سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يجب أن تتضافر الجهود من أجل الحفاظ على ثروتنا المائية! قال إن الاستفادة من المياه الرمادية في المساجد تجربة غير مسبوقة مدير عام الهيئة العامة للموارد المائية فرع تعز إب ل "الجمهورية":
في تجربة غير مسبوقة عملت الهيئة العامة للموارد المائية فرع تعزوإب على إدخال نظام للاستفادة من مخرجات مياه المساجد ربما يحافظ على الحد من العبث بالمياه أوضح ذلك الأخ المهندس عبد الصمد محمد يحيى مدير عام الهيئة وقال إنه تم اختيار مدينة تعز للاحتفاء بيوم المياه العالمي لأسباب كثيرة. حجم المشكلة المائية بتعز ماهي دلالات اختيار محافظة تعز لاستضافة اليوم العالمي للمياه؟ تعتبر محافظة تعز من أولى المناطق اليمنية التي عانت من الجفاف حيث إن الوضع المائي للمحافظة حرج سابقاً وفي الوقت الحالي كما أن التوجهات السياسية وخطط الممولين والجهات ذات العلاقة انصبت على وضع الحلول الفعلية للمشكلة المائية في مدينة تعز التي تحتضن العديد من الإجراءات المتخذة للخروج من الوضع المائي الراهن لمدينة تعز ومنها تحلية مياه البحر وحصاد مياه الأمطار. والاحتفال باليوم العالمي للمياه في هذه المحافظة ماهو إلا إشارة قوية وصريحة إلى وضعها المائي الحرج الذي يستدعي النظر إليه باهتمام بالغ من كافة المعنيين وللإجراءات التي اتخذت للحيلولة دون وقوع كارثة الجفاف فيها كما إن المناسبة العالمية للمياه احتوت في طياتها على احتفال المحافظة بالعيد ال 20 للوحدة اليمنية المباركة وهما مناسبتان وطنيتان تفخر المدينة باحتضانهما معاً. وأضاف مدير عام الهيئة: قبل أن نقيس حجم المشكلة لابد من ذكر الأسباب التي أدت إلى تفاقمها يوماً بعد يوم وتتمثل بالعوامل الطبيعية الفنية الإدارية التشريعية حيث لم يتم التعامل مع قضية المياه كقضية أساسية وملحة كما أن المدينة في توسع عمراني وسكاني كاسح أدى إلى ضغط على المدينة مما قلل الخدمات الموجهة للريف كما أنه يتم استنزاف المياه من الأحواض دون مراقبة على حساب التغذية. غياب الإدارة المتكاملة للموارد المائية والإدارة التنظيمية لها خلال الفترة السابقة وغياب الوعي المائي بالمشكلة المائية لدى المواطنين على كافة الشرائح والمستويات. الاعتماد الأساسي على المياه الجوفية لتغطية كافة الاحتياجات رغم محدوديتها وفي ظل قلة الأمطار وعدم الاستغلال الأمثل للمياه السطحية وعدم استخدام الطرق التقليدية القديمة التي اتبعها آباؤنا وأجدادنا للحفاظ على الموارد المائية. التوسع الزراعي لمحاصيل ذات جدوى اقتصادية واستخدام طرق ري تقليدية. التلوث في المصادر المائية وملوحتها. قلة الدعم المؤسسي والمالي لقطاع المياه. تزايد الحفر العشوائي للآبار اليدوية. عدم تنفيذ التشريعات المائية. ومن هذه الأسباب نستطيع أن نقيس حجم المشكلة في أنها بتزايد مستمر فالمصدر المائي المتوفر في خطر محدق. خطورة الوضع المائي كيف يتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لحل المشكلة المائية ؟ نظراً لخطورة الوضع المائي في مدينة تعز تنبه المعنيون لأهمية التنسيق بين الجهات ذات العلاقة والتي تضمنت خطة الإدارة المتكاملة للموارد المائية في تعز حيث تشكلت لجنة إشرافية يرأسها محافظ المحافظة صدر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على عرض وزير المياه والبيئة بالتشاور مع الجهات الأخرى ذات العلاقة يليها لجنة تنفيذية برئاسة مدير عام فرع الهيئة العامة للموارد المائية تعزإب تسمى لجنة تنفيذ خطة مياه تعز يليها سكرتارية فنية مهمتها رفع التقارير عن مستوى الإنجاز وتجتمع اللجان كل ثلاثة أشهر للمناقشة واتخاذ القرارات وتقوم بدورها المناط غير أن الجهود تعتبر ضئيلة لا تتناسب مع خطورة الوضع المائي في مدينة تعز ومن الضروري أن تتسارع وتتكامل لتواجه التحديات الطارئة بصورة عاجلة. دور المنظمات المدنية ماهو دور منظمات المجتمع المدني والإعلام ورجال الدين في التوعية؟ جميع الجهات المذكورة كان لها مكانها وأهميتها ودورها ضمن الخطة المتكاملة للموارد المائية في مدينة تعز فالمنظمات المدنية أصبح لها دور فاعل في التعبير عن البسطاء والمجتمعات المحلية التي تمثلها على سبيل المثال جمعيات مستخدمي المياه إضافة إلى أن الإعلام سلطة رابعة له تأثيره ونفوذه والإعلام الديني الموجه عبر خطباء المساجد لا يمكن أن نتجاهل ما يحدثه الدين في نفوس الناس وخاصة في المجتمعات المسلمة لذا إذا شعرت المؤسسات المذكورة بدورها الفعال في نشر الوعي عبر وسائلهم المتعددة المباشرة وغير المباشرة فإنهم بذلك سيعملون على إحداث نقلة نوعية عالية المستوى في الاتجاهات والمعارف المتعلقة بالمياه وبالتالي إحداث تغيير إيجابي في السلوك المائي للمستخدمين. ماذا عن تجربة الاستفادة من إعادة استخدام مياه مواضئ المساجد؟ ضمن برنامج الإدارة المتكاملة لمياه أعالي وادي راسيان وبهدف توفير مصادر مياه متجددة تستمر مع استمرار الحياة وضمن السياسة المائية التي تتولاها الهيئة العامة للموارد المائية اللازمة تم تبني مشروع الاستفادة من المياه الرمادية التي يتوقع بأن تغطي الاحتياجات اللازمة لعملية تغذية المياه الجوفية والصيانة اللازمة لمجاري المياه والإطفاء ولذلك فإن الاستثمار بإعادة استخدام المياه الرمادية وحصاد مياه الأمطار والتي تعتبر من المشاريع الهامة في قطاع المياه والتي يجب أن تعطى الأولوية في مدينة تعز لأنها ستساهم في عملية خفض الكلفة الحالية لاستخدامات المياه في ري الحدائق والجزر والمنتزهات والتي حالياً تروى بواسطة الوايتات الناقلة للمياه المعبأة من المياه الجوفية بالإضافة إلى تخفيف الضغط والسحب من الخزان الجوفي وتوفير مصدر آمن لتغذية المياه الجوفية من العائد من مياه مواضئ المساجد لري الجزر والحدائق العامة وفي تعز نفذ مشروعان تجريبيان لإعادة استخدام مياه مواضئ المساجد في ري الجزر أحدهما بمنطقتي حي الروضة “ مستشفى الثورة “ “زيد الموشكى” عبر الهيئة العامة للموارد المائية وبتمويل من الجانب الهولندي والآخر في الجانب الشرقي لمدينة تعز عن طريق الهيئة العامة لحماية البيئة وبتمويل من برنامج الأممالمتحدة وقد سلم المشروعان إلى صندوق النظافة والتحسين بالمدينة الجهة المستفيدة ليتم تشغيلها والاستفادة منها وهناك أيضاً مشروع ثالث ينفذ حالياً في الجانب الغربي للمدينة عن طريق الهيئة العامة للموارد المائية وعبر تمويل هولندي لزيادة الرقعة الخضراء وتحسين البيئة ويمكن أن يصبح المشروع ضمن برنامج وطني يعمم على مستوى الوطن وعلى الجهات ذات العلاقة تبني هذه التجربة الفريدة والبادرة الطيبة. كلمة أخيرة لكم. نأمل أن يلفت الاحتفال باليوم العالمي للمياه في مدينة تعز الأنظار إلى ضرورة تكامل الجهود كافة من أجل الحفاظ على حياة المدينة بمن فيها بالحفاظ على مائها.