المنيصورة اسم لأحد القصور البديعة جمالاً وهندسة وفناً، بمدينة تريم الغناء، ويعد من أجمل القصور والمعالم التاريخية في المدينة،نظراً لجمال تشكيلاته الداخلية وزخرفته الفنية التي شملت جميع أركان وزوايا وأروقة القصر،فضلاً عن فرادة وخصوصية تصميمه وتخطيطه الداخلي. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) زارت القصر الذي شملته أعمال الترميم والصيانة ضمن مشاريع البني التحتية التي تشهدها المدينة حالياً بصورة استثنائية للإحتفاء بتريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م والتقت المهندس المشرف على ترميم قصر المنيصورة المهندس محمد سالم والذي أكد بأن أعمال الترميم لهذا القصر بلغت «70» في المائة وشملت صيانة وترميم بعض أجزائه الداخلية وواجهاته الخارجية وتجديد ألوانه والذي أعاد للقصر بهائه ورونقه. لافتاً إلى أن ما يميز قصر(المنيصورة) الذي بناه المرحوم احمد بن عمر بن يحيي عام 1932م، انه جمع بين شكل العمارة (الكولونية) وهي طراز عمارة عصر النهضة بمختلف أشكالها الباروكي والروماني، وبين أصالة العمارة الطينية التي تعتمد المواد المحلية من الطين والتبن وبعض المواد الأخرى من النورة والقضاض،علاوة عن الطريقة التقليدية المستخدمة في تشيد وبناء هذا القصر ببراعة وجودة وإتقان ضمن له الصمود والبقاء حتى اليوم. مؤكداً أن القصر الذي تتراوح مساحته بين(18 متراً في 24 تقريباً بني بنفس النمط المعماري لمباني حضرموت كما حافظ على الثوابت العامة لتقاليد البناء في حضرموت والتي منها توجيه البيت أوالسكن في اتجاه القبلة، وتوسيع الفضاءات الداخلية،فضلاً الغرف الداخلية والتي تأخذ أيضا نفس الشكل والتوجيه في كل البيوت الحضرمية باتجاه الرياح. واضاف" القصر وحدة متكاملة،فهو يحتوي على 18 غرفة إلى جانب الغرف الملحقة بالجهة الشمالية وغرف الأسطح أيضاً وهي الكندرانات، والطوابق السفلية في القصر تستخدم للتخزين مثل تخزين التمر وغير ذلك من المحاصيل بينما الطابق الأول والثاني والثالث يستخدم لأغراض المعيشة. علاوة عما يشتمله القصر من بئر ومصلى وحديقة وبستان من حول القصر واسطبل للخيول .. وتابع "هذا القصر كان انعكاساً لما شاهده هؤلاء الاثرياء الحضارم الذين زاروا مناطق مثل الهند وجنوب شرق آسيا ، وارادوا أن تكون لهم مباني وقصور في بلادهم بهذه المواصفات". وأضاف المهندس محمد سالم " في فترة البناء هذه أطلق عليها فترة بناء الهجرات، فأهالي حضرموت عندما انتقلوا الى هذه البلدان عادوا بأفكار اخرى وكانت هذه القصور نتاج لمشاهدتهم في الخارج، فكانت هذه القصور الرائعة وهذا التناسق والإبداع المتوازن قصور في غاية الروعة والجمال".