بدأت قرغيزستان أمس ثلاثة أيام من الحداد الرسمي على قتلى أعمال العنف العرقي في الجنوب والتي خلفت كارثة إنسانية تمثلت في نزوح نحو مائتي ألف مواطن، وحذرت الأممالمتحدة من خطورة الوضع الإنساني مع ارتفاع ضحايا العنف الذي قال الصليب الأحمر: إن عدد ضحاياه أكبر بكثير من المعلن . وتراجع العنف خلال اليومين الماضيين لكن ترددت أصوات طلقات الرصاص طوال الليلة الماضية بمدينة أوش أحد مركزي أعمال العنف الذي اندلع يوم الجمعة الماضي إضافة إلى جلال آباد، وقال السكان: إنهم لا يعرفون من يطلق النار على من.. وذكرت أنباء أن الأوضاع ما تزال متوترة رغم الهدوء النسبي، مشيرةً إلى أن الناس الذين ينتظرون المساعدات ويعانون ظروفاً إنسانية قاسية، بدأوا بالخروج إلى الشوارع لكن لا توجد محال تجارية حيث إن معظمها إما حرق أو نهب. وفي هذا الإطار، دعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، البلدان المجاورة لأوزبكستان وقرغيزستان والمجموعة الدولية، القيام بما وسعها للحيلولة دون تحول مأساة المواجهات العرقية بين القرغيز والأقلية الأوزبكية إلى كارثة. وأعلن في حديث لإذاعة دويتش لاند فونك الألمانية، عن تأييده إرسال دعم عسكري دولي إلى قرغيزستان، مشيراً إلى أن طلب الرئيسة الانتقالية للبلاد مثل هذا الدعم يعني أن السلطات القرغيزية تقر بأنها ليست قادرة على إعادة السلام. وأوضح غوتيريس أن المفوضية العليا للاجئين ستقيم جسراً جوياً لمساعدة أوزبكستان على استقبال اللاجئين، وتريد أيضاً دعم السكان في قرغيزستان بمواد غذائية وتجهيزات رغم صعوبات الوصول إلى هناك. وعرضت مجموعة تضم دولاً سوفياتية سابقة إرسال طائرات مروحية ومعدات لمساعدة الحكومة المؤقتة على وقف العنف العرقي، ولمحت إلى أنها قد ترسل قوات بعد ذلك. من ناحيتها قالت متحدثة باسم الصليب الأحمر: إن عدد قتلى أعمال العنف يقدر بمئات، خلافاً لتقديرات الجهات الرسمية التي تقول: إن عدد القتلى بحدود 190 إضافة إلى إصابة نحو 1900. وأضافت أن المواجهات دفعت نحو 275 ألف شخص حتى الآن إلى الفرار، دخل منهم ثمانون ألفاً إلى أوزبكستان، وعلق 15 ألفاً على الحدود.