البيضاء غنية بالثروات المعدنية المبشرة بفرص واعدة للاستثمارات الاستراتيجية. تم تنفيذ “386” مشروعاً تنموياً ضمن الخطة الخمسية الحالية التي لا زالت قيد الإنجاز والتقييم فيما لا تزال الخطة الخمسية الحالية الثالثة في محافظة البيضاء قيد التقييم لما تم ويتم إنجازه.. يقوم مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة بترتيب الإجراءات اللازمة لإعداد مشاريع الخطة الخمسية القادمة “الرابعة” “2011 2015م” ورسم خطوطها العريضة، وتحديد أهم الأولويات التنموية التي تحتاجها المحافظة خلال الفترة القادمة. وعن هذا وذاك يحدثنا الدكتور محمد قاسم الغزالي مدير عام المكتب في هذا اللقاء عن بعض الجوانب المتعلقة بإعداد وتنفيذ الخطط الخمسية لمحافظة البيضاء. استعدادات بداية نحب أن توضح لنا الإجراءات التي تمت من قبلكم لإعداد الخطة الخمسية القادمة؟ يجري العمل حالياً لإعداد الخطة الخمسية الرابعة الاقتصادية للتخفيف من الفقر (2011 2015م) وقد بدأنا وفقاً لتوجيهات نائب رئيس الوزراء أما بشأن الإعداد للخطة تم تشكيل اللجان الفنية لإعداد الخطة وتحديد مهام كل منها على المستوى التنموي والإداري، وتم استدعاء جميع اللجان الفنية لتدشين الخطة حضرها “300” شخص من مختلف المكاتب التنفيذية بالمحافظة وأيضاً الهيئات التنفيذية بالمديريات وجرى مناقشة برنامج العمل ثم بدأت جميع اللجان بالعمل وتفاوتت نشاط اللجان من حيث الحماس وأيضاً الجدية وأنجزت بعض اللجان مهامها في رفع التقرير التقييمي لمستوى تنفيذ الخطة الثالثة “2006 2010م” وكذا مقترحات الخطة الخمسية القادمة على مستوى القطاع، وعلى وجه التحديد قطاع الزراعة وقطاع المياه والصرف الصحي، وقطاع التربية والتعليم ومحو الأمية، وقطاع المغتربين وقطاع التنمية البشرية وقطاع الطرق ولا زالت عدد من اللجان والقطاعات تتابع إنجاز مهامها، ونتوقع أن يتم موافاتنا خلال الفترة القريبة القادمة بنتائج أعمالها. خطوط عريضة بالنسبة للخطوط العريضة للخطة الخمسية الرابعة ما هي؟ الخطوط العريضة مرتبطة بالجانب الاستراتيجي الذي تمثله الخطة الخمسية والإطار العام الذي يشمل الدفع بعملية التنمية في مختلف القطاعات وتبرز بشكل عام على مستوى المحافظة الجوانب الاستراتيجية التالية. فبالنظر إلى مؤشرات الفقر في المحافظة التي تبين بأن نسبة الفقر في المحافظة بين السكان تصل إلى 60 % ويتفاوت مستوى الفقر من مديرية إلى أخرى ويبلغ المتوسط العام للفقر في البيضاء 76 % وهذا يظهر بأن المحافظة هي من حيث ترتيب مستوى الفقر في الجمهورية تعتبر ثاني محافظة بعد المحويت.. وهذا يعني أنه ينبغي التركيز على الاستنهاض بقدرات المحافظة الاقتصادية والاجتماعية الكامنة فيها لإيجاد مشاريع استثمارية في القطاعات الواعدة وعلى وجه التحديد في قطاع الثروات المعدنية التي تزخر بها المحافظة وفقاً للتقارير الاستكشافية فيه لهيئة المساحة والثروات المعدنية والصندوق الاجتماعي للتنمية والتي تؤكد بأن المحافظة تعتبر أغنى محافظة بالثروات المعدنية المتنوعة. إذ أظهرت تلك الاستكشافات وتقارير عدد من الشركات الصينية والفرنسية وغيرها بتوفر الجدوى الاقتصادية للمعادن التالية “الحديد، الزنك، النحاس، والفسفور، والذهب والفضة” وغيرها من المعادن. معامل صناعية كما توجد إمكانيات لإنشاء معامل صناعية عديدة نتيجة لتوفر المواد الأولية والأساسية لإنشاء تلك المصانع.. الأمر الذي سيساعد على رفد المحافظة بموارد تساعد السلطة المحلية على الرفع والارتقاء بالخدمات الاجتماعية الضعيفة في قطاعي التربية والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية التي تساعد على تعديل نسبة الفقر لما ستسهم به تلك الاستثمارات من توفير فرص عمل واسعة لمختلف الفئات الاجتماعية من الذكور والإناث ويحتل قطاع المياه والزراعة والري أهمية استراتيجية ثانية في إطار الإعداد للخطة الخمسية القادمة نظراً لكون المحافظة تعتمد على الأمطار وتعاني من شحة المياه النقية للشرب ناهيك عن توفرها لقطاع الزراعة، لأن “80 %” من السكان يعتمدون على الزراعة الأمر الذي يتطلب التركيز على هذا القطاع بوضع عدد من المشروعات الاستراتيجية التي تشترك فيها قدرات مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي، وكذلك برنامج دعم المياه والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وغيرهم من المانحين من الدول الشقيقة والصديقة. للرفع بالمشروعات التي تساعد على توفير مياه الشرب ورفع وتيرة الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال المسوحات المائية. وبناء المشروعات التكميلية والإضافية من السدود والحواجز وقنوات الري كقطاع ثان. الخمسية الثالثة بالنسبة للخطة الخمسية الحالية “الثالثة” ما هم أهم خطوطها العريضة؟ فيما يتعلق بالاستراتيجية الثالثة لقطاع الخدمات في المحافظة فهي تنحصر في بذل الجهود للارتقاء بمستوى التعليم رأسياً وكذلك قطاع الصحة، وأيضاً يحتل قطاع الكهرباء أهمية خاصة في إطار البنية التحتية لخطة المحافظة الخمسية وذلك كون الطاقة الكهربائية بأجهزتها الحالية تساوي صفراً، الأمر الذي يتطلب تحديث أجهزة الكهرباء سواء من مولدات أو شبكات نقل الضغط العالي والواطي في جميع المديريات وعلى الخصوص في مركز المحافظة. مشاريع منفذة ما الذي تم إنجازه حتى الآن في إطار الخطة الخمسية الثالثة؟ كما وضحت سابقاً أنه يجري العمل لتقييم مستوى الإنجاز والنجاح المتحقق في تنفيذ الخطة الخمسية الثالثة “2006 2010”، وبالنظر إلى ما تم إنجازه حتى الآن فقد تم خلال السنوات الماضية تنفيذ مئات المشاريع التنموية في جميع المديريات حيث بلغ إجمالي عدد المشاريع المنفذة في نهاية عام 2008م حوالي “683” مشروعاً تنموياً بتكلفة إجمالية بلغت “24” ملياراً و”792” مليوناً و”75” ألف ريال، وهذه المشاريع موزعة على مختلف القطاعات التنموية في جميع مديريات المحافظة. الثأر والاستثمار ذكرت أن من ضمن الخطوط العريضة للاستراتيجية التنموية للبيضاء تشجيع الاستثمار الخاص وبالذات في قطاع استخراج المعادن.. ألا ترى أن المشاكل المحلية داخل المحافظة كمشكلة الثأر يمكن أن تؤثر على مثل هذه الخطط؟! على الإطلاق تعتبر المحافظة من أهدأ المحافظات ومشاكل الثأر تنحصر في جزء بسيط من المحافظة والثأرات ليس لها ارتباط بالمستثمرين.. ولم يحصل أن حدث في المحافظة اعتداءات على استثمارات أو أجانب أو سياح أو مستثمرين والاستثمار الذي أتحدث عنه هو عن بعض الوجاهات والمتنفذين ومن أبنائها، وتوسيع الاستثمار في هذا المجال سيخلق مزيداً من الطمأنينة وستنعكس آثاره على أبناء المحافظة بشكل عام وبشكل خاص حيثما يتم الاستثمار وأنا أرى أنه ينبغي أن يتم النظر في التشريعات المتعلقة بالجانب الاستثماري بحيث يكون هناك نصيب أينما وجد أبناء المحافظة وفي الموقع الاستثماري ذاته . دراسات جدوى ما مدى اهتمامكم بإعداد دراسات جدوى للمشاريع غير المدرجة في الخطط الاستثمارية وذلك لاستيعاب أي منح أو مخصصات طارئة تتصل بوجود دراسات جاهزة؟ من بعض المشاريع الصغيرة التي يعتمد إعداد دراستها على كوادرها في المحافظة، نحن بصدد إعداد عدد من الدراسات التي سيترافق رفعها مع الخطة الخمسية وبالذات في المياه والزراعة والصرف.. ونأمل أن تعد بعض الدراسات المتعلقة بالمشاريع ذات الطبيعة الإنتاجية لو توفر لنا الدعم الكافي من قيادة المحافظة...و أما ما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية التي يرتبط أمر إعداد دراساتها بالوزارات أو الهيئات المركزية، فقد أنجزت بعض هذه الدراسات ومطلوب اتخاذ بعض الإجراءات التمهيدية التي تتحمل مسئوليتها وزاراة المالية فيما يتعلق بالتهيئة لتنفيذ هذه المشاريع بالدرجة مشروع محطة المعالجة لمدينة البيضاء ومشروع التنمية الزراعية والريفية في قطاع الزراعة والري ومشروع توفير المياه من وادي بيحان الذي يخدم عدداً من المديريات وكذا تغطية النقص المطلوب لسكان مدينة البيضاء والمديريات المجاورة طبعاً والدول المانحة تنتظر إنجاز بعض تلك الدراجات التي تتلكأ الجهات المركزية في تمويل إنجازها. عدم تعاون أخيراً ما هي الصعوبات التي تواجه عمل مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة البيضاء؟ أكبر الصعوبات التي تواجه عملنا هي عدم تعاون قيادة المحافظة وبالذات الهيئة الإدارية للمجلس المحلي في تذليل واعتماد النفقات اللازمة في تنفيذ الدراسات الخاصة بالمشاريع التنموية.