هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني أن رجلاً موسوساً كان يؤم الناس في أحد مساجد قرية من القرى، فكان في كل صلاة يسجد للسهو سواء وقع منه ما يستحق أن يسجد له أو لم يقع، فسأله المصلون: لم هذا السجود المستمر؟ فقال: احتياطاً..! وفي يوم من الأيام كان هذا الرجل راكباً حماراً، فأمال الحمار رأسه ناحية الأرض، وألقى بالرجل من على ظهره، وأخذ الحمار يضرب الرجل بقدميه، فتكسر الرجل وجاء الناس لإنقاذه ، فقال الرجل وهو مصاب العجيب أن هذا الحمار ألقى بي من على ظهره، ولم يكتف بهذا بل زادني رفساً برجليه ، ألم يكفه القائي؟! فقال له الناس: احتياطاً...أراد الحمار أن يحتاط، فربما لم تتكسر من الرمية الأولى، فرفسك برجليه احتياطاً، فمذهب الحمار في الرفس كمذهبك في سجود السهو الاحتياطي. قلت: ومما طالعته من قصص الموسوسين ، ما أورده ابن الجوزي في “أخبار الظراف والمتماجنين” قال: جاء رجل إلى ابن عقيل (والمراد به ابن عقيل الحنبلي المتوفي سنة 513ه وهو شيخ ابن الجوزي) فقال له: إني أغتمس في النهر غمستين وثلاثاً ولا أتيقن أنه قد عمني الماء، ولا أني قد تطهرت، فقال له ابن عقيل: لا تصل ، قيل له: كيف قلت عن هذا؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رفع القلم عن المجنون حتى يفيق” ومن ينغمس في النهر مرتين وثلاثاً، ويظن أنه ما اغتسل فهو مجنون! ومن ذلك أيضاً: ما ورد في الكتاب المذكور(110) : جاء رجل إلى أبي خازم القاضي (من العلماء الكبار، توفي سنة292ه) فقال: إن الشيطان يأتيني، فيقول: إنك قد طلقت امرأتك، فيشككني، فقال له: أو ليس قد طلقتها؟ قال: لا ، قال: ألم تأتني أمس، فتطلقها عندي؟ فقال: والله، ما جئتك إلا اليوم، ولا طلقتها بوجه من الوجوه، قال: فاحلف للشيطان كما حلفت لي وأنت في عافية. أحد ..أحد..! يحكي القاضي أن رجلاً كان يضرب طفلاً له، والولد يبكي ويجري ويقول: أحد...أحد...وأبوه يزيده من الضرب ويقول: ياحمار....جعلتني أمية بن خلف.