هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. قصتك غريبة يا حاج علي هذا مثل يضربه القاضي لمن يسأل عن شيء قد تكرر ذكره أمامه، وأصله كما يحكي القاضي العمراني: أن رجلاً من أهل صنعاء كان يناديه الناس بعلي أفندي، وكان هناك رجل من دون الناس يناديه بالحاج علي، وكان يضيق بهذا، وفي يوم من الأيام ناداه بالحاج علي، فقال علي أفندي: يا أخي.. يا حاج علي يا حاج علي اسمع يا أخي عندما كنت صغيراً كان الناس يدعونني “علي” وعندما كبرت وذهبت إلى الحج أخذوا يدعونني “بالحاج علي” وعندما ذهبت عند الخليفة العثماني في اسطنبول أصبح لقبي “علي أفندي” فلا تدعوني إلا يا علي أفندي أفهمت؟ فقال صاحبه: والله قصتك غريبة قوي يا حاج علي. قلت: ومما يناسب ذلك مما حكاه لي بعض الطلبة بالجامعة الإسلامية بالمدينة أن مدرساً تعاقد مع الجامعة الإسلامية، وجاء لمقابلة مدير الجامعة ففي أثناء الكلام حلف بالنبي، فقال: والنبي كذا وكذا، فأنكر عليه مدير الجامعة، وذكر له حديث النبي صلى الله عليه وسلم:” من حلف بغير الله فقد أشرك”. فتأسف الأستاذ وأعتذر، وظلت في نفسه، وخشي أن يلغي مدير الجامعة عقده، فانتهز أول فرصة للقائه وكانت عند الكعبة فقال له: والنبي ما قصدت أحلف بالنبي.. فقال المدير: مرة ثانية. ومن شجون هذا الحديث والحديث ذو شجون ما ذكره أبن الجوزي في “أخبار الظراف والمتماجنين، 203204” قال” قدّم قوم غريماً لهم إلى الحاكم، فادعوا عليه فقال: صدقوا، إلا أني سألتهم أن يؤخروني، حتى أبيع عقاري وأدفع إليهم، فإن لي مالاً وعقاراً ورقيقاً وإبلاً، فقالوا: كذب، ما يملك شيئاً، إنما يريد دفعنا عن نفسه، فقال: أيها القاضي اشهد لي عليهم، فعدمه “أي حكم بأنه معدم” ثم قال لخصومه: قد عدمته، فأُركب حماراً، ونودي عليه: هذا معدم، فلا يعامله أحد إلا بالنقد.. فلما كان العشاء ترك عن الحمار، فقال له المكاري “صاحب الحمار” هات أجرة الحمار قال: ففيم كنا مذ الغداة؟!