حكايته: كان حُنين إسكافياً يصنع الأحذية والخفاف ويبيعها للناس. وذات يوم جاءه أعرابي ليشتري منه خفين. لم يقبل الأعرابي المبلغ الذي طلبه حنين ثمناً للخفين. وأراد أن يساومه لينقص الثمن. أطال الأعرابي المساومة، وبعد مساومة طويلة انصرف الأعرابي من غير أن يشتري الخفين. فغضب حنين وقرر أن ينتقم منه. ركب الأعرابي جمله واستعد للعودة إلى قبيلته. فجرى حنين من طريق اقصر يعرفه إلى الخط الذي سيسلكه الأعرابي، ووضع أحد الخفين في وسط الطريق وسار مسافةً ثم ألقى الخف الآخر. فمر الأعرابي بمكان الخف الأول، ونظر إليه متعجباً وقال في نفسه: ما أشبه هذا الخف بخف حنين الإسكافي! ولكن بماذا يفيدني وحده؟. فتركه، وواصل طريقه فوجد الخف الثاني، فنزل من فوق جمله يتفحص الخف، فإذا هو الخف الثاني لحنين. وعلى عجل ترك الجمل وجرى على قدميه لأخذ الخف الأول. وكان حنين يراقب الأعرابي من خلف تل قريب. فأسرع نحو الجمل وأخذه واختفى. رجع الأعرابي يحمل الخف الأول فوجد الخف الثاني كما هو على الأرض، ولكن دون الجمل. عاد إلى قومه منتعلا خفي حنين. فسأله قومه متعجبين: لماذا لم ترجع بالجمل؟ فرد الأعرابي: “رجعت بخفي حنين”! فسار قوله على الألسن مثلا يضرب به لمن ذهب آملا، ورجع بالخيبة.