أكدت أحدث الأبحاث الطبية التي أجريت حول الآثار الضارة للتدخين على وظائف جسم الإنسان أكدت أنه يزيد من احتمالات حدوث سرطان المثانة البولية لدى المدخنين بستة أضعاف. وفى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال الاثنين القادم (31 مايو) باليوم العالمي لمكافحة تدخين التبغ، قال الدكتور مجدي بدران استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس: إن التدخين يدمر المثانة وإن الغالبية العظمى من المدخنين يعرفون علاقته الأكيدة بسرطان الرئة ولكنهم لا يعرفون أنه يسبب سرطان المثانة البولية والذي يعد رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الرجال والثامن بين النساء على مستوى العالم. وعزا الدكتور مجدي بدران ذلك إلى أن عدد المواد المسرطنة للمثانة الموجودة في التبغ تبلغ 17 مادة تتفاعل مع الحامض الأمينى وتحدث طفرات تحفز الشفرات الوراثية على إنتاج مواد تشجع تسرطان خلايا بطانة المثانة البولية. وأوضح أن المثانة تحتاج إلى مابين 10 و20 عاما للتخلص من رواسب التدخين وأن تناول الكرنب والبروكلى والفاكهة بكميات كبيرة تحمي الخلايا من التسرطن لغناها بمضادات الأكسدة الطبيعية. وأشار بدران إلى أن البعض يعتقد أن المدخن عندما ينفث دخان السيجارة يذهب بعيدا ويتصاعد لأعلى ولكن الواقع الذي تم اكتشافه مؤخرا هو أن دخان السجائر يتغلغل إلى الأسفل فى جسم الإنسان ويهبط حتى يصل إلى المثانة والتي تمثل أحد الأجزاء الثلاثة المكونة للجهاز البولي في جسم الإنسان “الكلى الحالب المثانة” والبعيدة كل البعد عن الهواء الملوث والممرات التنفسية وأضاف أنه بهذه المعلومة الجديدة ينضم التدخين إلى المسببات الرئيسية لسرطان المثانة مع الملوثات الصناعية والبلهارسيا بالإضافة إلى الإكثار من تناول اللحوم التي تزيد من فرص حدوث هذا المرض. وأوضح الدكتور مجدي بدران أن الأعراض المبكرة لسرطان المثانة تتمثل في وجود دم فى البول وألم وصعوبة عند التبول فيما تظهر أعراض أخرى في الحالات المتقدمة من المرض ومنها نقص الوزن وفقدان الشهية وآلام في مناطق أخرى من الجسم كالعظام أو المستقيم. وأشار بدران إلى أنه من حق كل مدخن أن يتم تزويده فورا بما يستجد من معلومات عن أخطار التدخين ربما يساعده ذلك بالإقلاع عن هذه العادة الضارة حيث أن التدخين أصبح مشكلة صحية عامة تتسبب فى وفاة 10 % من البالغين سنويا بالإضافة إلى خسائر تبلغ 200 بليون دولار سنويا وهى قيمة الرعاية الصحية لضحايا التبغ الذين يزيد عددهم فى العالم اليوم على 2ر1 مليار نسمة. وشدد على أنه من حق غير المدخن أن يحمى نفسه من آثار التدخين السلبي بالابتعاد عن المناطق التي يدخن فيها المدخنون ولفت إلى أن التدخين السلبي يتسبب في أضرار تصل إلى 80 % من سموم من يدخن حوله.