قالت ممثلة المعهد الملكي البريطاني في اليمن السيدة «جبيني هل» : إن اليمن بحاجة إلى دعم وتكاتف جميع الدول لما لها من موقع استراتيجي يهم المحيط العالمي كون استقرار اليمن جزءاً لايتجزأ من الاستقرار العالمي وأي آثار سلبية تتعرض لها المنطقة سيترتب عليها تأثير لعدد من دول العالم. وأكدت السيدة «جبيني هل» في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بصنعاء بعد جلسة المباحثات التي نظمها مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية وحضرها عدد من السياسيين والأكاديميين وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية بأن اليمن لم تدخل ضمن الدول الفاشلة كما تتحدث بعض وسائل الإعلام وأن اليمن دولة متماسكة ولم تنطبق عليها معايير الدول الفاشلة. وقالت: إن ما ورد حول تقريرها بتصنيف اليمن ضمن الدول الفاشلة يأتي لسوء فهم وأخطاء في الترجمة لبعض وسائل الإعلام التي تناولت التقرير عكس ما ذكره التقرير من أن اليمن دولة هشة، والذي هدفت منه إلى لفت الاهتمام العالمي لمساعدة اليمن لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وأشاروا إلى أنه تم خلال اللقاء الاقتراح بأن يقوم المجتمع الدولي بإِشراف اليمن وبشكل جدي وأساسي في أية معالجات تستهدف إعادة الدولة في الصومال أو حل المشاكل الصومالية، مشددين على ضرورة أن يكون اليمن هناك دوماً لأنه أول من يتأثر بما يجري في الصومال ووجوده ضمن أية معالجات للوضع الصومالي دولياً أو إقليمياً مهماً جداً في هذه الحالة. وأشار الباحثون إلى أن حرية انتقال العمالة وحرية انتقال رؤوس الأموال بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي سوف يعزز النشاطات الاقتصادية ويفتح الباب أوسع لكل المشاريع الاستراتيجية .. منوهين إلى ضرورة زيادة عدد العمالة اليمنية التي تصدر إلى دول المجلس وضرورة جذب استثمارات أكبر من الخليج إلى أرض اليمن وزيادة فاعلية شبكات الحماية الاجتماعية وخصوصاً عندما يتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية ودور برنامج صندوق النقد الدولي في هذا الجانب. ونوه الباحثون إلى انتماء اليمن إلى إقليمين متلازمين هما إقليم الخليج وإقليم البحر الأحمر وكلاهما يتأثر سلبياً وإيجابياً من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية ومن ناحية الاستقرار السياسي وإلى أن هناك تقاطعاً وامتزاجاً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً كبيراً جداً بين الدول على الضفة الغربية والدول على الضفة الشرقية في البحر الأحمر والجانب الغربي من السعودية والناحية الشرقية من إقليم الخليج العربي، إضافة إلى وجود أهم ممرين مائيين في العالم متمثلين في مضيق هرمز وباب المندب اللذين يشكلان شريان العالم الاقتصادي الآخر. مؤكدين أنه نتيجة لهذا التلازم الأمني والاستراتيجي المهم جداً بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي يستوجب أن تتحدد المصالح بين اليمن ودول الخليج العربي بعضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي. وقالوا: إن المصالح الإقليمية والدولية مع اليمن كبيرة جداً فهناك النفط وهناك الجوار وهناك مواقع اليمن الجغرافي الذي يؤثر على مصالح الغرب في دول الجوار وأنه نتيجة لهذه المصالح فإنه من المحتم أن تمضي العلاقات الإقليمية والدولية في اليمن إلى أفق أكثر إيجابية وأنه لهذا يهتم المجتمع الدولي باستقرار الأوضاع في اليمن وإصلاحها. وكان مركز «سبأ» للدراسات الاستراتيجية قد استضاف عدداً من الباحثين بالشئون السياسية الدولية في المعهد الملكي البريطاني برئاسة الباحثة جين هيل وعدداً من الشخصيات الأكاديمية اليمنية والشخصيات السياسية التي قدمت رؤى متنوعة أثرت اللقاء وخرجت بتصورات عملية لدعم اليمن على مختلف الأصعدة. حضر فعاليات اللقاء الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية.