أكد وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي أن اليمن عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب.. مشيرا إلى عدم قبول اليمن بقوات دولية على أراضيه لمحاربة الإرهاب وأن جهود أجهزة الأمن اليمنية تحقق انجازات في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن. ولفت الوزير القربي في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء إلى المعلومات الخاطئة التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن تصريح فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حول إمكانية الحوار مع تنظيم القاعدة.. وقال"إن فخامة الرئيس قصد أن الحكومة مستعدة لاعتماد لغة المناصحة مع الشباب المغرر بهم من قبل عناصر القاعدة سعياً إلى تركهم السلاح والتخلي عن العنف على غرار تجربة الحوار التي اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية". واضاف" فخامة رئيس الجمهورية استهدف بهذه الدعوة التأكيد على أن معالجة ظاهرة الإرهاب لا يمكن حصرها في العمل العسكري فقط وإنما التعاطي مع هذه الظاهرة يجب أن يكون بطرق متعددة ومن بينها الحوار". وقال " إن دعوة الرئيس تعني أيضا أن الحرب على الإرهاب لا تقتصر على مواجهة خلايا التنظيم القائمة وإنما حماية الشباب المغرر بهم من قبل عناصر القاعدة وكذلك التواصل مع أسرهم لكي يلعبوا دورا في هذا الجانب حتى لا يتركوا لهؤلاء لتحويلهم إلى عناصر متطرفة". وبشأن إمكانية سماح اليمن بوجود قوات دولية على أراضيها أكد وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية ترفض وجود قوات دولية في أراضيها.. مشيرا الى أن الأميركيين أنفسهم وصلوا إلى قناعة بأن الاعتماد على قوات أمنية والجيش اليمني هو الطريق الأفضل لمواجهة التطرف والإرهاب لأنها قادرة على التعامل مع أبناء البلد بالطريقة الصحيحة التي تراعي القضايا الاجتماعية والثقافية وغيرها. وحول مؤتمر لندن الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري بناء على دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أكد الدكتور القربي أن اليمن ستشارك في المؤتمر.. مشيرا إلى أنها تأمل في أن يخرج المؤتمر باستراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني والحصول على دعم دولي لتعزيز قدرات اليمن في الحرب على الإرهاب وكذلك دعمها في المشاريع الاقتصادية وإيجاد المزيد من فرص العمل لمواجهة مشكلات البطالة والفقر . وقال "إن الغرض من مؤتمر لندن هو أن تطرح التحديات التي تواجه اليمن للخروج باستراتيجية واضحة لدعم اليمن في مجال التنمية ومكافحة الإرهاب وسوف تتشكل آلية للمتابعة لضمان تنفيذ ما تتضمنه هذه الاستراتيجية من التزامات وتعهدات، ولهذا يجب ألا تكون التوقعات كبيرة في هذا الوقت لأن لدى الحكومة الكثير من القضايا التي ستطرحها ونأمل أن تلقى صدى من الدول التي ستشارك في المؤتمر". وأضاف" اليمن يدعو منذ وقت طويل إلى توفير دعم دولي لمساعدتها في تعزيز قدراتها على مكافحة الإرهاب لأننا كلما حصلنا على دعم استطعنا تحقيق انجازات أكبر" مبيناً ان اليمن تأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات والاحتمالات التي ستطرح على مؤتمر لندن.. مؤكدا أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأي شيء في مؤتمر لندن يمس بسيادتها أو التدخل في شئونها الداخلية . وفيما يتعلق بقضية التمرد في محافظة صعدة أكد الوزير القربي أن اليمن لن يقبل أي توجيهات من أي طرف في هذه القضية لأنها يمنية وداخلية ولكون هذه الجماعة تمردت ورفعت السلاح على الدولة وارتكبت جرائم في حق المواطنين وخرجت عن الدستور والقانون ولا سبيل أمامها سوى القبول بالنقاط الست التي أعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كشرط لوقف اطلاق النار وإحلال السلام . وبخصوص المختطفين الألمان وصديقهم البريطاني المحتجزين منذ يونيو الماضي أكد وزير الخارجية أن أجهزة الأمن استطاعت تحديد مكان المخطوفين في محافظة صعدة، والجهود جارية لإطلاق سراحهم. وحول الموقف الذي أعلنه الشيخ الزنداني من مؤتمر لندن وعدم إدانته لتنظيم القاعدة أجاب" الشيخ عبد المجيد الزنداني له رأيه الخاص ولا يعني أنه موقف رسمي" . وحول التهديد الذي أعلنه تنظيم الشباب المجاهدين في الصومال لإرسال مقاتلين إلى اليمن لمساندة خلايا تنظيم القاعدة أكد الوزير القربي أن الحكومة اليمنية تعاملت مع هذا التهديد بمسؤولية وستتخذ الإجراءات التي تمنع الجماعات الإرهابية بالوصول إلى اليمن وهذه الإجراءات كنا اتخذناها قبل هذه التهديدات لأننا كنا نتوقع أن عناصر التنظيم قد تأتي إلى اليمن. ولفت الوزير القربي إلى إن تنظيم القاعدة اليوم يعد تنظيما دوليا ومحاربته تقتضي أن يكون هناك جهد وتعاون في إطار دولي.. مشيرا إلى أن تهديد التنظيم لا يقتصر على اليمن فقط وإنما على العالم بما فيها الولاياتالمتحدة الأميركية التي تضع 550 الف شخص في قائمة المشتبه بأن لهم علاقة بالإرهاب ما يعني أن المشكلة تواجه العالم بأكمله . وبشأن الحوار والحل السياسي للأزمات أكد وزير الخارجية أن الحكومة متمسكة بالحلول السياسية لكل المشكلات وهي من تطرح هذا الجانب ولم تستبعده على الإطلاق.. مبينا ان هذا التوجه بحاجة إلى أن يكون الطرف الآخر لديه قبول بالحل السياسي وألا يتمترس بشروط تعيق الوصول إلى الحل السياسي.. مشيرا إلى أن قضية التمرد في صعدة وما يحدث في المحافظات الجنوبية قضايا داخلية وستعالج في الإطار الوطني ومن قبل اليمنيين . وفي رده على سؤال بشأن ما تقوله المعارضة عن استثمار الحكومة اليمنية لتنظيم القاعدة من أجل الحصول على دعم دولي أوضح الدكتور القربي أن" هذا القول غير صحيح تماما لأن هدف الحكومة لن يكون هدفها الحصول على دعم لأن المجتمع الدولي لن يقدم لليمن أي دعم إلا إن كان يعرف أن هناك حاجة لدعم اليمن في محاربة الإرهاب وتمكين قوات الأمن من أداء دورها بفعالية أكثر مما هي عليه الآن ". وعن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإريتري إلى اليمن أوضح الوزير القربي أن زيارة الوزير الاريتري جاءت بغرض توضيح ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول تهريب الأسلحة إلى اليمن وأن هناك عناصر من الحوثيين تتدرب في اريتريا.. لافتا الى ان الوزير الاريتري أكد عدم سماح الحكومة الاريترية بانطلاق أي نشاطات من اريتريا لتهديد امن اليمن .. وحول زيارته المرتقبة إلى الولاياتالمتحدة أوضح وزير الخارجية أنه سيجري مباحثات مع المسؤولين الأميركيين ستتناول كل القضايا التي تهم اليمن باعتبار أن الولاياتالمتحدة شريك مهم لليمن في قضايا التنمية من خلال الدعم المباشر وغير المباشر، وكذا دورها الهام في القضايا المتعلقة بالتجارة وانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية ومناطق التجارة الحرة بين اليمنوالولاياتالمتحدة الأميركية التي ربما تعزز من قدرات اليمن التجارية. وقال" يضاف إلى ذلك الجانب السياسي من أجل إجراء حوار يمني أمريكي بحيث لا يترك المجال فقط لمراكز الأبحاث التي قد لا تقدم وجهة النظر اليمنية الصحيحة والبعد الآخر الجانب الأمني فيما يتعلق بدعم اليمن في مكافحة الإرهاب ودعم قدرات اليمن في قوات خفر السواحل.