اشتهرت اليمن منذ عصور غابرة في التاريخ القديم وبالتحديد منذ ماقبل 4000 سنة بالحضارة لتميز موقعها الطبيعي ,التجاري والإستراتيجي المطل على ثلاثة بحار هامة هي (الأحمر من الغرب ,خليج عدن والبحر العربي من الجنوب والجنوب الشرقي) ما جعلها منطقة عبور للتجارة سواءً البرية عبر القوافل منها وإلى شمال الجزيرة العربية ,وعبر السفن والبحار فكانت ومازالت تمثل حلقة اتصال وتواصل بين الشرق والغرب .. خصوصاً فيما يتعلق بتجارة التوابل والبهارات والمنتجات في شرق آسيا كالهند والصين..ومن اليمن تنقل إلى بلاد شرق وغرب المتوسط .. وهكذا لعبت اليمن وعلى مر العصور الضاربة في عمق أعماق التاريخ الإنساني دوراً حيوياً وهاماً كدولة بحرية من الطراز الأول بما تحمله الكلمة من معنى وجدوى اقتصادية وتجارية ولأن اليمن دولة بحرية يزيد طول سواحلها على 2500 كيلو متر بالإضافة إلى عمق واسع في البحار التي تطل عليها خصوصاً باتجاه المحيط الهندي ووجود نحو 150 جزيرة.. كل هذا بالإضافة إلى أهمية الملاحة البحرية العالمية التي تجوب هذه البحار.. ومايصاحب ذلك من عوامل تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية سواءً في المياه الإقليمية اليمنية أو في طرق الملاحة الدولية ,كأعمال القرصنة البحرية التي أصبحت اليوم مشكلة لاتعانى منها الدول الإقليمية فقط ,مشكلة أضحت تؤرق كاهل المجتمع الدولي ولكن تأثيرها كان مباشراً على اليمن بشكل أكبر, بما في ذلك انخفاض عدد السفن القادمة إلى ميناء عدن للتزود بالتمويل والوقود وغيرها.. أضف إلى ذلك العوامل والمخاطر التي تتهدد ثروتنا السمكية والحياة المائية والبيئة البحرية وكذلك المخاطر التي تعترض الصيادين اليمنيين. خفر السواحل ونظراً لما تقتضيه الأهمية فقد حرصت الدولة على الحد من المخاطر التي تهدد أمن وسلامة البلاد عن طريق البحار .. وذلك بإحكام حماية السيادة الوطنية على مياهنا الإقليمية فأنشئت قوة خفر السواحل التي تعنى بحماية المياه الإقليمية اليمنية .. كقوة متخصصة ومؤهلة من حيث التدريب والتأهيل وتوفير الإمكانيات اللازمة لتنفيذ مهامهم وواجباتهم الوطنية على أكمل وجه ومواكبة للتطورات الراهنة فإن الاهتمام بتأهيل كوادر خفر السواحل من الأولويات التي شرعت بها وزارة الداخلية. ففي محافظة عدن قطاع خفر السواحل خليج عدن يؤكد العقيد نبيل رزق أحد المدربين والمشرفين على الدورات التأهيلية.. أن أفراد خفر السواحل في محافظة عدن يتم تأهيلهم بالدورات التدريبية والأنشطة المختلفة من حيث التدريبات والمحاضرات في مجال جمع المعلومات والاستدلالات وفي علم اكتشاف الجريمة ,وفي المجال القانوني ومن تلك الدورات تخرج 46 فرداً في مجال جمع المعلومات والاستدلالات والتحريات والتي استمرت ثلاثة أسابيع وهناك العديد من الدورات التأهيلية لقبول أفراد خفر السواحل الخاصة برفع كفاءاتهم وقدراتهم بما يمكنهم من أداء واجباتهم بكل اقتدار. تكثيف الدورات التنشيطية تحسين وتصوير أداء خفر السواحل يتطلب تكثيف الجهود وزيادة الدعم وتوفير الإمكانيات اللازمة لتأدية المهام المناطه بخفر السواحل - خليج عدن.. الأخ العقيد ركن لطف البرطي مدير عام خفر السواحل قطاع خليج عدن يشير في حديثه إلى جوانب التأهيل والتطوير التوعي والكمي لقوات خفر السواحل في خليج عدن فيقول: نحن نحرص على تأهيل الأفراد بكافة التخصصات التوعوية المختلفة ففي العام الماضي 2009م تم إقامة أكثر من 65 دورة تأهيلية وتدريبية وتنشيطية لأفراد خفر السواحل في خليج عدن وذلك في مختلف المجالات والتخصصات سواءً في الهندسة أو الملاحة أو الاعتراض و الاتصالات والبحرية بشكل عام وكذلك دورات تأهيلية في الجوانب الأمنية المختلفة وعن مهام خفر السواحل قطاع خليج عدن يؤكد العقيد لطف البرطي: إن مهام خفر السواحل في الأساس هو الحفاظ على السيادة الوطنية في المياه الإقليمية والجزر اليمنية ,ومن اختصاصاتنا الحفاظ على أمن وسلامة مياهنا في المنطقة المخصصة لقطاع خليج عدن ,على السواحل بطول وامتداد 500 كيلو وبعمق 12 ميلاً بحرياً أي باتجاه عمق البحر إلى جانب مهام قوات خفر السواحل في حماية المياه الإقليمية تتولى حماية والحفاظ على الثروة السمكية وضبط عملية الاصطياد العشوائية ومكافحة التهريب والمخدرات ومكافحة أعمال القرصنة والهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى ضبط السفن المخالفة أو أي أعمال إنزال أو تفريغ للنفايات والتلوث للبيئة البحرية التي تفتك بالحياة المائية والثروة البحرية ,وتؤديانقراض المخزون السمكي لبلادنا. ضبط المخالفات وعما إذا كانت قوات خفر السواحل قد تولت ضبط بعض المخالفات أجاب العقيد لطف البرطي بأنه يتم ضبط المخالفين في بعض السفن وقوارب حاولت تفريغ النفايات في المياه الإقليمية مثل الزيوت وغسل التنكرات وتم ضبطها في حينه وإحالتها إلى الشئون البحرية.. كما يتم ضبط المهربات وإرسالها إلى مصلحة الجمارك.. مشيراً إلى وجود تعاون وتنسيق مع مكتب الثروة السمكية بمحافظة عدن ,والمؤسسة العامة لموانئ خليج عدن ومصلحة الجمارك والجهات ذات العلاقة بالنشاط الملاحي.. والثروة السمكية.. ولم يخف مدير خفر السواحل وجود نقص في توفير الإمكانيات مستدركاً في حديثه أن حداثة إنشاء قوة خفر السواحل التي لاتتعدى أربع سنوات من الأسباب التي جعلت الحاجة قائمة لاستكمال البنية التحتية لقطاع خليج عدن من حيث توفير الكم والعدد اللازم من الزوارق البحرية وإصلاح وإقامة الأرصفة اللازمة وإمكانيات الصيانة وأعمال التحديثات. أما بالنسبة للكوادر والمباني فهي مكتملة وليس هناك نقص في عدد الأفراد .. وأضاف بأن الهم منصب في رفع كافة الجاهزية عند أفراد خفر السواحل في حدود الإمكانيات المتاحة وقد حققنا نجاحات جيدة بفضل من الله ودعم القيادة ووزارة الداخلية والاستفادة من الأصدقاء. هدوء وأمن قيادة أمن محافظة عدن حرصت على دعم وتأهيل أفراد خفر السواحل من خلال الدورات المكثفة.. والمحاضرات وأعمال التدريب بمختلف التخصصات التي يتطلبها عمل قوات خفر السواحل. العميد ركن عبدالله عبده قيرات مدير أمن محافظة عدن يؤكد أن الاهتمام كبير بتعزيز وتطوير منتسبي الأجهزة الأمنية بما يتواكب وتطوير الجريمة وفي محافظة عدن التي تشهد حالة تامة من الهدوء والاستقرار بفضل تنامي وعي المواطنين فيها وتعاونهم مع أفراد منتسبي الأمن حفاظاً على السكينة العامة وتحقيق الطمأنينة للمواطنين.. فإن قيادة أمن المحافظة سعت جاهدة إلى تطوير مدارك أفراد الأمن وتعزيز ولائهم الوطني وحبهم لأداء واجبهم في الحفاظ على أمن الوطن وتحقيق الاستقرار من خلال التحديثات والتطوير الكمي والنوعي للعمل الأمني سواء في البر أو البحر ,أو عبر الشواطئ والسواحل اليمنية.. وأضاف بأن العمل جارٍ لاستكمال ربط محافظة عدن بالشبكة الأمنية والرادارية.. لإحكام السيطرة الأمنية استعداداً لاستقبال خليجي 20 الذي ستستضيفه مدينة عدن والذي يمثل حدثاً هاماً بالنسبة لليمن ولمحافظة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن وكمنطقة تجارة حرة.. واختتم حديثه بالتأكيد على أن عدن مدينة وفية بأبنائها للوطن وللوحدة اليمنية التي ارتفع علمها خفاقاً من هذه المدينة العريقة في ال22 من مايو المجيد عام 1990م وهي اليوم تحتفي بقدوم عيد الأعياد الوطنية الذكرى ال20 لإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.