لماذا أَثرتِ الحنين لتلك النقائض سيدتي؟ وقد كنت أسكب للقلب هذا التناسي دواءً لينسى, وأنتِ فتحتِ إلى الذكريات عوالم ماكنتُ أجهلها, كنت هادنتها, هِيَ ماهادنتني, بل أثارتْ عليَّ حُروباً فواجهتها, ثم أعلنتَ قبل الختامِ انسحاباً إلى وجهةٍ تكتفي بالمحبة زاداً, فأتعبني خَاطري, فتذكرت قبلي رجالاً أطالوا الحنين إليها, ولكنها لم تبالِ بأحلامهم والحنين, وقد قيل لي:الطيبون إذا رحلوا تاركين الدُّنا رحلوها سيُوفاً من الكبرياء, والذين يعودون عادوا طيوفاً, من الحب والحزن والإنتظار.. إنه سفر للنقائض سيدتي والنقائض قد حاصرتنَا فقلت سأكتب شعريَ في جملتين وفاصلتين،، وقد أَكتفى بالتساؤل عن جنةٍ عانقتها المشاعر شعراً وقد نَثَرتْ بين أفيائها كلمات الوفاءِ.. صنوفاً نَشَرتْ جُملاً من حروفِ الوداد سَيِّدتي: إنهُ عالم لايطيقُ احتمالَ نقائضهِ، ولكنه إذ يصوغ بداياتها، يعود فينكرها، ثم يدعو لمحو الأنين، وشوق السنين، وكبت الحنين، فإذا شئتِ مثلى ارتحالاً إلى الحلمٍ سيّدتي، فلتكونين، مثلي النقيض.