في عصر يوم السبت الماضي الموافق 2009/12/18م نظم مركز «العزاني» للتراث والتوثيق الفني بمديرية المنصورةبعدن احتفائية خاصة بالذكرى ال «25» لرحيل مؤسسه الراحل المهندس علي حيدرة العزاني، وكان في مقدمة الحضور الاخوة د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، رئيس جامعة عدن، عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بعدن ورئيس مجلس الأمناء بالمركز، عصام وادي، مدير إدارة الجمعيات بمكتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بعدن أحمد الحمري، مستشار محافظ عدن، جمال المجعلي، مدير عام مديرية سيئون بحضرموت، إلى جانب عدد غير قليل من الأدباء والشعراء والمهتمين منهم د.يحيى قاسم سهل، علي محلني محمد عمر بن زجله، صالح حنش، عبدالله الضراسي، نصر باغريب، منصور نور، والفنان سالم الحطاب، الفعالية أدارها بكفاءة واقتدار الزميل المهندس نصر باغريب، وفيها تحدث أولاً الزميل صالح حنش،الأمين العام لجمعية تنمية الثقافة والأدب بعدن عن محطات مهمة في حياة المهندس الراحل علي حيدرة العزاني، فقال إنه ولد عام 1915م في قرية جول عقيل في مدينة عزان بشبوة، ثم ارتحل إلى أحور، ومنها إلى حوطة لحج المحروسة ثم غادرها ليستقر في عدن،ليسافر عام 1954م إلى القاهرة في دورة لدراسة هندسة الصوت،ثم ليسافر إليها عام 1956م لدراسة الراديو والاتصالات اللاسلكية ليكون أول مهندس مؤهل في هذا المجال على مستوى اليمن والجزيرة العربية مؤكداً أنه جمع بين الفقر وتنوع المواهب، فقد كان بارعاً في الخياطة وتصميم الأزياء الشعبية، وتنوع مواهبه مكنته من التغلب على العراقيل التي كانت تخلقها الإمكانيات المتواضعة للأجهزة، مع حرصه على الاستعداد التام في الحفلات والأعراس «المخادر» التي كان يوفر لها أجهزة الصوت والميكرفونات ويشرف عليها بنفسه فتوطدت علاقته بمعظم الفنانين والشعراء والأدباء، ودفعه عشقه للتوثيق إلى تسجيل فقرات الحفلات والأعراس وإنشاء المكتبة الفنية في منزله، ورغم تواضعه وتسامحه كان شديد الانضباط في عمله لا يتهاون فيه ويستعد جيداً لكل طارئ وإلى جانب اهتمامه بتوثيق الشعر والخطابات الرسمية في الحفلات الرسمية قبل الاستقلال وبعده ومما وثقه الحفلات الأهلية التي كانت تقام مناصرة لثورة 32 يوليو ودعماً لثورة الجزائر مما جعله عرضة للمساءلة والتحقيق من قبل السلطات البريطانية لدوره في رفع مستوى الوعي الوطني والقومي لدى الجمهور. وتحدث الأخ عبدالله باكدادة فأكد على أن المركز يعد إحدى دعائم ذاكرة عدن الثقافية والفنية وأحد أهم روافد منذ ازدهارها في أكثر من مجال في مرحلة كانت عدن فيها منارة للاشعاع الحضاري والثقافي، وعدد أسماء عدة شخصيات اسهمت في دعم ورعاية المركز أبرزهم،حسب رأيي، الأخ محمد أحمد الكحلاني محافظ عدن الأسبق ود.عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن، والأخ علي صالح عبدالله وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل،ونوه باكدادة بأن جهود كل أولئك الداعمين للمركز مكنته من الحصول على بقعة أرض ليقيم عليها المؤسسة،كما أشار إلى أهمية الجهود التي بذلها البروفيسور جان لامبير رئيس المركز اليمني للتراث التي حققت للمركز اهتمام منظمة «اليونسكو» وموافقتها على دعم المركز بمبلغ مالي سنوياً. وثمن الأخ ناصر العزاني رئيس المركز كل الجهود التي بذلها ويبذلها كل المهتمين بدعم ورعاية المركز،منوهاً بالدور الكبير الذي بذله أخوه الراحل عبدالله العزاني في سبيل الاشهار عن المركز، شاكراً جهود قيادة المحافظة والمجلس المحلي ومكتب الثقافة بعدن وجامعة عدن وجهود الكحلاني ود.عبدالوهاب راوح والباكدادة وكل الفنانين والأدباء والشعراء والفنانين والإعلاميين، واصفاً التواصل مع د.عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن بالمنعطف الكبير، لأنه جاء مباشرة بعد رحيل أخيه الفقيد عبدالله العزاني الذي كان الداعم الأساسي والكبير للمركز ليتوقف بعده نشاط المركز، لكن الدعم السخي للدكتور بن حبتور، ورعايته للمركز أعاد الحيوية لنشاط المركز، ثم أشار الأخ ناصر العزاني إلى جهود مكتب الثقافة بعدن التي أسفرت عن توقيع اتفاقية بين الصندوق الاجتماعي للتنمية «ممولاً»،وبين المركز «منفذاً» ومكتب الثقافة «إشرافاً» وبموجبها سيقدم الصندوق ميزانية مناسبة جداً للمركز بهدف تطوير العمل وفق تقنيات حديثة في مقره الحالي، واستحداث أقسام جديدة والاستعانة بخبراء لنقل كل الأعمال الفنية الموثقة من الاسطوانات والأشرطة إلى الكمبيوتر باستخدام التسجيل الرقمي، وذلك استعداداً للانتقال إلى مبنى المؤسسة بعد تشييده على قطعة الأرض التي حصل عليها المركز. وكان حديث د.عبدالعزيز بن حبتور رائعاً ومدهشاً لما فيه من اطلاع ومعرفة، وكان مفصلاً بكثافة ومكثفاً بإيجاز، فقد أشاد أولاً بالدور الكبير الذي يؤديه المركز في حفظ التراث وتوثيق الأعمال الفنية مهنئاً أعضاء الهيئة الإدارية على النجاح الذي حققوه في إشهار المركز وكسب أصدقاء من مثقفين يشكلون روافد ثقافية للمركز تدعم رسالته الوطنية، ثم أضاف أن جامعة «روستوك» الألمانية تأسست قبل «590عاماً» وأنه اطلع مؤخراً على «1500 صورة» لرؤسائها الذين توالوا على رئاستها منذ تأسيسها قبل «590عاماً»، رغم ما مر على الشعب الألماني من حروب وأهوال، لكن مسألة التوثيق ظلت حاضرة لديه ومازالت لتحفظ له تاريخه وتراثه الثقافي العريق، لكننا كما قال لانجد الكثير من وثائق تاسيس جامعة عدن لأن الكثير منا لايهتمون بالتوثيق، وهذا ما نعاني منه، حتى أن الكثير من تاريخنا العربي والإسلامي طمس لغياب التوثيق. ولذلك ينبغي أن نبذل جهداً أكبر في التوثيق لأنهم في الغرب ليس لهم عقول أكبر من عقولنا وكل ما هنالك هو الاهتمام وهذا ما يحسب لمركز «العزاني» الذي اهتم بالتوثيق منذ تأسيسه من قبل مؤسسة الراحل علي حيدرة العزاني، الذي أسس مدرسة هامة لتوثيق الأغنية والكلمة والحدث السياسي لذلك لابد أن نذكره بإجلال عال وتقدير كبير لهذه الشخصية الفذة، مشيراً إلى أن البرنامج الخاص بجامعة عدن للعام القادم «2010م» مما يميزه أن فيه دعوة لكل المثقفين والمهتمين بالتوثيق، كما سيتم إفتتاح صفحة جديدة في الانترنت تستوعب أنشطة الأكاديميين وأنشطة الجامعة، وسيتم إصدار المجلد الأول لتاريخ جامعة عدن الذي سيتناول تاريخ عدن كمدينة لها تراثها وآثارها وتاريخها وكل ماله علاقة بتأسيس جامعة عدن التي لم تنشأ من فراغ، والمجلد تحصيل لكل الخلفية العلمية والتربوية والابداعية والشخصيات التي أسهمت في تأسيس جامعة عدن، وما يحتويه مركز العزاني سيكون جزءاً من هذا التاريخ الابداعي الذي كان الدعامة الأساسية لتأسيس جامعة عدن.