أ. د. محمد عبدالله الصوفي:الجامعة منجز وحدوي واستراتيجيتها تسعى للتميز بحلول 2025م في ظل الوحدة المباركة شهد مجال التعليم الجامعي نهضة حقيقية فمن جامعتين غير مكتملتين في صنعاء وعدن إلى ثماني جامعات حكومية وصدور قرارات إنشاء عدد آخر من الجامعات.. وهذه الصروح العلمية القائمة ليست مجرد منشآت وبناء حجر على حجر إنما تطور نوعي يواكب التطور الكمي وبناء للعقول يجاري التوسع في البنى التحتية .. جامعة تعز إحدى هذه الصروح العلمية التي حظيت باهتمام الدولة والحكومة وتضيف إلى ما تحقق خلال السنوات الماضية لبنات جديدة من خلال افتتاح عدد من المشاريع على صعيد البنية التحتية بمناسبة العيد الوطني العشرين وبمليارات الريالات ,كما تستكمل خلال شهور عدداً آخر من المشاريع في سياق تطورها.. حول أهمية هذه الإنجازات وقضايا أخرى تركز الحوار التالي مع الدكتور محمد عبدالله الصوفي، رئيس جامعة تعز.. مشاريع جديدة من أي نقطة تودون البدء في الحديث؟. ونحن نعيش أجواء العيد الوطني العشرين نبدأ بالأرقام .. الجامعة شهدت تطوراً كبيراً في بناها التحتية والتجهيزات منذ انشائها ولدينا الآن عدد من المشاريع الجاهزة للافتتاح هي المرحلة الثانية لكلية العلوم بتكلفة 572,000,000 خمسمائة واثنين وسبعين مليون ريال، مبنى مركز الحاسوب 298,000,000 , مبنى معامل كلية التربية بالتربة وتجهيزاتها ب701.000.000، مركز الخدمات الطلابية 146,000.000 وصل إجمالي تكلفة المشاريع هذه 1,717,000.000 مليار وسبعمائة وسبعة عشر مليون ريال. مشاريع قيد التنفيذ هناك عدد من المشاريع الجاري تنفيذها والمتوقع الانتهاء منها في العام 2010 2011م أهمها مبنى رئاسة الجامعة ب 142,000,000 مبنى الأمانة العامة 243,000,000 ,المرحلة الثالثة من مبنى كلية العلوم ب 602,000,000 ستمائة واثنين مليون ريال، مبنى كلية التربية بالتربة ب 136,000,000 وهناك أيضاً حجز وتسوير أراضٍ جديدة اضيفت للحرم الجامعي في حبيل سلمان بمبلغ 128,000,000 ريال , إضافة إلى تنفيذ مشروع التصاميم الهندسية والدراسات المتعلقة بموقع كلية الطب بتكلفة 69,000,000 إجمالي تكلفة هذه المشاريع 1,320,000,000 مليار وثلاثمائة وعشرون مليون ريال. إضافة هامة هذه المشاريع سواء التي ستفتتح بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني العشرين أو التي هي قيد التنفيذ ستشكل إضافة هامة للبنية التحتية للجامعة وهناك مشاريع قيد البت في اللجنة العليا للمناقصات رصد لها التمويل حكومي وخارجي منها مشروع مبنى دار الضيافة بتكلفة 221,000,000 ريال, ومبنى كلية الطب بتكلفة أربعة مليارات وخمسمائة مليون ريال,تجهيز كليتي الهندسة والتربية بمليار ريال , مشروع المستشفى الجامعي بتكلفة سبعة مليار وثمانمائة مليون ريال، وإجمالي تكلفة هذه المشاريع 13,521,000,000 ثلاثة عشر ملياراً وخمسمائة وواحد وعشرون مليون ريال. تخصصات جديدة هل نستطيع أن نقول إن جامعة تعز ستستكمل بنيتها التحتية بإنجاز المشاريع المعتمدة المشار إليها؟. البنى التحتية الأساسية سوف تكون موجودة لبعض الكليات.. بعض الكليات والتخصصات المستقبلية التي يمكن أن تنشأ في الجامعة منها كلية الموارد الطبيعية والبيئة التي أعدت لها الدراسات هذه بحاجة إلى بنى تحتية وتجهيزات مستقبلاً.. التوسع في المنشآت عملية مستمرة والمشاريع الجديدة هي إضافة إلى أكثر من اربعين منشأة و62 معملاً أنجزت بالتدريج,وهناك مباني كليات كالعلوم الإدارية والحقوق ليست مصممة كمباني كليات ولابد من التفكير في إنشاء مبانٍ بمواصفات مناسبة عندما يتيسر ذلك فهي مستمرة الآن في العمل وستكون لها وظائف أخرى في حينه. أهداف استراتيجية ماذا عن الأهداف الاستراتيجية لجامعة تعز؟ التوجه من الآن وحتى العام 2025م هو توجه نحو تميز الجامعة في الجانب التكنولوجي على وجه التحديد , أي توسعات إنشائية أو برامج جديدة ستكون في هذه الاتجاه وأي أقسام تفتح تخدم هذا التوجه.. لدينا استراتيجية لتطوير الجامعة تحدد التوجه من حيث التخصصات والأهداف المستقبلية.. هذه الاستراتيجية تم الاعتماد في إعدادها على تحليل الواقع ميدانياً وبناءً عليه قامت الجامعة بصياغة استراتيجية عامة سيعقبها إعداد خطة عمل قصيرة الأمد لمواجهة المعوقات التي تعتقد الجامعة أنها تواجهها، عملية الإعداد تمت بمشاركة واسعة واسهام كبير من العديد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين وعقدت سلسلة من ورش العمل من أجل تبادل الآراء والأفكار ومناقشتها للوصول إلى مفاهيم مشتركة تتناول قضاياها ينبغي الانطلاق منها لتطوير الجامعة ,ومقومات تميزها وتم ذلك بوجود خبراء هولنديين ساعدونا وخرجنا بأهداف استراتيجية ستسترشد بها الجامعة في طريق تنفيذ الاستراتيجية بما احتوته من رؤية ورسالة وقيم أساسية وجوهرية للجامعة. أهداف أساسية تحدد الأهداف على دراسة الواقع ومتطلباته، فما هي أبرز أهداف الاستراتيجية؟. تتوخى الأهداف الأساسية رفع كفاءة وملاءمة التعليم والتدريب والخدمات التي تقدمها الجامعة والبحث العلمي من خلال تعزيز العلاقة والتنسيق بين الجامعة وسوق العمل أي القطاع العام والخاص في محافظة تعز وخارجها، كما تسعى الجامعة من هذه الأهداف إلى تصميم وتنفيذ برنامج لإعادة هيكلة وترشيد البرامج الدراسية التي تقدم حالياً في الأقسام الرئيسية لمواجهة التكرار في البرامج ذات المعدلات العالية في بطالة الخريجين وتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية , إلى جانب تحسين التحاق الطلبة في الدراسة واستمرارهم بها حتى التحقق من خلال تحسين الآليات والمتطلبات ,وكذا تحسين البنية التحتية والتجهيزات ذات الصلة بالتدريس والبحث العلمي وما يرتبط بها من تسهيلات,وادخال نظام ضمان الجودة في كافة المستويات بما يكفل مواكبة الجامعة لمعايير الجودة الدولية وفي نفس الوقت تعزيز وتقوية البحث العلمي وخدمة المجتمع. رفع القدرات والمهارات وهناك هدف يتصل برفع قدرات ومهارات ومعارف منتسبي الجامعة من قيادات وأعضاء هيئة التدريس وفنيين وإداريين من خلال تصميم وتنفيذ برامج لبناء قدراتهم وتطوير أعضاء هيئة التدريس في المجالات ذات الأولوية باستخدام تقنيات وطريق التدريس الحديثة في التعليم والتعلم وتحسين أنظمة تطوير العاملين، وبموازاة ذلك هناك هدف لتحسين فعالية وكفاءة وشفافية السلطة الإدارية لجامعة تعز وأنظمتها الإدارية والمالية من خلال ترشيد وتطوير قواعد وإجراءات ولوائح العمليات الداخلية في الجامعة في إطار سياستها لتوسيع قاعدة اللامركزية في المسئوليات الإدارية وشفافية اتخاذ القرارات وترافق هذه المبادرات عملية بناء القدرات في مجالات الإدارة المالية وادخال أنظمة إدارة المعلومات الالكترونية، وتتضمن الاستراتيجية مصفوفة تحدد كيفية الوصول إلى هذه الأهداف والغايات. استكمال الربط الشبكي في يوليو نظام الربط الشبكي في جامعة تعز.. إلى أين وصل العمل فيه؟. كل المنشآت والغرف في المواقع الرئيسية للجامعة وكلية التربية والآداب والعلوم بالتربة تم ربطها بالألياف الضوئية، وهذه قفزة في مجال اتمتة الأعمال والارتباط بالشبكة الالكترونية العالمية، وستساعد في التعليم الالكتروني الذي سيحدث نقلة نوعية في هذا النوع من التعليم وهذه المشاريع ضمن عدد من المشروعات التي هي على وشك الإنجاز وأتوقع أن يفتتح خلال شهر يوليو القادم. تخصصات جديدة التوسع في البنى التحتية تقابله زيادة في الكادر.. ماذا عن عدد أعضاء هيئة التدريس حالياً في جامعة تعز؟. وصل عددهم إلى 790 عضو هيئة تدريس وهو عدد كبير يمثل قفزة نوعية يقابله توسع في البرامج الدراسية، حيث فتحت وسيتم افتتاح أقسام جديدة أخرى، فإلى جانب افتتاح اقسام في الهندسة في مجال هندسة الميكترونيات والروبوتات وبرنامجين أعدّا بتمويل من البنك الدولي وصندوق التنمية السعودي الأول هندسة الشبكات ونظم التحكم والثاني هندسة الإنتاج ولدينا برنامج الكيمياء الصناعية وهو أيضاً ممول من البنك الدولي سيفتتح وهو برنامج ذو أهمية عالية ,وهناك برامج أخرى يتم تنفيذها ذات معايير عالمية رصينة في مجال الدراسات العليا وبالتعاون مع جامعة (دلف) الهولندية للتكنولوجيا ودعم من حكومة هولندا بحوالي ثلاثة ملايين واربعمائة الف يورو جهز له مبنى خاص ومعامل إضافة إلى إعداد البرامج الدراسية وتطويرها من قبل خبراء من هولندا والصين والفلبين والهند ,وينفذ بالاشتراك مع كادر يمني لسنتين قادمتين بعدها سينتقل بالكامل لينفذه أساتذة يمنيون أحدهما في مجال الهندسة والإدارة والآخر في مجال تكنولوجيا المعلومات والإدارة ,علماً بأن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ عدة برامج ودورات لرفع الكفاءة في اللغة الانجليزية وخاصة الجدد واشترطنا على المبتعثين الإيفاء بمتطلبات كهذه قبل الابتعاث. أعدت دراسة لتحويل كليات التربية والعلوم والآداب بالتربة إلى فرع وأقرتها وزارة التعليم العالي، فما هو الجديد؟. الدراسة أعدت من سنتين وأقرت توسعات جديدة لإضافة كليات ويمكن الانتقال تدريجياً بدءاً بالبرامج التي يتوفر فيها الكادر البشري والتجهيزات والقاعات والمعامل وهذه خطوات لن تكون سريعة لتشمل البرامج الدراسية التي تضمنتها الدراسة ومن حيث المبدأ أقرّت الدراسة لتحويل كليات التربية والآداب والعلوم بمدينة التربة إلى فرع وإضافة كليات الحاسبات الإدارة ونظم المعلومات كلية العلوم الطبية المساعدة بعدد من التخصصات ويتوقف ذلك على توفر الإمكانيات. تسوير أراضٍ جديدة كيف يتم التعامل مع الجامعة للأراضي المطلوبة للتوسع في الإنشاءات حالياً ومستقبلاً؟. ضمت الأراضي التي اشتريت للحرم الجامعي بحبيل سلمان بعد دفع تعويضات بأكثر من خمسمائة مليون ريال للملاك وبدأت عملية المسح والتسوير ,كما أعلنت المناقصة لتسوير مساحة الحرم الجامعي في منطقة الجند ونظراً لشحة المخصص المرصود طلبنا من قيادة السلطة المحلية لمحافظة تعز تقديم مائة مليون ريال لتسوير أرضية الجند، وأبدى الأخ المحافظ حمود خالد الصوفي الاستعداد لتقديم المبلغ من بدء عملية التسوير، ومثل هذا الهدف يأخذ وقتاً إلا أن حجز الأراضي وتسويرها حتى في مدينة التربة يتم لأهمية تأمين متطلبات التوسع وشكلت لجنة لحصر بعض الأعمال في هذا الإطار وهي الآن تتابع عملها في حصر الأراضي وتحديد مبالغ التعويض لأصحاب الأرض. سمة تكنولوجية متى ستكون جامعة تعز متميزة وفريدة في تخصصات تحدد توجهها المميز؟. بحلول 2025م هذا ما ننشده من خلال الاستراتيجية،وستكون بإذن الله متميزة في الجانب التكنولوجي وكلية الهندسة على وجه التحديد لعلها متميزة الآن بين نظيراتها في الجامعات اليمنية الأخرى ولولا الافتقار للمنشآت لما كانت هناك معوقات أمام الكليات والبرامج التي تريدها كلية الموارد الطبيعية والبيئة والتي ستكون أقسامها جديدة ومتميزة وغير موجودة في الجامعات اليمنية ,وقد عرضت الدراسة على المجلس الأعلى للجامعات، ونحن الآن بصدد إعداد الدراسة المتعلقة بالبنية التحتية لهذه الكلية ومنشآتها وتجهيزاتها بحيث تقدم من أجل الحصول على تمويل وبحسب الإمكانات يمكن بدء تنفيذ البرامج والتأسيس لكليات بدءاً بقسم أو قسمين.. ولأن تعز مدينة تحتضن قاعدة صناعية فقد تم مراعاة حاجة البيئة المحيطة للتخصصات المطلوبة لدى القطاع الصناعي وتفعيل التعاون معه. منجز وحدوي جامعة تعز منجز وحدوي لأنها أسست بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة وتحديداً عام 93م بقرار جمهوري، وكانت قد بدأت في الأساس بكلية تربية تابعة لجامعة صنعاء فهي منجز وحدوي بكل ماتعنيه الكلمة وأحد المنجزات التي تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لاسيما في مجال التعليم الجامعي ,فنحن نعلم أن النهضة التعليمية التي عمّت اليمن وافتتاح العديد من الجامعات الحكومية أو الأهلية كلها تحققت بعد الوحدة، إذ كان هناك فقط جامعتان غير مكتملتين قبل مايو 90م في صنعاء وعدن وهي اليوم ثمان جامعات عاملة حكومية وصدر قرار الانشاء لعدد آخر يقترب الآن من 15 جامعة. حقائق ماثلة هناك من ينتقص من الإنجازات في محافظة تعز.. ماذا تقول لهؤلاء؟. المنجزات التنموية والخدمية والمكاسب الوطنية في الجانب السياسي حقائق ماثلة على الأرض، لكن هناك من يتجاهلها لشيء في نفسه.. نحن تحدثنا عن مشاريع جديدة في جامعة تعز مثلاً ولم نذكر ما أنفق منذ إنشائها وهي بعشرات المليارات ومعها بنيت العقول من اساتذة وفنيين وطلاب وطالبات بالمئات والآلاف. لكنها المكايدات السياسية الحزبية التي تحاول ولا تستطيع بتجاهلها حقائق الواقع أن تجد أثراً لمقاصدها مادامت تسيء إلى الحقيقة ولوعي الإنسان في ربوع الوطن وليس فقط في تعز .. تعز حضراً وريفاً تدرك تماماً أن ليس بين أهلها من لا يعترف بالجميل لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكل الخيرين معه المتفانون في بناء الوطن ورسم مستقبله المنشود،ومن دواعي الفخر والاعتزاز أن تقام الاحتفالات بالعيد الوطني العشرين في تعز بما له من أثر تنموي ملموس.