تواصلت أمس في بغداد الاتصالات التمهيدية بين الكتل الفائزة في الانتخابات النيابية التي جرت مؤخراً لتشكيل الحكومة حيث التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني- وهو أحد زعيمي التحالف الكردستاني الفائز ب43 مقعداً- مع رئيس كتلة العراقية إياد علاوي. وفي المؤتمر الصحفي مع الطالباني كشف علاوي عن أن وفداً يمثل ائتلاف العراقية سيزور غالبية دول الجوار العراقي قريباً، رافضاً الكشف عن أسماء رئيس الوفد وأعضائه أو الدول التي سيزورها، مكتفياً بالقول: إنه على مستوى رفيع ويمتلك صلاحيات تفاوضية واسعة. وكان علاوي قد اتهم إيران بالتدخل في تشكيل الحكومة العراقية معتبراً أن ذلك سيمهد لعودة العنف الطائفي. في هذه الأثناء أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً دعا فيها الأحزاب العراقية إلى احترام نتائج الانتخابات وخيارات الشعب العراقي، وحث سياسيي هذا البلد على «تجنب التصريحات والأعمال الاستفزازية». إلى ذلك تقدم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بطعن في نتائج الانتخابات البرلمانية فيما تستمر الاتصالات بين الكتل النيابية الفائزة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة. وقال المالكي - الذي حلت قائمته ثانية بعد كتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي- في مؤتمر صحفي أمس: إن حزبه تقدم بطعن إلى اللجنة الانتخابية المكونة من ثلاثة قضاة لإزالة الشكوك بشأن التصويت. وأكد أنه سيقبل بأي قرار يصدر عن تلك الجهة مهما كانت طبيعته. يشار إلى أن المالكي - الذي حصلت قائمته (ائتلاف دولة القانون) على 89 مقعداً مقابل 91 للعراقية- سبق أن اشتكى من حصول مخالفات أثناء عمليات التصويت إلا أن الأممالمتحدة والمراقبين الدوليين قالوا: إن الانتخابات كانت نزيهة إلى حد كبير. ومن شأن الأخذ بالطعن وإجراء عملية تعداد جديدة للأصوات، تأخر تشكيل الحكومة بعد أن كانت المحكمة الاتحادية قد حرمت كتلة علاوي من هذا الحق وأعطته إلى أي ائتلاف كبير يتشكل بعد ظهور نتيجة الانتخابات.