لفتني موضوع أثاره تلفزيون “الجديد” اللبناني السبت الماضي حول أخطار الزئبق في لمبات الفلوريسنت المستخدمة في بيوتنا. بخاصة الأنواع الصغيرة التي على شكل U أو الحلزونية. وهذه الأنواع من لمبات الفلوريسنت Lamps Fluorescent، بقدر ما هي اقتصادية جدا في استهلاك الكهرباء، وعمر بعضها الافتراضي يصل إلى 10 آلاف ساعة، وفضلا عن أن سعرها زهيد، إلاّ أنها تحمل خطرا كبيرا بداخلها. مصابيح الفلوريسنت تحتوي بداخلها على مادة الزئبق السامة. وطبعا لا ينتقل خطر سم الزئبق إلى الإنسان بمجرد استعمالها في الإضاءة. ولكن الخطر يحدث عندما تنفجر هذه اللمبة. بيد أن انفجارها – لحسن الحظ – نادرا ما يحدث، فهي مصنعة على أساس عدم حدوث ذلك. غير أن الخطر يظل كامنا، بخاصة في اللمبات التي انتهى عمرها الافتراضي، أو التي تعرضت للعطب، فيعمد البعض على التخلص منها برميها، أو قد يتركها في متناول الأطفال يعبثون بها، وهو لا يعلم أن بها سماً. وبسبب ما تحتويه من سم قاتل، فإن عدداً من الدول تلزم الشركات الخارجية المنتجة استعادة اللمبات المستعملة (التي لم تعد تضيء بعد انتهاء عمرها الافتراضي أو المعطوبة) لتتولى تصريفها على مسؤوليتها كأن تقوم بإعادة تدويرها. وبعض الدول تتحمل هذه المهمة على عاتقها، لاسيما التي تقوم بإنتاج حاجتها من هذه اللمبات بنفسها. وبحسب علمي، فبلادنا ليست من بين هذه الدول. وإذن فعلى وزارة المياه والبيئة أن تقوم بوظيفة جمع اللمبات المستعملة من المواطنين، وفق آليات مناسبة، على خبرائها ابتكارها بما يخدم سلامة المواطن والبيئة. [email protected]