سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحياة ليست جامعة في الأمسية التدريبية ( كيف تصنع فرص النجاح ) تأكيد على التخصص واستيعاب القدرات الشخصية والتمكين لها والأخذ بالأسباب العملية ومنافسة الذات والاستعانة بالمشكلات والعوائق للتفوق ..
لا يمكن لأحدنا أن ينتظر النجاح .. ولا يمكن للنجاح أن ينبسط - تلقائياً - بين يدي المتكاسلين والمتخاذلين ، وليس من الواقع في شيء أن ينقذف التميز والتفوق نحونا دون أن نبذل من أجله شيئاً . إن هذه الأوهام لا تستقر إلا في نفوس عاجزة ، غير قادرة على السعي لمواجهة الصعاب والعقبات ، تركن إلى الدعة والراحة وتنتظر السعادة والنعيم وهي غارقة في الرفاهية الشكلية . الأخذ بالأسباب ، والجد والاجتهاد ديدن الناجحين ، القادرين على صنع فرص نجاحهم من العدم ، وانتزاع التفوق من أفواه المشاكل والمحبطات ، والواثقين بأن الخنوع والاعتماد على الحظ وحده لا يجدي ، ولا يمكن له أن يستنبت آمالنا ويحيل أهدافنا إلى واقع . ( كيف تصنع فرص النجاح ) كان عنوان الأمسية التدريبية التي نظمتها أكاديمية أفكار الدولية للتطوير يوم الأربعاء الماضي بمحافظة تعز ، والتي قدمها المدرب الدولي الأستاذ رائد السقاف ، تحدثت عن الفكرة أعلاه ، كما تناولت العديد من المحاور التي طرحها المدرب والمحاضر الدولي . الجميع محظوظون قد تكون الدنيا حظوظاً ، لكن هذه الحظوظ لا يجدها إلا الباذلون للجهد والعرق ، والمتواجدون في ميادين العمل ، هؤلاء يحصلون على قدرهم ، لأنهم ببساطة هم الذين يصنعون هذا القدر ، ويؤمنون بأن من يريد أن يكون الحظ حليفه ورفيق دربه فعليه أن يسعى إليه ، لا أن يقبع في قاع الدنيا ويحملق ناظريه في السماء في انتظار الحظ الموعود. وأكد المدرب رائد السقاف أن جميع البشر يمتلكون نفس الكمية أو ( النصيب ) من الحظ ، ولا يوجد فرق بين أحد منهم ، كما هو حالهم مع ثروة الوقت التي يتساوى فيها جميع البشر ، إلا أنه استدرك بأن العمل في هذه الحياة هو الذي يسوق الحظ راغماً إلى الشخص الراغب في النجاح ، والتفوق ، والسعادة . مشيراًإلى أن القعود عن العمل لا يجدي نفعاً في تحصيل أي نجاح في الحياة ، ولذا نرى الأشخاص العاملين ، والذين يشغلون أوقاتهم باستمرار الأقرب إلى النجاح ، بل ونراهم أنهم الأنجح في الحياة . اصنع فرصتك وتحدث السقاف عن الكثير من المحاور في الأمسية الجماهيرية منها : ( عندما يعزف المرء على آلته التي يحبها ) ،( حينما تتحرك وبرأسك السبب ) ، ( ما نراه هو ما نحققه ) ، ( نجح لأنه لا ينافس غيره ) ، ( الحياة ليست جامعة ) ، ( السباق كان خيار الأرنب ) ، ( لا يمكن أن نزرع ونقطف بوقت واحد ) ، ( المشكلات هي الدوافع للنجاح ) , ( اكتشف لونك ) مؤكداً أن اتباع الإرشادات النفسية والذاتية في تلك المحاور وتطبيقها على الوجه الأمثل كفيل باجتياز المشكلات ، والتعرف على القدرات الذاتية ، وبالتالي صنع فرص النجاح والتشبث بالحظ الذي نبحث عنه عن طريق العمل ، وليس عن طريق التمني . اعزف على آلتك المحببة كان هذا العنوان للفكرة التي أراد الأستاذ رائد السقاف إيصالها إلى الجمهور والمتمثلة في التركيز على الأعمال التي يتقنها كل منا ، والتي ليس فقط يجيد اتقانها ، بل ويستمتع بالعمل في ظلها ، لأن عمل الأشياء التي نحبها يساعدنا على الإبداع والتفوق ، وتقديم الأجمل ، بعكس أن يعمل أحدنا في عمل ما لا تتوق نفسه له ، وما يدفع لذلك أسباب عديدة قد تكون الحاجة في شغل أوقات الفراغ بأي عمل بغض النظر عن مدى ارتباط ذلك العمل بميولنا ورغباتنا . ويربط المدرب الدولي العزف على الآلة التي نحبها بجانب التخصص في الأعمال ، وعدم التشتت في نواحي عملية و وظيفية متعددة ، باعتبار أن التشتت وعدم تركيز جهودنا على تخصص معين لا يعين على الإتقان ، وأحياناً لا يساعد على الإنجاز كذلك ، مؤكداً أن عالم اليوم وشركات الأعمال تبحث عن الأشخاص المميزين في مجالات عملهم أكثر من بحثهم عن متعددي الوظائف أو القدرات . بالإضافة إلى كون التخصص والنبوغ فيه يغري تلك الشركات التي تسعى لاستقطاب العمالة الماهرة في مجالاتها ، خاصةً إذا كانت تلك العمالة تمتلك الخبرة اللازمة والكافية . الأسباب في رأسك التحرك العملي في الحياة لا بد وأن يعي سنة الأخذ بالأسباب ، فكما أنه لا نجاح بلا عمل ، فلا نجاح أيضاً دون توفير البيئة الصالحة والملائمة لتحقيق ذلك النجاح ، فقد أكد السقاف أنه يجب علينا حين نتحرك نحو تحقيق أحلامنا وأهدافنا أن نضع في رؤوسنا ضرورة الأخذ في الأسباب ، كالتهيئة النفسية أولاً ، ثم الاستعداد الجيد للمقابلات الشخصية مثلاً ، وتأهيل الذات بقدرات ومهارات نحتاجها في سبيل الوصول أو الفوز بفرص النجاح التي نطمح إليها . معتبراً أن الأخذ بالأسباب من السنن الكونية التي سطرها القرآن الكريم ، والسنة النبوية التي لم تغفل الجوانب المادية والعملية رغم التأييد الإلهي لرسالة الإسلام . ما نراه هو ما نحققه أحد جوانب البرمجة اللغوية العصبية أو الهندسة النفسية كما يحب البعض تسميتها هي الاعتقاد أو (برمجة الذات ) على ما سيؤول إليه حالنا في المستقبل ، مع عدم إغفال الجوانب العملية ونحن نرى مكانتنا المستقبلية انطلاقاً من حاضرنا ، ففي هذه الفكرة أراد المدرب الدولي القول أن أفكارنا هي من تصنع حياتنا ، وما نحن نراه اليوم ( سواء كان تفاؤلاً أم تشاؤماً ) هو من سيصنع فرص نجاحنا . لا ينافس غيره المنافسة ضرورية في عالم يتسابق فيه الجميع نحو الظفر بقيم النجاح والسعادة ، وكثيراً ما نرى في محيطنا التنافس في مختلف المؤسسات ، التجارية والإدارية والشركات وحتى المنظمات الخيرية والطوعية يحدث بينها تنافس ، بل حتى في الجوانب الشخصية يكون للتنافس مساحة كبيرة فيها ، لكن الحقيقة التي أرادت الأمسية التدريبية إبرازها في هذه النقطة هي أن النجاح الحقيقي يتحقق عندما يسعى الشخص لمنافسة قدراته وإمكانياته الذاتية ، وليس منافسة غيره . ذلك أن منافسة القدرات الشخصية والتفوق على التوقعات الذاتية بالوصول لفرص النجاح الدنيا يساعدنا - كأشخاص - على تحقيق ما هو أبعد من الأهداف الدنيا ، الأمر الذي يحقق نسب نجاح مرتفعة تعكس قدر الطموح والهمة العالية التي نمتلكها ، وإلا فالرضا بالدون متاح للجميع . فمنافسة النفس وليس الغير أحد العوامل التي تصنع فرص النجاح الكبيرة وغير المتوقعة . الحياة ليست جامعة التعلم من الأخطاء ليس عيباً البتة ، هكذا أكد المدرب رائد السقاف معتبراً أن الحياة ليست جامعة لا تقبل الخطأ ، أو أن الفاشل فيها لا مكان له في قاعاتها ، بل إن الحياة العملية تعطينا جميعاً فرصاً للحياة من جديد ، ولذا كان لزاماً علينا التعلم والتعلم ثم التعلم ، لأنه في الجامعة يتوجب على الطلبة أن يدرسوا ويتعلموا ثم الخضوع للامتحانات والاختبارات ، لكن في الحياة العملية الواقعية نمتحن ونختبر أولاً ثم نستخلص الدروس والعبر فيما بعد ، فالأخطاء يمكننا النظر إليها بأنها مفاتيح لمعرفة ذواتنا وقدراتنا ، وبالتالي معرفة كيف نصنع فرص نجاحنا . السباق كان خيار الأرنب القصد من فكرة أن السباق كان خيار ( الأرنب ) استيعاب القدرات والامكانيات التي توصلنا إلى غاياتنا ، وعدم التكلف أو تحمل ما لا نطيق أو البحث عن مهارات وقدرات لا تمت لطبيعتنا بأي صلة ، بل ولا تساعدنا على التفوق والنجاح ، ففرص النجاح تبدأ من تقدير امكانياتنا والعمل وفقاً لها . نزرع ولا نقطف الزرع والقطف كلمتان أشارت إليهما الأمسية على أساس أنهما رمزان للأمل ، والألم ، فلا معوقات ولا صعاب في طريق النجاح ، حتى أن العظماء الذين خلدهم التاريخ كانوا ينظرون يبذرون حبات الأمل ويزرعونها في عوالمهم ، وكثير منهم لم ير حصاد ما زرع ، إلا أن الأجيال التي تلتهم هي من قطفت ثمار أملهم وزرعهم. المشكلات هي الدوافع لا يمكن التلذذ بالنجاح دون تذوق الآلام ، فالمشكلات التي يواجهها السائرون في دروب العظمة لم تكن بالنسبة لهم سوى دفعات تساعدهم على القفز أميالاً تمكنهم من الدنو أكثر فأكثر من أحلامهم وغاياتهم . فلا يمكننا النظر للمآسي والعذابات على أنها كذلك ، لأن النجاح لا يستحقه المتخاذلون والمتكاسلون ، ولا يصل لذروته إلا من قد قاسى الحياة وعرف مكابدة الأهوال فالقمة لا تعرف إلا الأقوياء ، ولا يستقر عليها إلا أمثالهم ، فعلينا - كما قال السقاف - النظر إلى المشكلات والعوائق نظرة ترحيب باعتبارها دافعاً نحو المزيد من التقدم . اكتشف لونك ختام الأمسية التدريبية للمدرب الدولي رائد السقاف كان حول موضوع ادراك التخصص ، والمجال الذي يجب أن ينطلق منه كل شخص منا ليصنع نجاحه ، فبدون معرفة ما الذي نريد تحقيقه ، وبدون معرفة قدراتنا و ( لوننا ) ، وبدون استيعاب كل ذلك لا يمكننا أن نصنع تفوقنا ، فالنجاح مرهون بتحديد بوصلة حياتنا ، واختيار المجال المتلائم مع ميولنا الشخصية حتى نستطيع أن نبدع ونتفوق ونتميز .