تحتضن مدينة المكلا التاريخية الموسومة بحاضنة التراث السياحي والثقافي والاقتصادي في يوليو القادم فعاليات مهرجان البلدة السياحي السادس وسط أجواء تحضيرية رائعة ومجموعة من الفعاليات الثقافية والفرائحية والجماهيرية والشعبية والسياحية والأدبية والندوات الفكرية والأماسي القصصية والشعرية والكرنفالات التقليدية المعبرة عما تحضتنه مدينة المكلا عبر تاريخها الطويل عبر السنوات والقرون السابقة منذ أن وصلها الشيخ يعقوب جد آل باوزير ومات بها ودفن في المقبرة المعروفة بمقبرة الشيخ يعقوب اضافة إلى المراحل التاريخية والسياسية التي توالت على حضرموت ساحلها وداخلها والمماحكات السياسية بين القعيطي والكسادي الذي أول من حكم المكلا. ونحن نقول إن مامثله مهرجان البلدة السياحي بالمكلا- بحضرموت عبر السنوات الماضية كان بمثابة البعث الحقيقي للموروث الشعبي والتراثي لحضرموت عموماً ومآثرها التاريخية العظيمة بدءاً بقصر النعيم السلماني.. الرابع عشر من أكتوبر حالياً ومتحف الآثار والمتاحف الذي يعد سجلاً أثرياً تاريخياً لعظمة هذه المحافظة المترامية الأطراف اضافة إلى حصن الغويزي الأثري الحربي.. ووجوده مثالاً لعظمة المدينة وأهميتها السياسية والسياحية. ومن أهم الآثار والمآثر التاريخية لمدينة المكلا.. المكتبة السلطانية التي أسسها السلطان صالح بن غالب القعيطي عام 1941م وتعد مرجعاً علمياً وبحثاً أكاديمياً لعشرات بل مئات الباحثين الذين نهلوا من معينها وبحوثها ومؤلفاتها التاريخية وقدموا للمكتبة اليمنية العديد من الدراسات والبحوث العلمية الهامة ومن المآثر الأخرى مسجد عمر الذي بناه السلطان عمر بن عوض القعيطي وعلى مدى مسيرة العطاء ظهرت إنجازات تعد نموذجية لمدينة المكلا منها مصنع الأسماك بخلف ومركز بلفقيه الثقافي وخور المكلا بحق.. مركز سياحي وتاريخي وجذب استثماري لعشرات المستثمرين من أنحاء عديدة من الوطن العربي والخليج الذين يسهمون بإقامة الصرح السياحي والملاذ لعشرات المشاريع الاستثمارية التي بدأت تعطي أكلها. ولعل أن مايمكن أن يقدمه مهرجان البلدة السياحي والثقافي بالمكلا هذا العام يفوق مانفذ السنوات الماضية بافرازات جديدة هذا العام تقول الجهة الداعمة والمنظمة للمهرجان إن مايقدمه المهرجان يؤهله إلى أن يتحول إلى نشاط إقليمي موسوعي يضع حضرموت في مكانة تاريخية وثقافية مع استعداد الشباب والجهات الداعمة إلى تجسيد المعاني السياحية الحقيقية للإرث السياحي والاقتصادي لحضرموت واستقبال المئات من الوفود السياحية والمغتربين اليمنيين والأجانب الذين يعتبرونه متنفساً في مدينة المكلا مع الأجواء الباردة والواقعة لمياه البحر والشواطئ الجميلة والمنجزات المحققة اضافة إلى النهضة العمرانية الهائلة على مستوى محافظة حضرموت ومدينة المكلا والمدن الأخرى غيل باوزير ومدينة الشحر. لهذا يمكن القول إن مهرجان هذا العام يعتبر تغييراً جذرياً في المشهد السياحي بقالب تجديدي.. ويعد في الأخير موسوعة سياحية ومنجزاً ثقافياً وتاريخياً وإقليمياً من منجزات الثورة والوحدة اليمنية.