هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي محمد حفظه الله : كان هناك رجل مُثقف واسع الاطلاع قبل الثورة “1962م” يسمى المحلوي، ولولعه بالبحث والاطلاع، فقد استعار التوراة والإنجيل “العهد الجديد والعهد القديم” من بيت سعيد يسر، وأراد أن يدرس التوراة على الحاخام اليهودي الكبير يحيى الأبيض الذي كان متبحراً في العلوم اليهودية والإسلامية منصفاً إلى حد ما، وفي يوم خلا المحلوي مع يحيى الأبيض، فقال له: بالله عليك بصفتك قد اطلعت على كتب المسلمين اطلاعاً كاملاً، فما رأيك في الدين الإسلامي؟ فقال الحاخام يحيى الأبيض: الذي جاء به محمد عليه السلام هو الحق، ولا ننكره ولكن أين المسلمون اليوم؟ فقال المحلوي: هل لك رغبة في الدين الإسلامي، وهل تحدثك نفسك بشيء؟، فقال: بالله عليك يا عزي، أنا بين اليهود بهذا المنصب ومقدّر عندهم، بل وعند المسلمين وخاصة رجال الحكومة، فماذا يحدث لو أسلمت؟ ماذا سيكون موقفهم مني؟ أنظف القاذورات أو موقر، هل سيقدرونني مثل أيام النبي “له ما لنا، وعليه ما علينا، ويؤتي أجره مرتين”؟ ولكن لن يحدث شيء من هذا سيسمونني: يحيى المهتدي ويحتقرونني، من منهم سيزوجني بأخته أو ابنته؟ فهذا أحسن لي والله المطلع على السرائر فسكت المحلوي، وانتقل به إلى حديث آخر. قلت: ومما يمكن أن يضاف إلى هذا، ما ذكره ابن الجوزي في “أخبار الظراف والمتماجنين” “136 137” قال: “قال عبدالله بن سليمان بن الأشعث سمعت أبي يقول: كان هارون الأعور يهودياً فأسلم، وحسن إسلامه، وحفظ القرآن والنحو، فناظره إنسان في مسألة فغلبه هارون، فلم يدر المغلوب ما يصنع، فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت، فقال هارون: فبئس ما صنعت؟! فغلبه في هذا أيضاً. عنزة ولو طارت قال القاضي محمد حفظه الله: خطب العلامة يحيى بن محمد الكبسي خطبة بليغة في الجامع الكبير بصنعاء، في يوم الجمعة ناهياً الناس عن الجمع بين الصلاتين، ومبيناً لهم لزوم التوقيت، شارحاً لقوله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً” النساء: “103” ، ثم صلى بهم الجمعة، فبمجرد أن قال السلام عليكم ورحمة الله، قال رجل صائحاً: عصر! فقال بعض الحاضرين: ومن أراد أن يقرح “أي: ومن أراد أن ينفجر فلينفجر!”، وفعلاً أقيمت صلاة العصر في وسط صرح الجامع الكبير.