المسئول عن كل الأعمال الإجرامية التي حدثت وتحدث في بعض المناطق مطالباً بالتصدي الفوري والصارم لمثل هذه الأعمال معتبراً السكوت عنها مشاركة فيها.. وفي حين أكد هذران أن أية قضايا ومطالب حقوقية ستكون محل نقاش حال عرضها على الجهات المختصة والسلطة المحلية قال ان ما حصل في لحجوأبين محاولة للانتقال إلى حقبة الثمانينيات وما شهدته من قتل وتصفيات بالبطاقة .