وقف المجلس الأعلى للأوقاف والإرشاد في اجتماعه أمس برئاسة رئيس المجلس وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبدالحميد الهتار، أمام توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية خلال لقائه بالعلماء والمرشدين وخطباء المساجد بمحافظة حضرموت في مدينة سيئون يوم الإثنين الماضي. وأشاد المجلس بهذه التوجيهات التي تضمنت التوجيه بتخصيص مساحة للبرامج الدينية في الخارطة البرامجية لمختلف وسائل الإعلام لترسيخ الوسطية والاعتدال، وأكدت أهمية أن يكون العلماء والخطباء قدوة حسنة للآخرين في أخلاقهم وسلوكهم ومحاربة الفساد المالي والإداري والأخلاقي والاجتماعي والسياسي ومحاربة الرذيلة أينما وجدت، والقيام بواجب النصيحة وتنمية روح المسؤولية الوطنية والإنسانية والدينية الفردية والجماعية في الحفاظ على الوحدة.. كما نوه في بيان أصدره بهذه الخصوص بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية التي أكدت على واجب العلماء في الحث على الالتزام بأحكام الشرع والقانون وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتحصين الشباب من الغلو التطرف والإرهاب والممارسات الخاطئة والنعرات والدعوات الباطلة والمغرضة، وتأكيد مبدأ المسؤولية الشخصية ومحاسبة الفاسدين وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية والدستور والقوانين النافذة وعملا بقوله تعالى ( ولاتزر وازرة وزر أخرى) وعدم جواز تحميل الوحدة أخطاء الآخرين، فالوحدة منجز عظيم وليست شماعة لأخطاء الآخرين.. وثمن المجلس توجيهات فخامته الرامية لإحياء رسالة المسجد وتعزيز دوره ودور العلماء في خدمة الدين والوطن ومواكبة التطورات التي تشهدها الحياة والابتعاد عن الخلافات الفقهية في المسائل الفرعية واستغلال خطبة الجمعة لتوجيه الناس لمافيه صالح دينهم ودنياهم ونهيهم عن الشر والفتنة والبغضاء والإضرار بالوحدة وحثهم على الأخوة والألفة والمحبة.. وكذا التوجيه بتعزيز دور الأسرة والجهات المعنية في تربية النشء والشباب تربية سليمة سوية وتحصينهم من الاختراقات الفكرية والممارسات الخاطئة، وتوجيه وزارة الأوقاف والإرشاد بإعداد موجهات للخطباء والمرشدين للاستفادة منها في تأدية رسالتهم الإرشادية والتنويرية للمجتمع بمالايتنافى مع حرية التعبير ومكانة الخطيب.. وبهذا الصدد أقر المجلس الأعلى للأوقاف والإرشاد العمل بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وإضافتها للسياسة العامة للإرشاد الديني، التي سبق إقرارها وبدأ العمل بتنفيذها والمؤكدة على الالتزام بآداب الدعوة وحرية الرأي المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية والقوانين النافذة، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتعميق مفاهيم الأركان الإسلامية والإيمانية، والتربية الوطنية القائمة على الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة وشمولية الإسلام لكل جوانب الحياة وحب الوطن.. كما تؤكد على ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية المتمثلة بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكا وتجسيد الولاء الوطني والإسلامي وحب الوطن والدفاع عنه والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره واستقلاله ومكتسباته والتمسك بأهداف الثورة اليمنية والحفاظ على النظام الجمهوري والحفاظ على الوحدة الوطنية ونبذ ثقافة الكراهية والعصبية والسلالية والمذهبية والحزبية، واحترام المؤسسات الدستورية وحرمة الخروج عليها والاحتكام إلى النصوص والمؤسسات الشرعية والدستورية والقانونية عن الخلاف.وترتكز سياسة الإرشاد الديني على توثيق العلاقات الاجتماعية وروابط الأخوة والمحبة والتعاون والتكافل، وتوثيق علاقة المسلمين بغيرهم بالعدل والإحسان، واحترام حقوق الإنسان وحرياته وإحياء رسالة المسجد الإيمانية والثقافية والتعليمية والاجتماعية وإبعاده عن الصراعات الحزبية والمذهبية.