جلس يكتب: تعلق الطفل بساق والده وأخذ يضمها ببراءة طفل يتبوأ حنان أبيه لكن سماءه الصافية اكفهرت فجأة وأمطرت فوق رأسه مطراً غزيراً.. أحمراً.. وتهاوى الجسد بين ذراعيه الصغيرين.. رفع وجهه المتشظي حمرة.. فإذا به واقفاً بطول جبل.. يعتلي كبرياؤه خنجره اليماني.. لكنه لا يلمع فقد شرب من وريد أبيه حتى ضاع بريقه في حمرة الخجل. جثا الطفل يتأمل البحيرة المنسابة من عنق أبيه.. أغرق كفيه فيها وأخذ يغترف منها ويعيدها إلى نبعها «باكياًَ» أنا السبب.. أنا الذي قتلت أبي.. أنا الذي تشاجرت مع أبنه.. أنا المذنب.. أنا السبب.. أنا السبب.. وغار الصوت في هذيان الألم هل كان الصبي ذو الستة أعوام على حق.. هل أذنب.. هل قتل أباه.. توقف برهة ثم أكمل: ها أنا أجلس اليوم لأكتب لأول مرة عن وجعي الذي حملته في بؤبؤ عيني.. فاجعة.. وفي بؤرة روحي أسى يتشظى عشرة أعوام وحملني هو في أروقة الأطباء النفسيين لا أدري.. لماذا جلست اليوم.. أراني على هذه الورقة التي كانت بيضاء. 8 /10 /2008م