هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكى القاضي محمد حفظه الله أنه حدث في مدة ولاية يعلى بن أمية، على اليمن أنه كان يعيش في صنعاء صبي يدعى أصيل، وكان لوالد أصيل زوجة فاسدة، وكان لها ستة أخلاء، وأنها قالت لأخلائها: أنهم لا يستطيعون الانفراد بها، حتى يقتلوا أبن زوجها “أصيل” فقالوا لها: أمسكيه عندك، فأمسكته فقتلوه وألقوه في بئر قرب غمدان، وأخذت أم أصيل تطوف بالشوارع وتسأل عنه وتدعو الله أن يكشف لها ما وقع لولدها، واهتم الوالي يعلي بن أمية بقضية أصيل وبذل جهده في حل القضية، ووعد من يساعد في كشف الأمر بالوعود الحسنة والمكانة السامية، وبعد أيام قلائل، وصل إليه بعض الأذكياء من أعوانه وأخبره أنه شاهد في بئر قرب قصر غمدان ذباباً أخضر يصعد منه بكثرة، وأنه لا يكون هذا الذباب إلا عند ميتة، فخرج يعلي إلى البئر المذكور، وأمر بنزول أحد الحاضرين للكشف عن البئر، فانتدب أحد القائلين وهم لا يعلمون وكان حاضراً لمراقبة الحالة، فلما نزل البئر وجد القتيل طافياً على الماء فوضعه في حفرة بجانب البئر، وأخبر الوالي أنه ما وجد شيئاً، فلم يصدقه الوالي، لأن الرائحة كانت قوية بعد نزول القاتل وتحريكه للقتيل، وأمر الوالي بنزول رجل آخر من الحاضرين، فكشف الحقيقة، وحينئذ ظهرت أمارات الخوف على القاتل، وامتقع لونه، فأمر الوالي بحفظه إلى أن أخرج القتيل من البئر، فكان الوالي التشديد على القاتل، فاعترف بكل شيء وذكر شركاءه في الجناية، فقبض عليهم الوالي ورفع القصة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتردد عمر رضي الله عنه في قتل الجميع حتى قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه أرأيت لو أن نفراً اشتركوا في سرقة جزور “أي: جمل” فأخذ هذا عضواً وهذا عضواًَ، أكنت قاطعهم؟ قال: نعم، قال: فكذلك هذا، فكتب عمر إلى يعلى بقتل جميع المشاركين في قتل “أصيل” وقال كلمته المشهورة:”لو اجتمع عليه أهل صنعاء لقتلتهم به” فقتلوا الستة مع زوجة والد أصيل.