قال سفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء ميكيليه سيرفونه دورسو «إن الاتحاد سيبقى ملتزماً بقوة بدعم المسيرة الديمقراطية في اليمن وبيمن موحد ومستقر ومزدهر. وأضاف السفير ميكيليه في حوار أجرته معه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «ان الاتحاد الأوروبي ملتزم بتعزيز علاقاته مع اليمن في جميع المجالات واتباع منهج شامل للتعامل مع جميع التحديات ودعم الحكومة اليمنية». وأكد أن قرار الاتحاد رفع مستوى تمثيله في اليمن إلى سفارة كاملة يأتي انطلاقاً من الأهمية التي يمثلها اليمن للاتحاد لتطوير مجالات التعاون والشراكة وتعزيز التواصل والتركيز على جوانب جديدة في الدعم للتنمية في اليمن. واعتبر سفير الاتحاد الأوروبي الدعوة الرئاسية للحوار مهمة جداً للخروج من الركود ومواجهة التحديات التي تواجه اليمن.. لافتاً إلى أن إنجاح التجربة الديمقراطية في اليمن بمفرداتها المختلفة والسير بها قدماً إلى الأمام دون عوائق مسؤولية كافة القوى السياسية. وفيما يلي نص الحوار :- الاتحاد الأوروبي رفع التمثيل من بعثة إلى سفارة، ما هي المعايير التي استند عليها ؟ وما الذي سيترتب عليه رفع مستوى التمثيل إلى سفارة في كافة المجالات؟ السفير : اليمن دولة مهمة للاتحاد الأوروبي مما أهلها لاستضافة سفارة كاملة تمثل 27 دولة أوروبية وسيكون لرفع التمثيل من بعثة إلى سفارة أهمية من حيث تطوير وتعزيز مجالات التعاون والشراكة مع اليمن ، وطبعاً هذا الرفع من شأنه أن يجعل الاتحاد قادراً على التواصل بشكل أفضل مع الحكومة اليمنية وجميع الفعاليات السياسية والمدنية في اليمن وسيكون هناك تركيز اكبر على المشاركة السياسية ومجالات جديدة خاصة في مجالات الأمن والهجرة والأمن البحري ومساعدة اليمن في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية حيث سيرتفع عدد الموظفين العاملين في السفارة إلى 15 دبلوماسياً وعدد الموظفين سيزداد ايضاً كي نتمكن من إدارة برامج التعاون المختلفة من مكتبنا في صنعاء، بدلاً عن عمان حيث كانت تدار سابقاً. كونكم أول سفير للاتحاد الأوروبي في اليمن ما الذي سيضيفه إلى أجندة العمل الروتينية لكم ؟ السفير : في الواقع هناك الكثير من الأشياء التي سأركز عليها خلال عملي في اليمن ومن بين أهم الأشياء هو مساعدة اليمن في الجانب الاقتصادي وخاصة في مجال بناء الدولة بمعنى آخر ان يكون هناك أنظمة إدارة تعمل بشكل جيد ومتابعة تنفيذ المبادرة التي تم إطلاقها العام الماضي وقرر الاتحاد الأوروبي إشراك اليمن فيها والاستفادة من برامجها في مختلف المجالات التي تشمل تعزيز التعاون التنموي ودعم الجهود المبذولة من الحكومة اليمنية لتلبية احتياجات المواطنين ومتطلباتهم التنموية والحياتية، ومن الأشياء الأخرى التي سأركز عليها تشجيع جميع الأطراف السياسية في اليمن للدخول في حوار سياسي شامل ومن هنا أدعو جميع القوى السياسية لأن تشارك بشكل اكبر في عملية الحوار السياسي بالإضافة إلى مواضيع أخرى سيتم التركيز عليها من بينها مساعدة اليمن في مواجهة التحديات الاقتصادية خاصة في هذه الفترة. الاتحاد الأوروبي قدم خلال العام الماضي دعماً لليمن بمقدار ثمانين مليون دولار لليمن، هل سيزيد الدعم خلال هذا العام ؟ وما هي أولوياته؟ السفير : ذكرت المسئولة العليا للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي البارونة (كاثرين أشتون) ان المساعدات الأوروبية لليمن سترتفع خلال العام الحالي بمقدار الثلث، أما بالنسبة للمجالات التي سيركز عليها الاتحاد الأوروبي خلال الفترة القادمة هي أولاً دعم جهود اليمن في بناء الدولة والمتمثلة في تعزيز المسيرة الديمقراطية وإرساء اللامركزية، ثانياً المساعدة للقطاع الاجتماعي ومن بينها تقديم دعم مهم إلى صندوق الرعاية الاجتماعية حيث يعد الاتحاد الاوروبي من أهم الداعمين لهذا الصندوق، ثالثاً المساعدة في دعم جهود الحكومة في تطوير القطاع الصحي في اليمن، ومن أهم المجالات التي سيركز عليها الدعم للعام الحالي مساعدة اليمن في تنويع اقتصادها والتقليل من الاعتماد على الموارد النفطية وهي من ضمن المقترحات الهامة التي قدمتها الحكومة اليمنية في اجتماع لندن، كما يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات هامة إلى المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن والتي تكمل جهودها العمل الذي تقوم به الحكومة في عدد من المجالات ، ومن بين حزمة البرامج الجديدة التي سيركز عليها الاتحاد الأوروبي في الفترة القادمة هي مساعدة اليمن في المجال الأمني وفي مجال الهجرة واللاجئين. ذكرتم ان الاتحاد يدعم منظمات المجتمع المدني فهل هناك توجه لدعم الجانب الإعلامي خصوصا وأنكم دشنتم عملكم بلقاء الإعلاميين فهل يعني ذلك توجهاً جديداً تنطلقون منه ؟ السفير : الاتحاد الأوروبي هو اكبر مانح للمجتمع المدني في اليمن وللمنظمات غير الحكومية لأننا نعتقد ان هذه المنظمات يقع على عاتقها دور كبير إلى جانب جهود الدولة ولدينا اهتمام بالصحافة وندرس حالياً سبل المساعدة خاصة فيما يتعلق ببناء القدرات الخاصة بالصحافة والتركيز عليها حيث ان الصحافة تلعب دوراً حيوياً في أي مجتمع ديمقراطي ونحن نرى ان الصحافة يجب ان تكون لديها القدرة على التفاعل مع متطلبات المجتمع الديمقراطي ونشير هنا إلى ان الاتحاد الأوروبي أطلق أواخر يناير الماضي الدورة الخامسة لمسابقة جائزة سمير قصير لحرية الصحافة والمسابقة مفتوحة أمام المرشحين من منطقة المتوسط والشرق الأوسط والخليج وبإمكان الصحفيين اليمنيين التقدم لنيل الجائزة حيث سيكون آخر موعد لتقديم الأعمال شهر مارس القادم ، وتشمل جائزة أحسن مقال وجائزة أحسن تحقيق صحفي عن دولة القانون أو حقوق الإنسان (الحكم الرشيد، مكافحة الفساد، حرية التعبير) على أن يكون قد نشر في الصحافة التي تصدر في إحدى الدول المذكورة أعلاه أو في إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. هناك حرب عالمية على الإرهاب ما هو دور الاتحاد الأوروبي في هذه الحرب، وما الذي يمكن ان يقدمه لليمن في هذا الجانب، وهل هناك قناعة من الاتحاد الأوروبي بما تم تحقيقه حتى الآن في مجال الحرب على الإرهاب ؟ السفير : الاتحاد الأوروبي ينظر إلى هذا الموضوع من خلال اتجاهين فالاتحاد يدعم ويؤمن بقوة انه من الضروري أن تتم مواجهة الإرهاب من خلال محاولة معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى هذه الظاهرة مثل الفقر والتهميش وكذلك الدعوة للحوار والقيام بإصلاحات سياسية واجتماعية تساعد في التخفيف من الأسباب التي قد تؤدي إلى التطرف، كما ان الاستراتيجية الأخرى التي يتبناها الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد هي مساعدة أجهزة الشرطة والهيئات المعنية بتطبيق القانون للرفع من قدراتها في التعامل مع هذه الظاهرة فضلاً عن دعم الجمعيات غير الحكومية الأخرى التي يكمل عملها عمل الهيئات الحكومية في هذا الجانب. ما هو دور الاتحاد الأوروبي في محاربة القرصنة في خليج عدن التي برزت مؤخراً وأصبحت تشكل هما عالمياً لجعل هذا الممر المائي آمناً باعتباره من أهم الممرات البحرية الدولية؟ السفير : بالطبع الاتحاد الأوروبي يتبنى ثلاث استراتيجيات في هذا الجانب أولها ان الاتحاد يؤمن بأهمية أن يسود السلام والاستقرار في الصومال ومن الضروري أن يركز أي حل لمشكلة القرصنة على مسألة السلام والاستقرار في الصومال، والاتحاد الأوروبي من اكبر المانحين للحكومة الصومالية المؤقتة ولعملية السلام واتفاقية جيبوتي كما يمتلك الاتحاد قوة بحرية تدعى «أتلانتا» تعمل في خليج عدن للحد من ظاهرة القرصنة ومواجهتها، كما يقوم الاتحاد بدعم مركز المعلومات البحري الذي يتخذ من صنعاء مقراً له من خلال بناء القدرات الخاصة بهذا المركز. كونكم شغلتم سابقا مفاوضاً لبعثة الاتحاد الأوروبي في الصومال وتدركون ان الأوضاع في هذا البلد تلقي بظلالها على امن اليمن والمنطقة بشكل عام فكيف تنظرون إلى جهود إحلال السلام في الصومال وهل لا زال ذلك يحظى باهتمام الاتحاد ؟ السفير : بالتأكيد طبعا الاتحاد الأوروبي من اكبر الداعمين لعملية السلام في الصومال وهناك التزام سياسي مهم من قبل الاتحاد لدعم هذه العملية ومن بين برامج الدعم التي يقدمها الاتحاد الاوربي للصومال هي دعم تدريب وبناء القدرات الخاصة بالشرطة الصومالية. الاتحاد الأوروبي من اكبر الداعمين لليمن في مجال اللاجئين وتجري الحكومة اليمنية حالياً عملية حصر وتسجيل اللاجئين بدعم من الاتحاد هل هناك مشاريع أخرى لكم في هذا الجانب وخصوصا في وضع حلول لمشكلة اللاجئين بشكل دائم ؟ السفير : الاتحاد الأوروبي من اكبر المانحين في هذا المجال حيث يقدم حالياً دعماً بقيمة 11 مليون يورو ويؤيد الاتحاد الاوربي أن يتم التعامل مع قضية اللاجئين بشكل شامل وندعم العديد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن في مجال شؤون اللاجئين مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والمجلس الدنمركي لشؤون اللاجئين كما يعمل الاتحاد على تقديم الدعم للاجئين الصوماليين في اليمن ليس فقط من خلال مراكز ومخيمات اللاجئين ولكن أيضا من خلال المساعدة في خلق فرص عمل لهم، وفي هذا الصدد يشيد الاتحاد الأوروبي ويرحب بسياسات اليمن وما تبذله من جهود في التعامل مع اللاجئين الصوماليين من خلال سياسة الباب المفتوح ومنحهم حق اللجوء الفوري وهذا دليل على التزام الحكومة اليمنية تجاه هذه القضية وهو ماجعل من هذا الموقف محل تقدير ودعمنا للحكومة اليمنية في تحمل هذه الأعباء. كيف ينظر الاتحاد الأوروبي للتجربة الديمقراطية في اليمن كونها من الديمقراطيات الناشئة وما هي أوجه الدعم من الاتحاد لتطوير هذه التجربة؟ السفير : يعد دعم المسيرة الديمقراطية في اليمن من أهم أولويات الاتحاد الأوروبي حيث قدم العام الماضي أكثر من أربعة ملايين يورو لدعم مختلف الأوجه المتعلقة بالعملية الديمقراطية في اليمن من بينها دعم الانتخابات وبناء قدرات البرلمان اليمني كما يقوم الاتحاد الأوروبي بدعم المنظمات غير الحكومية في نشر الثقافة المدنية والديمقراطية في اليمن وسيبقى دعم الديمقراطية من أهم التزامات الاتحاد الأوروبي في اليمن بالإضافة إلى ذلك يؤيد الاتحاد الأوروبي بقوة يمناً ديمقراطياً موحداً ومزدهراً ونحن ملتزمون بالعمل بشكل وطيد مع اليمن في هذه الجوانب. كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة الرئاسية للحوار الوطني الشامل ؟ السفير : اليمن تواجه تحديات صعبة جداً وحان الوقت لجميع الأطراف السياسية لأن يتركوا خلافاتهم جانباً والعمل بشكل كبير لمواجهة هذه التحديات بشكل جماعي ونحن نرحب بهذه الدعوة للحوار ونشجع بقوة عملية الحوار السياسي الشامل لمواجهة التحديات ونعتبر ان الدعوة القائمة للحوار هامة جداً للخروج من الركود الذي ساد هذه العملية ومواجهة التحديات التي تواجه اليمن ونأمل ان تتحمل كافة القوى السياسية اليمنية مسؤوليتها تجاه إنجاح التجربة الديمقراطية بمفرداتها المختلفة والسير بها قدماً إلى الأمام دون عوائق لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة. ماذا عن الاستثمار الأوروبي في اليمن في ظل المقومات التي تمتلكها مثل المنطقة الحرة في عدن والاستثمارات النفطية وغيرها؟ السفير : حتى الآن لم يكن الاستثمار في اليمن ضمن أجندة الاتحاد الأوروبي ولكن حالياً يتم التركيز على هذا الموضوع لدعم جهود توفير فرص العمل للكوادر اليمنية بما يعزز من تنويع مصادر الاقتصاد اليمني ويجعل منه اقتصاداً نشيطاً ولتجاوز التحديات التي تواجه اليمن في هذا المجال ينبغي العمل على رفع قدرات العمالة اليمنية لتكون قادرة على العمل سواء في اليمن أو المنطقة بالإضافة إلى تحسين المناخ الاستثماري في اليمن. كيف تقيمون نتائج اجتماع لندن حول اليمن ؟ وهل الاتحاد راض عن هذه النتائج؟ السفير : مثّل اجتماع لندن فرصة ثمينة لليمن لوضع استراتيجية عامة وشاملة لدعم جهوده في مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب ، ويأمل الاتحاد الأوروبي من خلال آلية المتابعة (أصدقاء اليمن) ان يكون قادراً على مساعدة اليمن من خلال هذه الآلية، كما يحث الاتحاد الاوروبي الحكومة اليمنية على مواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية للتخفيف من المشاكل التي تواجهها ولابد من وجود شراكة مع الجميع من أجل تحقيق أي نجاح، وكما ذكرت فإن الاتحاد الاوربي ملتزم بتعزيز علاقاته مع اليمن في جميع المجالات واتباع منهج شامل للتعامل مع جميع التحديات التي تواجهه . كيف ينظر الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط في ظل المعطيات الراهنة ؟ السفير : الاتحاد الأوروبي يولي القضية الفلسطينية اهتماماً خاصاً جداً ويسعى للدفع بالحوار في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحركة حماس كما ان الاتحاد يرى ان من أهم الأولويات هو استئناف عملية مفاوضات السلام خاصة من خلال اللجنة الرباعية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.