إن كل ما يشغل تفكير بعض الشباب هذه الأيام هو القات ولا سواه فكثير من الشباب لا يهمه مستقبله أو حياته أو ما ينفعه كما يهمه القات فهو إذا عمل فلأجل القات وليس لأي شيء ينفعه، وفي الوقت ذاته لا يعمل إلا حينما يتوفر له القات وإن لم يتوفر له فلا يستطيع العمل فبالله عليكم أهذا شباب سيحمي نفسه ويبني مجتمعه؟ أثبتت الدراسات الحديثة أن أكثر الشعب اليمني يعاني من أمراض السرطان وأمراض أخرى خبيثة والسبب وراء ذلك مضغ القات الذي يرش بالمبيدات الكيماوية والسموم كما أن عدد “الموالعة” أعني مدمني القات يتجاوز ال80 % من شباب وفتيات اليمن الحبيب.. فالقات قاتل من الدرجة الأولى وهو متخفٍ على صورة شجرة خضراء.. لذلك ماذا لو حاولنا البحث عن إجابة لسؤال: ماذا لو كان اليمن بلا قات؟ حتماً ستكون الإجابة وبلا شك كالآتي: سنجد شباباً يخلق لنفسه العديد من فرص العمل والنجاح ويبحث عن طرق ينمي ويطور بها مواهبه ليفيد نفسه بنفسه. سنجد مجتمعاً يخلو من المشاكل والبطالة والأمراض. سنجد أسراً مترابطة ومتماسكة تخلو من المشاكل كالضياع والتشرد لأبناء الأسرة الواحدة. سيتم استغلال الأراضي الزراعية بالمزروعات التي تعود بالنفع للمواطنين. سيتم الاستفادة من المياه التي تروى بها أشجار القات في ري مزروعات غذائية وصناعية وإنتاجية أخرى.. هذه الفوائد ماهي إلا كحد أدنى لما يمكن أن تستفيده اليمن إن غدت بلا قات. فلو أن المتعاطين للقات يصرفون تلك الأموال في المجالات الصحيحة لها فستكون خيراً لهم ولمجتمهم فبالله عليكم من الذي سيعتمد على أولئك الشباب الذين يعتبرون بأن القات هو السبب الأول الذي يعيشون لأجله.. إن عدد المقالات والبرامج العلمية والجمعيات التي تناشد جيل الشباب بترك القات والابتعاد عنه يتزايد يوماً بعد يوم.. فهل سألت نفسك أيها الشاب لِمَ كل هذا الكم من الناشطين في هذا الأمر؟ إن الأمل من وراء كل هذا هو بناء يمن الحضارة وخلق جيل مثقف وواعٍ يستغل وقته المهدر في مضغ القات في أمور نحن بحاجة لتحقيقها وقضاء أوقاتنا في تنميتها. أما آن لنا أن نلتفت لمستقبلنا ومتطلباته قليلاً وبعيداً عن القات.....؟ أما آن لنا أن ننسى أننا لا نستطيع القيام بأعمالنا بعيداً عن القات..؟ أما آن لنا أن نلتفت قليلاً إلى الأضرار التي يسببها القات لصحتنا....؟.. متى سنحكم عقولنا ونرى إلى واقع حياتنا من فقر وجهل وتخلف في أوساط المجتمع بسبب السعي الدائم وراء القات؟! إلى هناك يكفي.. يكفينا أسئلة وحيرة دون البحث عن جواب لها.. فالأمانة الملقاة على عاتقنا كبيرة جداً نحن المكلفين بتوعية الشباب واللجوء إلى كل من له علاقة بالأمر للوقوف إلى جانبنا ومساندتنا لإخراج جيل شباب بعيداً عن هذه العادة السيئة والسلبية والانطلاق إلى الأعمال الإيجابية التي تفيد الفرد والمجتمع على حدٍ سواء. * عضو ناشط في ملتقى الشباب المبدع