هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني: أن مؤذناً كان يصعد إلى المنارة (أو الصومعة بلغة أهل صنعاء) ليؤذن، فكان يطلّع على بيوت صنعاء، وأعجبته امرأة، فكان كلما صعد إلى المنارة أخذ يشير إليها، وكانت المرأة عفيفة،فلما أكثر من هذه الحركات اشتكته إلى زوجها، وكان ابنها يسمع، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى الجامع الكبير، وطلب من أحد الفقهاء أن يدرس سورة (أي: يقرأ) يس على هذا المؤذن، وأخذ الابن حلة من الحلبة، وانتظر حتى صعد المؤذن المنارة وسكب الحلبة على درجات المنارة التي ينزل عليها المؤذن إلى صوح المسجد، فلما انتهى المؤذن من أذانه، وأراد أن ينزل انزلقت قدمه في الحلبة، فتدحرج حتى وصل الخبر إلى زوج المرأة، قال: أرأيت ماذا فعلت يس؟! وكان ولده بجانبه، فقال: والحلبة فصارت مثلاً. قلت: ومما يشبه ذلك ما ورد في كتاب “أخبار أبي العيناء اليمامي” (132) قال أبو العيناء: حدثني بعض أهل العلم، قال: مر الشعبي بإبل قد أثر فيها الجرب، فقال: يافتيان،ألا ترون إبلكم هذه؟ قالوا: إن لنا عجوزاً نتكل على دعائها، قال: أحب أن تضيفوا إلى دعائها شيئاً من القطران (والقطران يعالج به جرب الإبل). قلت: ومما يناسب أن يذكر هنا، ما حكاه ابن الجوزي في “ذم الهوى” (459460) وابن القيم في “الداء والدواء” قال: بلغني عن رجل كان ببغداد يقال له صالح المؤذن، أذن أربعين سنة،وكان يعرف بالصلاح أنه صعد يوماً إلى المنارة (المؤذنة أو الصومعة بلغة أهل اليمن) ليؤذن، فرأى بنت رجل نصراني كان بيته إلى جانب المسجد، فافتتن بها، فجاء فطرق الباب، فقالت:من؟ فقال: أنا صالح المؤذن ،ففتحت له، فلما دخل ضمها إليه، فقالت: أنتم أصحاب الأمانات، فما هذه الخيانة؟! فقال: إن وافقتني على ما أريد وإلا قتلتك،فقالت:لا، إلا أن تترك دينك، فقال: أنا بريء من الإسلام، ومما جاء به محمد، ثم دنا إليها، فقالت: أنما قلت هذا لتقضي غرضك، ثم تعود إلى دينك، فكل من لحم الخنزير، فأكل، قالت: فاشرب الخمر، فشرب، فلما دب الشراب فيه دنا إليها،فدخلت بيتاً وأغلقت الباب وقالت: اصعد إلى السطح حتى إذا جاء أبي زوجني منك ، فصعد فسقط فمات، فخرجت فلفته في مسح، فجاء أبوها فقصت عليه القصة، فأخرجه في الليل، فرماه في السكة، فظهر حديثه، فرمي في مزبلة! وقرأت في كتاب “أخبار الظراف والمتماجنين” لابن الجوزي (140 141) أن رجلاً قال لرجل: بماذا تداوي عينك؟ قال: بالقرآن ودعاء العجوز، فقال: اجعل معهما شيئاً من أنزروت(والأنزروت بالفارسية ،وهو العنزروت بالعربية،وهو صمغ شجرة تنبت في بلاد الفرس في طعمه مرارة ويستخدم في علاج أمراض العيون). ومن الأمثال المشهورة: “ اقرأ يس، وفي يدك حجر” أي اعمل بالأسباب وتوكل على الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اعقلها وتوكل” وهو حديث أورده العلامة الألباني في “صحيح الجامع الصغير وزيادته”. يعتقد بعض الناس هذه الاعتقادات في “سورة يس” لما روي في فضلها: “يس لما قرأت له” وقد قال العلماء في هذه الرواية: لا أصل لها بهذا اللفظ، راجع: “تمييز الطيب من الخبيث” لابن البديع! ومن أمثالهم المرتبطة بسورة يس: قولهم “ الغرق أهون” وقصته: أن سفينة مالت بركابها، وكادت تغرق بهم، فنادى الربان ركاب السفينة: يا مسلمين، ألف شرف يس(أي : اقرأوا يس ألف مرة) فأجاب أحد الركاب: “الغرق أهون” راجع “اللهجة اليمانية” لزيد عنان.