احتفلت المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع أمس بتكريم ثمانمائة وخمسين متفوقاً ومتفوقة في مهرجان التفوق الدراسي السادس الذي أقامته المنظمة بالشراكة مع جامعة تعز. وحمل العام الحالي العديد من المدلولات التي سعى المهرجان إلى تكريسها، تمثلت في تعزيز ثقافة الانتماء الوطني وغرس مفاهيم حب الوطن من خلال شعار المهرجان «لليمن نتفوق» بالإضافة إلى الفقرات المتنوعة التي صبّت مجملها في هذا الجانب كالأناشيد الوطنية الحماسية، والكلمات الخطابية من قبل الطلبة المكرمين الذين تعهدوا بخدمة اليمن ورفعة شأنه وتحقيق نهضته. المستقبل سيكون جميلاً وفي المهرجان راهن وكيل محافظة تعز عبدالله أمير على مستقبل الوطن بوجود ثلة من الشباب المتميز والمتفوق، وقال: نشعر أن المستقبل سيكون جميلاً ولن يشوبه شائب بوجود مثل هؤلاء الشباب. وأضاف: كل الأمم والشعوب تراهن على العلم والعلماء، باعتبارهم أساس بناء الحضارات، وفي زمن الانكسارات فإن المراهنة لا تكون إلا على هؤلاء الشباب وما يمتلكونه من علم ومعرفة، وعليهم يعوّل الوطن نبذ الفرقة والكراهية وإنهاء عوامل الارتداد والقضاء على كل من يثير النعرات الانفصالية. وتابع وكيل المحافظة كلمته قائلاً: نكرّم اليوم شباباً يحمل في جنباته قضية تتمثل في هذا الوطن والسعي إلى رفعته ونهضته، فما تفوقهم وتميزهم وتحصليهم العلمي إلا في سبيل الوطن، وبقدر ما نهنئ المتفوقين المكرّمين، فإننا نهنئ المستقبل المفعم بالمحبة والسلام. ثقافة المحبة والسلام وأكد أمير أن مستقبل الوطن لابد أن يقوم على ثقافة أساسية تتجسد في المحبة والسلام والانتماء الوطني لهذا الكيان الكبير، ولن يتم ذلك إلا من خلال الشراكة المجتمعية وتحمل المسئولية الجماعية، فبها نستطيع أن نتجاوز كافة الحواجز وتحقيق الآمال، وسنصل من خلالها إلى الغايات المرجوة. مشيراً إلى أن العلم هو أساس استجلاب المحبة والسلام واستيعاب أهمية الانتماء والولاء الوطني، فمن امتلك ناصية العلم، امتلك إرادته وقراراته ومستقبله. تطور مستمر النائب البرلماني شوقي القاضي، رئيس المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع ألقى كلمة ترحيبية في مستهل المهرجان، تحدث فيها عن مهرجان التفوق الدراسي الذي ينعقد هذا العام تحت شعار «لليمن نتفوق» ويهدف إلى تكريم850 متفوقاً ومتفوقة من أبناء محافظة تعز الحاصلين على تقدير «ممتاز» من أوائل أقسام وكليات جامعة تعز والمعاهد المتخصصة والتعليم الفني والمهني والتعليم الأساسي، وخريجي الثانوية العامة بقسميها الأدبي والعلمي للعام الدراسي 2008 - 2009م. وأشار عضو مجلس النواب إلى التطور المتصاعد والمستمر في أعداد الطلبة المتفوقين منذ انطلاق مشوار المهرجان في ديسمبر 2004م، حيث كرم المهرجان حينها 79 متفوقاً ومتفوقة، وباكتمال العام السادس للمهرجان التكريمي تكون المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع قد كرمت خلال مسيرة المهرجان أكثر من 2100 متفوق ومتفوقة. حباً في اليمن وناشد القاضي المجتمع بكافة قطاعاته الرسمية والخاصة ومنظماته المدنية وكافة وسائل الإعلام بأن يولوا هذه الكوكبة من المتفوقين حقها من الاهتمام والرعاية حباً في اليمن وعشقاً لليمن، وتسليماً بقدر ومكانة اليمن وغلائها في نفوسنا من خلال بذل الجهد لدعم شباب اليمن وتنمية قدراتهم باعتبارهم ثروات علينا جميعاً المحافظة عليها وتأهيلها. منوهاً إلى أن تلك الرعاية والاهتمام ليست في إقامة مهرجانات التكريم فحسب، بل في إعادة النظر في المناهج والمقررات والمؤسسات التعليمية بما يرفع مستوى التعليم ويحفز على الإبداع والتفوق، بالإضافة إلى إقامة مؤسسات متخصصة بالموهوبين والمتميزين وتشجيعهم وتذليل العوائق أمامهم ليواصلوا مشوارهم الواعد. وفي ختام كلمته قدم رئيس المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع شكره وتقديره لكل من دعم ورعى الطلاب والطالبات المتفوقين بدءاً من قيادة المحافظة، مروراً بجامعة تعز، وليس انتهاءً بالداعمين والرعاة من المؤسسات والشركات التجارية، والصحف والمجلات الإعلامية، وعلى رأسها مؤسسة (الجمهورية) للصحافة والطباعة والنشر الراعي الإعلامي لمهرجان التفوق الدراسي السادس. الدور التنويري والمجتمعي حرص جامعة تعز على أن تكون شريكاً أساسياً في تنظيم وإقامة مهرجان التفوق الدراسي السادس جاء انطلاقاً من الدور التنويري والمجتمعي الذي تضطلع به الجامعة. حقيقة استهل بها الدكتور محمد عبدالله الصوفي، رئيس جامعة تعز كلمة الجامعة في المهرجان، معللاً ذلك في سعي الجامعة لإحداث نهضة تعليمية في مجتمع تعز أولاً، واليمن عموماً. وطالب الصوفي الطلاب والطالبات المتفوقين على مواصلة مسيرة التفوق والتألق في حياتهم العلمية والعملية ليجني اليمن الحبيب ثمار ونتائج هذا التميز. وأضاف: إن المهرجان حدث تربوي وأكاديمي مهم، وواجب مجتمعي وتوجه وطني في إطار التوجهات والاهتمام المتواصل من القيادة السياسية ورعايتها للمبدعين والموهوبين والمتفوقين. حاثاً المكرمين على أن يكونوا قدوات لغيرهم من الشباب، وأن يواصلوا مسيرة التفوق ليصبحوا عاملاً من عوامل بناء المجتمع وتقدمه وازدهاره، وليجعلوا آمال وطموحات وأحلام أسرهم ووطنهم حقيقة ماثلة للعيان. أساس التنمية كلمة الداعمين ورعاة المهرجان ألقاها منير أحمد هائل من مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه الراعي الرئيسي للمهرجان، أكد أهمية الإسهام في إنجاح هذه التظاهرة العلمية السنوية باعتبار أن دعم ورعاية المتفوقين أساس تنمية الفرد وبالتالي تنمية المجتمع والوطن. وقال: إن العلم سر نهوض الشعوب وأساس تقدمها، وبالعلم تتنافس الأمم وتسابق بعضها بعضاً، والعلم ميزان التفاضل الدنيوي بين البشر، ومن ذلك يأتي اهتمامنا بالعلم والمتعلمين. بسمات ودموع المتفوقون والمتفوقات المكرمون كانت لهم كلمة ألقتها بالنيابة عنهم المتفوقة انتصار قائد مهدي، التي قالت: إن ما عاناه الطلاب المتفوقون من آلام وأوجاع المذاكرة والاجتهاد والمثابرة وما تلتها من أفراح وأتراح وبسمات ودموع لهي أهون من أن يلتفت إليها مقارنة بما نلقاه اليوم من ابتهاج وفرحة وتكريم. مشهد التكريم واختتم المهرجان بفقرة التكريم الأخيرة التي شهدت منح المتفوقين العديد من الجوائز والهدايا، كما تم الإعلان عن مسابقة التميّز والتفوق المليونية التي أعلن عنها رئيس منظمة «NODS» وتستهدف كافة المتفوقين والمتفوقات في عموم محافظات الجمهورية اليمنية، وسبق لها أن أقيمت في العام الماضي في مدينة عدن.