قال ابن الجوزي : مررت بأحد المجانين وهو جالسٌ وحده مفكّراً، فقلت : ما خبرك ؟ قال: أقول بأعلى الصّوت ما بي جنّة وما بي إلا حبّ من ليس ينصف وما بي جنونٌ غير أنّ بليّتي إذا انكشفت منه أرقّ وألطف بنفسي وأهلي، من أرى الموت جهرةً إذا ما بدا منه البنان المطرّف قال بعضهم :مررت بفورك المجنون وقد أتاه أهله بطبيبٍ، يقال له عبد العزيز، ليعالجه. فسلمت وقلت: ما خبرك يا أبا محمّد؟ فقال: خبري والله مع هؤلاء المجانين ظريفٌ. أنا عاشقٌ وهم يظنّون بي جنّة وقد أتوني بعبد العزيز الطّبيب ليعالجني. ثمّ أنشأ يقول: أتوني بالطّبيب فعالجوني على أن قيل مجنونٌ غريب طبيب الأجر فيه عساه يوماً من الأيّام يعقل أو يتوب وما صدقوا الفتى محوي قلبي أجلّ من أن يعالجه الطّبيب وما بي جنّةٌ لكنّ قلبي به داءٌ تموت به القلوب وما عبد العزيز طبيب قلبي ولكنّ الطبيب هو الحبيب