تعيش الحركة النقابية العمالية اليمنية تفاصيل الحلم الوحدوي منذ عشرين عاماً واقعاً يتجسد كل يوم بالعديد من التطورات وهي الحركة النقابية ذاتها التي عاشت الحلم الوحدوي منذ ماقبل السنوات العشرين بعقود.. «الجمهورية» التقت رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن محمد الجدري والأمين العام للاتحاد في لقاء قصير كانت هذه حصيلته. يقول رئيس الاتحاد العام محمد الجدري: كما تعرف كان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية حلماً لأبناء الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ومنذ تأسيس الحركة النقابية اليمنية في الأربعينيات والخمسينيات كان الهم والهاجس الوحيد هو السير في اتجاه تحسين الحياة المعيشية للعمال والموظفين ومقارعة وطرد الاستعمار الأجنبي واستقلال جنوب الوطن وكان حديث الحركة العمالة التي ظهرت بدايتها في عدن ينصب ويركز عن عودة الجنوب إلى الشمال والشمال إلى الجنوب فكان هدف مؤسسي الحركة النقابية في المحافظات الجنوبية وهمهم هو إعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الوحدة اليمنية ولهذا نلاحظ أن تاريخ الحركة النقابية منذ بدأت قبل الاستقلال وعندما امتدت إلى المحافظات الشمالية بعد قيام ثورة 26 سبتمبر كان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ولهذا كانت الحركة النقابية هي الأم الحاضنة للقوى السياسية في تلك الفترة قبل أن يكون هناك قوى سياسية معلنة من قبل وكانت هي التي تعمل عبر أبنائها على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كما إن مؤسسي الحركة النقابية من مختلف المحافظات اليمنية كانوا في الجنوب ولهذا فإن الحركة النقابية وحدوية النشأة وحدوية التكوين وطنية الانتماء لليمن الواحد. ويشير الجدري إلى أنه إلى جانب النضال السياسي كان مؤملاً على الحركة العمالية الجزء الأكبر في إعادة تنمية البلد كما كانت الرافد الأساسي بعد القوات المسلحة بتقديمها للدعم اللوجستي للثورة من خلال التبرعات داخل اليمن أو خارجها وكانت وسيلة من وسائل ترويج النظام الجديد خارج اليمن وهي التي كانت تمثل النظام الجمهوري. مباحثات تحقيق الوحدة يقول الجدري: أنه مثلما تكونت اللجان الرسمية في حوارات إعادة توحيد اليمن كان الجانب العمالي في الشطرين يكون لجانه المشتركة بين قيادة الاتحاد في الشطرين للتوحد وعقدنا أول لقاء للتوحد في محافظة تعز في 8 يناير 1990م بمحافظة تعز وشكلنا سكرتارية موحدة تعمل على توحيد الحركة النقابية والعمالية وشكلنا لجاناً متعددة لهذا الغرض، لجنة، الدمج لجنة العضوية، لجنة الأدبيات والنظام الأساسي. تم تشكيل قيادة الاتحاد في الأول على أساس أن هناك هيئة منتخبة في المحافظات الجنوبية وهيئة منتخبة بالمحافظات الشمالية وأخذنا هذا المعيار على أساس أنه لايمكن تجاوز قيادي من المحافظات الشمالية أو قيادي من المحافظات الجنوبية وتم دمج القيادتين وتحققت الوحدة باتفاق بين القيادتين لهذا كنا نأخذ بأفضل الخيارات في مناقشة أي موضوع أو قانون . اعتماد الحركة النقابية ويقول الجدري: أن الذي تحقق للحركة النقابية خلال 20 عاماً من الوحدة اليمنية تمثل أولاً في إنهاء تشطير اليمن واعتماد الحركة النقابية ثانياً التشريعات “ قانون العمل وقانون التأمينات الاجتماعية وقانون الخدمة المدنية وقانون النقل أيضاً ارتفاع المرتبات والأجور للتواكب مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة”. في الجانب الآخر تمكين الحركة العمالية من كثير من مجالس الإدارة واعتبارها شريكاً في صندوق التدريب المهني والوحدات الفنية في الخدمة المدنية والوحدات الفنية في المحافظات وصندوق الخدمة المدنية وصندوق التدريب المهني مجلس إدارة التأمينات الاجتماعية. وأيضاً اللجان التحكيمية حيث صار الاتحاد العام يشارك مشاركة فعلية في القرارات القضائية ويناقش فعلية في القوى العاملة في مجلس النواب لمناقشة القوانين والقرارات.. وحالياً صدر بناء على طلب الاتحاد العام قرار بتفعيل دائرة الصحة والسلامة وإعادة تشكيل اللجنة وتفعيل مجلس العمل الذي من أهدافه وضع الخطوط العريضة لنظم العمل والتأمينات الاجتماعية واقتراح السياسة العامة للأجور والحوافز. وأية مستحقات أخرى للعمال الخاضعين لقانون العمل في القطاع الخاص والخدمة المدنية والتنسيق لبرامج التدريب والتأهيل المهني بحسب متطلبات التنمية. ويضيف: تحقق للحركة النقابية الكثير من الأشياء التي لم تكن قبل الوحدة ومن ذلك توسع الحركة النقابية فلدينا 16 فرعاً للاتحاد الآن ولم يكن هناك غير فرع واحد على مستوى كل شطر تزايدت اللجان النقابية والعضوية النقابية كان أعضاء الاتحاد في جنوب الوطن 120 ألفاً وفي شماله 80 ألفاً الآن بلغ عدد الأعضاء 750 ألفاً والتوسع جارٍ ففي الاتصالات 220 ألف عضو وفي المهن التعليمية والتربوية 250 ألفاً عمال النظافة 45 ألف العاملين في الصحة 80 ألفاً العاملين في مؤسسة المياه 16 ألفاً العاملين الغزل والنسيج 9 آلاف وهناك توسع غير عادي وتوسع في إنشاء اللجان النقابية في القطاعين العام والخاص وكل هذا من مكاسب الاتحاد العام لنقابات العمل في ظل الوحدة اليمنية وحتى الإجازة الرسمية الأول من مايو واعتباره على المستوى الوطني عيداً رسمياً بينما كثير من الدول مازالت لاتعترف بهذا العيد ولا تحتفل به. وتحقق الحلم الكبير من جهته يقول الأمين العام لاتحاد نقابات عمال اليمن علي أحمد بالخدر : لا يستطيع المرء أن يتخيل كيف تحقق الحلم.. الحلم كان كبيراً وأملاً لكل اليمنيين وعندما تحقق استعاد اليمن كثيراً من قدراته البشرية والتنموية لكن هذا المنجز تعرض ومازال يتعرض إلى الكثير من التحديات التي مواجهتها تقع على عاتق كل اليمنيين الذين حلموا بتحقيق الوحدة اليمنية. ويضيف: والمؤامرات التي تحاك اليوم بعد عشرين سنة من تحقيق الوحدة اليمنية لن تنال من هذا المنجز مهما حاولوا ومهما بذلوا لأن اليمنيين سياج ودرع واقٍ للوحدة اليمنية وأتمنى على كل اليمنيين عمالاً وشباباً وشابات بذل كل ما يستطيعون من أجل تنمية اليمن والأخذ به إلى المستقبل والتطلعات التي كنا نأمل في تحقيقها من عيش كريم وحياة مستقرة آمنة في ظل الوحدة اليمنية وأن يحاربوا كل الدعوات النشاز وعزلها خارج المجتمع. ويشير بالخدر: إلى أن النقابات جزء من الشعب اليمني وما النقابات والأحزاب إلا لتحقيق ما يحلم به الشعب اليمني كل في مجاله وهذه المنظمات في النهاية هي إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن الوحدة اليمنية وأمن واستقرار اليمن. وعن المكاسب التي تحققت للعمال اليمنيين يشير بالخدر إلى: أنه تحقق الكثير لنقابات العمال فالوحدة قوية بشعب اليمن والتنمية أصبحت غير التنمية التي كانت أثناء التشطير بدأت اللحمة الوطنية تستعاد وبدأت فرص العمل تتوسع والمنجزات تتوسع.. ويلفت إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين 22مايو 90و22مايو 2010م يتمثل بارتفاع عدد السكان بصورة كبيرة وكذا عودة الكثير من المهاجرين والعمالة اليمنية المهاجرة وقلة الموارد المالية والقضايا الأمنية وظهور الإرهاب والتمرد وهي أشياء أثرت كثيراً على مسيرة التنمية والاستقرار في اليمن ويقول مؤكداً: لكنا نستطيع التغلب على ذلك بالإرادة السياسية.