أغمضْتُ عينيَّ تركْتُ العتمةَ تتسلّلُ من بين جفنيَّ لم أرَ ظلِّي رآني أعودُ من الماضي فتبعني قادني الى نخلٍ يتكئُ عليَّ والريحُ شفاهٌ ترسمُ رذاذَ المطرِ فوقَ النخلِ والنخلُ لا يعرفُ كيفَ يقولُ وداعاً لذلك اللونِ الشاحبِ لظلِّي الحُرِّ في البلدِ الغريبِ
فتحْتُ عينيَّ رأيتُني أجلسُ قربَ البحيرةِ لم أرَ يدي رأيْتُ شهقةَ الماءِ تخْطو عليها والروحُ شعاعٌ يخْطو في قلبٍ زلَّ بأحْلامي والأحلامُ سحبٌ لا تمطرُ في خاصرةِ المكانِ وأنتَ في اللّا مكان معنى نزقٌ ماطرٌ في ظلمةِ الرُؤى تتوارى في جسدٍ يقطفُهُ الغيابُ
أغمضْتُ عينيَّ رأيتُني في حنايا نفْسي والليلُ يخْطو اليَّ يعزفُ الغازَهُ يُدَوِّنُ الظمأ على عزلةِ الأوتارِ والأوتارُ تبحرُ تشعلُ اللحظاتَ بجانِبي وتُطْفؤها أَقربُ من غربةٍ تعرِّشُ فوقَ أجنحةِ ألمي وأَبْعدُ من سحائبِ نورٍ تشِفُّ فوقَ رذاذِ الحزنِ