أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس - مع جموع المصلين صلاة الجمعة بجامع الصالح وتناول الخطيب أكرم أحمد عبدالرزاق الرقيحي في خطبتي الجمعة عددا من القضايا التي تهم الوطن والمواطن وتتصل بهموم الأمة العربية والإسلامية . وأبان الخطيب الرقيحي أهمية تصديق الإيمان بالعمل والتحلي بتقوى الله تعالى والاستقامة على طاعته وهداه ومنهجه العظيم، واستحضار الحقائق والمفاهيم الصحيحة للإيمان التي غفل عنها البعض من ابناء الاسلام. ونوه إلى ان الكثير من أبناء الإسلام اقتصرت نظرتهم الى معنى الايمان إلى مجرد شعار يرفعونه واعتقاد يدعونه ويزعمونه واكتفوا بذلك دون الإلتزام بأحكام الدين وتمثل أوامر الخالق عز وجل قولا وعملاًَ. وقال: إن الإيمان الحق هو ماوقر في القلب وصدقه العمل أما الإيمان النظري أو الاعتقاد المجرد الذي لايؤتي ثماره في استقامة الأعضاء والجوارح ولايظهر أثره في عمل صالح متقبل فلا قيمة له ولاوزن له عند الله سبحانه وتعالى. مشيراً إلى أن الله تعالى لايذكر الإيمان إلا مقرونا بالحث على العمل، الذي هو جوهر الاستقامة الإيمانية كما قال صلى الله عليه وسلم في رده على سؤال رجل حين قال: قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً، فرد صلى الله عليه وسلم : «قل آمنت بالله ثم استقم» ، وهو مايؤكد أنه لاقيمة لإيمان بلا عمل كما انه لاخير في عمل لايكون باعثه الايمان.. وأوضح أن من مقتضيات حب الله ورسوله وتعظيم كتابه ودينه العمل بمقتضيات الإيمان والمحافظة على فرائض الديان وتجسيد تلك المحبة بالطاعة والابتعاد عن الأهواء والادعاءات والرغبات، وتعزيز الاخلاص بالامتثال والصالحات. وأشار إلى أن الاسلام يحث على بذل الوسع واستفراغ الجهد والحيل ولايميز بين عمل لدين ولاعمل لدنيا فالايمان الذي لايتحقق الا بالصلاة والصيام والزكاة هو ذات الايمان الذي يستوجب البذل والكدح والسعي في هذه الحياة ونبذ الخور والتواني والكسل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده، ومن بات كالا من عمل يده بات مغفوراً له»، كما حث على السعي لطلب الرزق لتجنب ذل السؤال والاستجداء. وقال الرقيحي “ إن الإسلام يرشد المسلمين لأن يشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد وان يأخذوا بالاسباب وعوامل الانتاج والاكتساب وان يستثمروا الموارد والسواعد حتى لايستغل الغير حاجتهم ويحتكر اقواتهم ومعيشتهم، وان يكونوا امة تأكل مما تزرع وتلبس مما تنتج وتصنع. وأكد أن من أسباب إذلال الأمة اليوم هو تراخيها عن العمل والإنتاج وإهمال مواردها وهجر حقولها ومزارعها، فزرع الغير وأرض الإسلام لا تزرع وصنع الغير ومعامل الاسلام لا تصنع مع انه ما من دين ولا نظام يقدس العمل والانتاج مثل دين الإسلام. وذكرَ بقول الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مامن مسلم يزرع زرعاً او يغرس غرساً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير الا كان له به صدقة». منوها إلى ان مقياس تقدم الامم اليوم وقوة الشعوب والحضارات ليس السلاح والعتاد وانما هو الزرع والحصاد والانتاج والاقتصاد. ودعا الخطيب إلى الصدق مع الله في سائر الأعمال والعودة إلى زراعة الأرض واستثمار مواردها وصولا إلى الاكتفاء وتأمين الغذاء، حتى يتحقق الفوز والفلاح والرفعه والصلاح، امتثالاً لقوله تعالى: «ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم».