احتفلت وزارة حقوق الإنسان أمس بالذكرى ال(61) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار "لا للتمييز" وذلك بحضور عدد من الوزراء والسياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وممثلين عن السفارات العربية والأجنبية. وأشار وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي في كلمته التي ألقاها بالمناسبة إلى أهمية هذا اليوم الذي أضحى عرفاً دولياً وأخلاقياً لكل أعضاء الأسرة الدولية، باعتباره مناسبة هامة تنتسب إلى اللحظة التاريخية الحاسمة التي عاشتها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية وتجسيداً لرغبة إنسانية في تحقيق السلام والتنمية والرفاه لكل البشر. وقال: "إن تعزيز البناء والأداء الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان وتحسين آليتها وتطوير مضامينها يتطلب من الجميع التغلب على التحديات الماثلة والفتن المفتعلة التي يثيرها أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام في هذا العالم". وتطرق إلى مسيرة التحولات لليمن منذ قيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو ومواكبتها لركب التطورات الحاصلة والمتنامية في العالم للنهوض بحقوق الإنسان ورعايتها أكثر فأكثر، وإعلان التعددية الحزبية والسياسية في إطار نهج ديمقراطي ينسجم مع متطلبات المرحلة الجديدة ويتجاوب مع تنامي وعي المواطن اليمني بتلك الحقوق. وقال القربي: "لتأكيد اليمن على حرصها تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان وترسيخها فقد صادقت على 56 اتفاقية دولية خاصة بحقوق الإنسان واتخذت خطوات في سياق بناء منظومة تشريعية متكاملة على درب إقرار الحق والقانون التي تحتل فيها حقوق الإنسان وحرياته العامة مكانة خاصة إلا أنها تبقى بحاجة مستمرة إلى تحديث آليات حمايتها ومنح محتوياتها مصداقية وفاعلية لاسيما أن ترسيخ حقوق الإنسان كممارسة اعتيادية يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة لمواجهة مختلف الخروقات التي يمكن أن تتعرض لها". وقال: "إن الذكري الحادية والستين ليست مجرد مناسبة احتفائية نلقي فيها الخطب ونتبادل فيها عبارات الثناء على أهميتها، فالقضية أعمق وأسمى من ذلك لأنها قضية الوجود الإيجابي للإنسان الذي كرّمه الله على سائر المخلوقات". وأضاف الدكتور القربي: "إنه من دواعي السعادة والارتياح أن يشارك المرء في ذكريات تاريخية خالدة كما هي ذكري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". واعتبر وزير الخارجية حقوق الإنسان وحرياته العامة استثماراً مهماً للموارد البشرية وإعداداً لكائن اعترف له المجتمع نظرياً وقانونياً بكل الحقوق الطبيعية، وهذا الاستثمار في رأس المال البشري الضمانة الكبرى لأي تطور لأنه رهان على صناعة الإنسان الحضاري المبدع القادر على إحداث التنمية والتقدم المنشود بفضل حيازته هذه الحقوق. وقال: "رغم الصعوبات التي تواجه اليمن إلا أنها حققت وأنجزت في مسيرة حقوق الإنسان ما يدفع بنا إلى الأمام ونحو آفاق المستقبل؛ لأن العالم كله يتحرك من حولنا مسرعاً، ورغم التحديات التي تواجهنا جميعاً إلا أننا نشعر بالتفاؤل". وأضاف: ما نتمناه من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية أن تسهم إسهاماً قوياً في صياغة مستقبل وضاء لتحسين أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة وزيادة التنسيق والتعاون والشراكة الحيوية الجادة بين مؤسساتنا الحكومية ومنظمات المجتمع خاصة بعد أن أكدت التجارب أن الجهود المتناثرة لا تؤدي إلى الهدف المنشود". من جانبها قالت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان: "لم نعد بحاجة لأن نؤكد أهمية اليوم الذي حمل تباشير ميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أجمع العالم على اعتباره يوماً عالمياً لحقوق الإنسان، واعتمدته الجمهورية اليمنية إلى جانب ذلك يوماً وطنياً لحقوق الإنسان". وأضافت: "لقد أحدث هذا اليوم تأثيراً قوياً في وجدان وضمائر كل الناس حتى أصبح من أشهر وثائق الأممالمتحدة المنصوص عليها، وأصبحت بنوده مقياساً لسلوك الدول ومدى احترامها لحقوق الإنسان ولمدى التزامها بمراعاة حرياته الأساسية، كما أصبح الإعلان مثلاً يضرب عن مدى تأثير الجهود الدولية الناجحة التي تبذلها الأممالمتحدة في مختلف مجالات الإنسانية". وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه اليمن فيما يتعلق بحقوق الإنسان منها موروثات الماضي، وقصور التأهيل، وضعف مستوى الوعي الحقوقي لأفراد المجتمع المدني، والتوظيف النفعي لحقق الإنسان، لكنها أكدت على الأشواط الملحوظة والتي قطعتها اليمن على صعيد تأصيل وحماية حقوق الإنسان وإنجاز منظومة لا يستهان بها من التشريعات الكفيلة بتأمين الحقوق العامة للجميع دون تمييز، بل إن الحكومة تؤكد بشكل دائم التزامها بالتقاليد الديمقراطية. من جهتها أشارت المنسقة المقيمة لبرنامج الأممالمتحدة "برتيبا مهتا" إلى أهمية تبني إنهاء كافة أشكال التمييز من أجل حماية حقوق الإنسان المكفولة في التشريعات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وأكدت دعم برنامج الأممالمتحدة للجمهورية اليمنية من أجل تعزيز وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان، وكذا بناء القدرات الوطنية العاملة في هذا المجال لتعزيز القوانين ومواءمتها مع الواقع. كما ألقيت عدد من الكلمات أكدت في مجملها أهمية هذا اليوم الذي جسد مبادئ حقوق الإنسان وعلامة فارقة في منحى تطور النظم الإنسانية باتجاه الأنسنة، هذا المنحى الذي تأسس في عالمنا بفضل الله ثم بفضل كل الجهود العالمية الخيرة والتي خرجت إلى النور بعد مخاض بشري عسير لاقت فيه البشرية شتى صنوف الألم والقهر والخوف. وتطرقت الكلمات إلى التحديات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في اليمن من أجل تفعيل القوانين والتشريعات وتطويرها لتصب في تعزيز خطط الدولة وجهودها الرامية إلى تحسين وضع حقوق الإنسان والارتقاء به. هذا وتخلل الاحتفال معرض فني لرسومات الأطفال تناول حقوق الإنسان وكذا استعراض لوحة شبابية عن مفاهيم ومبادئ وسلوكيات حقوق الإنسان.