الأستاذة ظلت الأستاذة رقية مدرسة علم الاجتماع تعيد وتكرر في طالباتها ... الحضارات تمر بعدة مراحل .. ابن خلدون يقول ....!! ولم تنه الأستاذة رقية شرحها لترى إصبع تلميذتها الغبية جداً ترتفع وتقول بصوت متعجب: أي حضارات يا أستاذة !! تضرب الأستاذة رقية عصاها على الطاولة وتتابع شرحها .كتبت الأستاذة رقية عنواناً بارزاً على السبورة .... وهي تردد الحضارات تمر بعدة مراحل منها ...!! ليرتفع صوت التلميذة .. : أي حضارات يا أستاذة !! وبعد انتهاء الدرس ... وفي غرفة المدرسين !! كان صوت الأستاذة رقية يملأ الغرفة بصوت متسائل فعلاً : عن أي حضارة تحدث عنها ابن خلدون يا جماعة !!!! دوائر في الهواء منذ عامين.. او اكثر..!! دهرين او اكثر!! منذ حلمين او اكثر.. من قبل ان تلتقي عقارب الساعات بدقائقها... وقفت مندهشة أمام هذا الذي يسبقنى إلى الموت!! الذي يداعب فراغات الهواء الدائرية بيديه ليرسمني فتسبقه هبات الرياح بممحاة.. مازال يحاول ان يصقلني بريشته اللا مرئية...! حاولت ان اخبره.. أني كفقاعات الهواء هذه ، عبثاً لا يجدي ما يفعله.. ظل يرسمني وبقيت واقفة انتظره ان ينهي رسمته.. عبثاً لا يجدي... نظرت إليه مبتسمة... حدق ولآخر مرة في عيني.. وهززت له برأسي ثانية مؤكدة انه أبداً لن يجدي....!!! غادرني.. ولآخر مرة غادرني.... ومنذ غادرني... منذ ان أصبح الحلم!! لمثلي.!!. جلست بنفس الدائرة التي كان فيها... وهذه المرة كنت أشكل بفقاعات الهواء لأرسمه... عبثاً حاولت.. لكنه - ما أتعسني - لن يأتي...!!