سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغش.. عدو المستقبل! ما يبرره المعنيون بالتعليم كل عام: إمكانيات تسيير العملية الامتحانية شحيحة، ذلك هو ما يفتح الباب بمصراعيه أمام ضعاف النفوس للقيام بابتزاز الطلاب وتمرير ما يحلو لهم
تشهد العديد من مدارس الجمهورية في الوقت الحالي إجراء امتحانات النقل تقييماً لحصيلة عام كامل وتقييماً لما تم استيعابه عن امتحانات النقل والاستعدادات لامتحانات الشهادة العامة، الإجراءات تجاه ظاهرة الغش والمبالغ المالية المخصصة لامتحانات ومدى كفايتها كل تلك القضايا والاستفسارات نستعرضها في هذا الملف.كابوس سنوي د. عبدالله بهلول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة تحدث حول الاستعدادات والإجراءات التي تمت فيما يخص امتحانات النقل بالقول: تعد الامتحانات موضوع ذو شجون والكابوس الذي تواجهه وزارة التربية والتعليم سنوياً وخصوصاً امتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية، ومشكلتنا في التربية والتعليم وتصبح أنت كتربوي عدواً للمجتمع بأسره لأن كل أب وأم يريد أن يتحصل ابنه على معدل مرتفع بأي طريقة وبأي وسيلة كانت. إجراءات غير عادية وأضاف البهلول: تم ضبط امتحانات النقل وضبط عملية النجاح والرسوب حيث قمنا منذ العام الماضي بتشكيل لجان للإشراف على امتحانات النقل، وهذا العام أدرجنا ما يسمى بالرقم المدرسي للطالب فكل طالب من الصف الأول الأساسي يتم منحه رقم يستمر معه إلى نهاية المرحلة الثانوية وبأي مدرسة ينتقل إليها يظل معه رقمه وهذا يجعلنا نجد من عملية بيع الشهادات أو تزويدها، كما استحدثنا قسم لشئون الطلاب لنفس الغرض حيث توافينا كل مديرية بأسماء الطلاب بعد انتهاء التسجيل مرتبة أسمائهم حسب الترتيب الأبجدي إلى إدارة التربية والتعليم بالمديرية والتي تقوم بتعميدها وإرسالها بعد ذلك إلى قسم شئون الطلاب لدينا ولا يقبل طالب بعد ذلك إلا بتوجيهات خطية من إدارة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وبالتالي فهذا يصعب إدراج أسم غير موجود أو إعطاء شهادة لطالب لم يدرس. تفعيل الرقابة والتفتيش وواصل البهلول بالقول: كما فعلنا أجهزة الرقابة والتفتيش وخلال العام الماضي فقط تم ضبط “50” شهادة مزورة وتم إحالتها إلى النيابة ولدينا أكثر من إدارة مدرسة تم إحالتها للنيابة كما تم تغيير ما يقرب من “25” مدير مدرسة سواءً لأسباب متعلقة بالامتحانات أو بغير الامتحانات. استمارات تفصيلية وزاد البهلول على ما سبق بالقول: كما لدينا استمارات تفصيلية لواقع كل طالب تعطينا كل التفاصيل عنه، كما نقوم كمكتب تربية وتعليم بإعطاء كل مدير مدرسة سيدي فيه أسماء طلاب بحسب المدارس في كل مديرية وعليه أن يقوم بتعبئة الدرجات فقط، وهكذا كان هناك سيدي موجود في شئون الطلاب وسيدي موجود في الامتحانات وثالث في إدارة التربية والتعليم بالمديرية فيصعب التغيير.. أضف لما سبق يتم تشكيل لجان من أجهزة الرقابة والتفتيش لإشراف على امتحانات النقل, وكذلك هذا العام حاولنا ضبط العملية وهي كخطوة أولية لخطوة لاحقه في العام القادم. إجراءات امتحانات المرحلة الأساسية وفيما يخص امتحانات المرحلة الأساسية قال البهلول: بالنسبة لامتحانات المرحلة الأساسية فقد تم تشكيل لجنة فنية للإشراف على التصحيح والرصد والإدخال ثم تنزل أجهزة الرقابة وتأخذ عينات عشوائية من الدفاتر مع أرقام سرية وتطابق مع الحافظة مع الرصد مع المصححين. كنترول مدرسي وأضاف مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة: أيضاً نحاول بخطوة تشكيل كنترول في المدرسة أنه خلال العام القادم أو الذي بعده أن نجعل كنترول المدرسة الثانوية في مديرية ما يتوجه لامتحان مدرسة أخرى في مديرية أخرى ثانوية كذلك، بل كذلك نهدف إلى أن يكون لدينا جدول امتحاني مركزي. يا بلاشاة وحول المبالغ المالية المخصصة لامتحانات الشهادة العامة قال البهلول: امتحانات الشهادة العامة هي أم المشاكل والمشكلة تتلخص في ضعف التمويل، فنحن نقول يا وزارة التربية والتعليم إذا كان هناك توجه صادق فعلى الدولة أن تعامل امتحانات الشهادة العامة كما تعامل الانتخابات، لأن مشكلتنا ضعف الموازنة فتخيل في محافظة الحديدة لو أتيت لعمل موازنة تشغيلية للامتحانات وهي “17”مليوناً بما فيها أجور المصححين، الكنترول، اللجان المساعدة، المراقبين، أجور الملاحظين فأنا امتحن بها ما يقارب “38” إلى “40” ألف طالب فلو أتيت لأقسم المبلغ على عدد الطلاب فسيكون كلفة الطالب الامتحانية “360” ريال “يا بلاشاه” أدرس الطالب من أول أساسي إلى أن يصل إلى ثالث ثانوي بمئات الآلاف وعندما أتي لتقويمه تقويم يقوم عليه مستقبله ومستقبل بلد بأكمله فأخصص لذلك “365” ريال فهذه مأساة. ضرورة لتوجيه صادق وأضاف مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة: أنا أقول إذا كان لدى الوزارة توجه صادق لأن تعالج مشكلة الامتحانات في الثانوية العامة فالمسألة بسيطة جداً وذلك عن طريق “الكوشن بنك بنك الأسئلة” بوضع عشرة نماذج اختبارية لكل مادة وبالتالي يكون هناك عشرة نماذج وعشرة طلاب في كل قاعة والذي بالخارج مستعد للتفتيش هل سيحل جميع النماذج، هل يعرف أن أبن المسئول الكبير أو المسئول الفلاني لديه النموذج الكبير أو أبن عضو مجلس النواب لديه النموذج الصغير، وبالتالي سنحد من عملية الغش وحتى الملاحظين سنستغني عنهم في نفس الوقت، وهذا سيتعب الوزارة فقط فيما يخص المطبعة السرية، الكنترول وأجور المصححين. مركز برع وحول الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه المراكز الامتحانية التي يحدث فيها الغش قال البهلول: لدينا مركز برع وحديث فيه إشكالات من العام الماضي حيث يأتي الطالب ومعه عشرة مرافقين ويقوم بالغش بالقوة، فالعام الماضي أعطيت فرصة ثم في الامتحان الثاني تم نقلهم جماعياً إلى مدينة الحديدة في مركز امتحاني والآن الأمر سارٍ على هذا الأساس ونحن حاولنا معهم بكل الطرق ولدرجة أننا كنا نقوم بإرسال طقمين من مدينة الحديدة في آخر يوم امتحاني قبل العام الماضي وانقلب طقم منها. نقل المركز الامتحاني وأضاف البهلول: العام الماضي شكلنا لجنة من كبار الموجهين إضافة إلى ملاحظين مع أطقم أمنية ولم يسلموا كذلك من الضرب فتم اتخاذ قرار العام الماضي مع الأخ المحافظ بنقل المركز الامتحاني إلى داخل المحافظة وامتحنوا العام الماضي بكل هدوء وسلاسة. أم المشاكل وفيما يتعلق بالمبالغ المالية والمخصصة للجان الامتحانية وعدم كفايتها والتي قد تفتح الباب لتزايد ظاهرة الغش قال البهلول: أم المشاكل لدينا هي المخصصات المالية، فالعسكري الذي يكون متواجداً ضمن اللجان الانتخابية عندما أعطيه “200” ريال قيمة ماء للشرب فما بالك إذا أراد تناول الفطور، وبالتالي يصبح الأمر مغري، وإذا أعطى المراقب “200” ريال فالذي داخل القاعة الامتحانية مستعد لإعطائه “5000” ريال مقابل أن يسمح له بالغش. مأساة وأضاف البهلول بالقول: مشكلة وللأمانة في العام الماضي قام الأخ المحافظ بالوقوف معنا وقفة جادة وصرف من البرنامج الاستثماري بحدود 5ملايين ريال استطعنا بموجبها تغطية جزء، لكن المأساة أن الموازنة التشغيلية لا تكفى حتى نصف الاحتياج. ضرورات وأختتم مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة حديثه حول إجراءات لازالت ضرورية للحد من مشكلة الغش بالقول: هناك ضرورات منها انتقاء المشرفين من الوزارة يكونوا على قدر المسئولية وكذلك معالجة مشكلة التمويل للامتحانات وللجان. استكمال وتنسيق د. عبدالله النهاري مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن من جانبه تحدث قائلاً: المكتب استكمل الجوانب المتعلقة بامتحانات النقل كما أنه يستعد لاستكمال استعداداته لما يتعلق بامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة وذلك في ظل تنسيق تام مع المجلس المحلي بالمحافظة لضمان سير الامتحانات سيراً حسناً. إشكالية ينبغي حلها وفيما يخص ضآلة المبالغ المالية المخصصة للامتحانات قال النهاري: هذه إشكالية ينبغي أن يتم حلها لأن هذه المخصصات لا تفي بالغرض المطلوب فتقريباً الموازنة المخصصة لامتحانات هذا العام هي الموازنة المعتمدة قبل عشر سنوات ولم يطر عليها أي زيادة أو تعديل. أما محمد الآنسي مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت فقال: امتحانات النقل في محافظة المحويت سارت وفق التقويم السنوي للعام الدراسي كغيرها من محافظات الجمهورية إذ بدأنا تدشينها في 29/5/2010م ووفقاً للبرنامج الزمني المحدد من وزارة التربية والتعليم وتوجه لامتحانات النقل أكثر من “100” ألف طالب وطالبة في مختلف مديريات المحافظة وفي جميع مدارسها المؤلفة من أكثر من “600” مدرسة وبعد أن استكمل المكتب تجهيزاته الخاصة بنجاح عملية الامتحان لهذا العام. استعدادات امتحانات الشهادة العامة وحول الاستعدادات الخاصة بامتحانات الشهادة العامة قال الآنسي: نحن نعد العدة لامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية حيث استقبلنا وثائق الطلاب وقمنا بفحصها ونحن في محافظة المحويت كان لنا السبق على جميع المحافظات حيث قمنا بإدخال بيانات جميع المتقدمين في الحاسوب بحيث تسهل عملية الفحص وتلافي أي تزوير أو ما شابه، كما قمنا بفحص وثائق الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية بالإشتراك مع الوزارة وقد انتهينا من العملية الإجرائية بعد أن تم تشكيل اللجنة الفرعية وفقاً لقرارات وزارة التربية والتعليم وكذا اللجنة الأمنية وسنعقد لقاءً موسعاً في هذا الأسبوع لتعريف الجميع بمدى الاستعدادات لاستقبال امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة متلافين أي قصور أو سلبيات حدثت في أعوام سابقة واثقين ثقة مطلقة من أن امتحانات هذا العام ستكون أفضل من سابقاته خاصةً أننا حريصون جداً تجاه السلبيات سواءً في اختيار رؤساء المراكز الامتحانية أو الملاحظين أو الاستعدادات المتمثلة في عدم دخول أياً من الطلاب إلا برقم جلوسه والمعمد بصورهم الشخصية كي لا تحصل عمليات انتحال للشخصية. إحالة للنيابة وفيما يتعلق بالإجراءات التي تم اتخاذها تجاه بعض الإشكاليات في العام الماضي قال الآنسي: حصل لدينا بعض الإشكاليات قمنا باتخاذ الإجراءات القانونية إزاءها ومنها حتى الإحالة للنيابة للذين انتحلوا شخصيات بعض الطلاب والتي وصلت إلى 3أو 4حالات. إشكاليات مستمرة وفيما يخص المبالغ المالية المخصصة للامتحانات ومدى كفايتها قال الآنسي: هذه معضلة نعانيها كل عام ونعاني منها بمرارة في وزارة التربية والتعليم تعتبر هذه المبالغ بدل انتقال وتعتبران العمل الامتحاني مكمل للعمل التدريسي، وبالفعل فإن هذه المبالغ الضئيلة قد تفسد العمل الامتحاني أكثر مما تعين المنتفع بها وقد تفتح حتى باباً للمرتزقة وضعاف النفوس وهم قلة في ابتزاز أي من الطلاب أو فرض مبالغ على الطلاب، لكننا حريصون على عدم حصول هذه الظاهرة في المحافظة ورغماً عن رفعنا كل عام إلى الوزارة بضرورة رفع هذه المخصصات إلا أنها لاتزال على حالها لم تتغير أو تزداد. نأمل من جانبه يقول محمد الفضلي مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة جرت امتنحانات النقل في أمانة العاصمة في “285” مدرسة عامة و “385” مدرسة أهلية بحوالي “470” ألف طالب وطالبة وهي تسير حتى الآن سيراً حسناً ونواصل استعداداتنا حيث تم تجهيز استمارات وأرقام الجلوس الخاصة بالشهادة الأساسية وننتظر من الوزارة أرقام جلوس الشهادة الثانوية، ونأمل أن يكون هذا العام باختياراته مشرفاً ومتميزاً حتى نعطي للمعلم والقائمين على الاختبارات ما يستحقونه وأن تكون صورة مشرفة تعكس مدى اهتمام الدولة بهذه العملية التي تقيس نتاج العمل لعام متواصل وبمليارات من الريالات التي تصرف كل عام على التعليم. مبالغ مخزية وبخصوص المبالغ المالية المخصصة للامتحانات قال الفضلي: أعتقد أنها مبالغ مخزية ولا تليق أبداً بهذه المهمة العظيمة والهامة حيث يتسلم المعلم باليوم “200” ريال من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً ويتسلم رئيس المركز الامتحاني “400” ريال خاضعة للضرائب والجندي “200” ريال خاضعة للضرائب ليتبقى له “160” ريال فهي مبالغ مخزية ومقرفة وأرى أن يتم إلغائها وتكريم المعلم بدلاً عنها. “15” مليوناً وفيما يخص التنسيق مع المجلس المحلي للمحافظة قال الفضلي: كل عام يتم عقد اجتماع موسع برئاسة الأمين العام ووزير الدولة ويحضره وزير التربية والتعليم ومدراء عموم المديريات وأمناء عموم المجالس المحلية ومدراء الأمن في المديريات ومدراء أمن المحافظة مع اللجنة الفرعية ورؤساء المراكز الامتحانية ونحن جميعاً نعمل بروح الفريق الواحد وللأمانة فالمجلس المحلي بأمانة العاصمة يدعم بمبالغ كبيرة سير الامتحانات ويخصص مبلغ “15” مليون ريال لذلك.