هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. اشتهر في كتب الهادوية أن يهودياً جاء يتقاضى ديناً من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن اليوم الذي فيه موعد سداد الدين قد انتهى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:”لنا بقية يومنا يا يهودي” أي أننا وعدناك أن نسد دينك في هذا اليوم، ولكن اليوم لم ينته، فأمامنا مهلة إلى بقية اليوم. ويحكي القاضي بمناسبة هذه الرواية لطيفتين: الأولى: أن العلامة القاضي زيد علي الديلمي كان عنده أوراق مقاضاة لبيت ملقاط، فاشتكوه إلى الإمام يحيى حميد الدين، فحدد الإمام له يوم الخميس ليخرج لهم هذه الأوراق، ولما جاء يوم الخميس جاء أصحاب الأوراق من بيت ملقاط على الموعد، فأراد الإمام أن يرسلهم إلى القاضي زيد الديلمي، فقالوا: يا مولانا القاضي زيد لا يداوم في هذا اليوم، ويذهب إلى الحمام ليتحمم، فقال الإمام: ولو.. اذهبوا إليه، وكتب إليه ورقة: تفضلوا بإخراج أوراق بيت ملقاط، فذهب إليه العسكري بالورقة، وهو خارج الحمام، فكتب على ظهرها: لنا بقية يومنا.. يا مولانا فلما وصلت إلى الإمام فهم ما فيها من تلميح وغضب وأخذ يقول: حمار.. حمار.. من أهل ذمار. الثانية: كان الشيخ علي فضة يدرس بالمدرسة العلمية، وكان من عادته مع الطلبة أن يذكر بعضاً من الحديث والطلبة يرددون بصوتٍ عالٍ بقية الحديث، فمثلاً يقول: إنما الأعمال بإيش؟ فيقولون بصوت واحد مرتفع: بالنيات. فجاء عند هذا الحديث وقال: لنا بقية يومنا، يا إيش؟ فقال الطلبة: بصوتٍ عالٍ غير معتاد: يا يهودي، ففهم أنها مقصودة فغضب!