قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو إنه يجب إقامة ممر إنساني آمن لإتاحة عبور المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال العرقي في قرغيزستان، وذلك في الوقت الذي حذَّرت فيه المنظمة الدولية من انتشار العنف الطائفي إلى دول المنطقة. تعبِّر الأممالمتحدة عن خشيتها من انتشار أعمال العنف في قرغيزستان إلى أنحاء أخرى من منطقة آسيا الوسطى، وذلك ما لم يسارع المجتمع الدولي إلى إيقافها فورا. وقال باسكو، الذي أطلع مجلس الأمن الدولي على آخر تطورات الوضع في قرغيزستان، إنه أكَّد على أهمية أن يتم اتخاذ إجراء عاجل "لإيصال شيء ما إلى هناك الآن ودونما إبطاء." وأضاف قائلا إنه دعا لتقديم المساعدة إلى أوزبكستان للتأكد من أنها تستطيع التعامل مع تدفق موجات اللاجئين الأوزبك إلى أراضيها بسبب الصراع الدائر في قرغيزستان المجاورة. وقال: "ما نحاول فعله هو تقديم مساعدة كافية لأوزبكستان إلى الحد الذي يجعلهم يشعرون أنهم مرتاحين لاستقبال المزيد من اللاجئين إلذين يتدفقون إلى البلاد." وأشار المسؤول الدولي إلى أنه على الرغم من تمكُّن آلاف اللاجئين من العبور إلى داخل أوزبكستان، إلا أن عشرات الآلاف الآخرين لا يزالون عالقين على الحدود بين البلدين. وأردف قائلا: "نحن قلقون جدا حول اللاجئين، أي بشأن ما إذا كانوا قادرين على عبور الحدود." من جانبه، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم الأممالمتحدة، إن المنظمة الدولية حصلت على مؤشرات تفيد بأن أعمال القتل والاغتصاب في قرغيزستان جرى التخطيط لها بشكل ممنهج، إذ يتم استهداف الضحايا على أساس انتماءاتهم العرقية. "قتل عشوائي" كما قال نافي بيلي، مفوض الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان، إن هنالك ثمة أدلة تفيد بارتكاب أعمال قتل عشوائية، لا ينجو منها حتى الأطفال، بالإضافة إلى جرائم الاغتصاب. وقد عبَّر مسؤولو الأممالمتحدة عن خشيتهم من أن تنتشر أعمال العنف في قرغيزستان، وهي الأسوأ منذ العهد السوفياني قبل نحو 20 عاما، إلى أنحاء أخرى من منطقة آسيا الوسطى، وذلك ما لم يسارع المجتمع الدولي إلى إيقافها فورا. ووصفوا النسيج العرقي في آسيا الوسطى ب "برميل البارود" الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة، لطالما احتوت المنطقة على عدد من المجموعات العرقية التي تتنافس فيما بينها على الثروة والموارد في بلدان تهيمن عليها أصلا مجموعات أخرى منافسة. إغلاق الحدود وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن أوزبكستان تدرس إمكانية إغلاق حدودها مع قرغيزستان نتيجة تواصل تدفق اللاجئين من عرق الأوزبك، وذلك على الرغم من مناشدة الأممالمتحدة لإبقاء الحدود مفتوحة. وأدت أحداث العنف حتى الآن إلى مقتل 138 شخصا وإصابة أكثر من 1700 آخرين بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت بين القرغيز وأقلية الأوزبك في مدينتي أوش وجلال أباد الجنوبيتين يوم الخميس الماضي. يُذكر أن أقلية الأوزبك في قرغيزستان تشكِّل حوالي 15 بالمائة من سكان الجمهورية السوفياتية السابقة، والبالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة. هذا ومن غير المعلوم حتى الآن السبب الذي أدَّى إلى اندلاع هذه الموجة من المواجهات بين الجانبين، والتي تأتي بعد شهرين من الإطاحة بالرئيس السابق للبلاد كرمانبيك باكييف في انتفاضة دامية. طلب النجدة وكانت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان قد طلبت نجدة عسكرية من روسيا لمساعدتها بوضع حد لأعمال العنف جنوبي البلاد. لكن الروس رفضوا التدخل بالأمر واعتبروه شأنا داخليا. في غضون ذلك، ألقت السلطات البريطانية القبض على نجل باكييف المطلوب في قرغيزيا بتهم تتعلق بالفساد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق أن حوالي 80 ألف قرغيزي من أصول أوزبكية عبروا الحدود من قرغيزستان إلى أوزبكستان، بينما ينتظر حوالي 15000 آخرون على الحدود. وقد أقيمت معسكرات في أوزبكستان لاستيعاب موجات اللاجئين المتدفقين عليها، وبينهم جرحى تعرضوا لإطلاق النار. وتقول وكالة الأممالمتحدة للاجئين إنها تقدم العون لحوالي 75 ألف لاجىء من العرقية الأوزبكية. إجراءات عاجلة وكانت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تجمع إقليمي يضم روسيا وبعض دول الاتحاد السوفياتي السابق، قد وافقت الاثنين على مجموعة إجراءات تهدف إلى وقف العنف الطائفي في جنوب قرغيزستان. وجاء الاتفاق خلال اجتماع طارئ ضم مسؤولين بارزين من روسيا ودول وسط آسيا، حيث قرروا رفع الخطة المتفق عليها إلى قياداتهم للتصديق عليها. وقد عقد الاجتماع بناء على طلب من الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الذي يرأس حاليا المنظمة التي تضم، إضافة إلى روسيا، قرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا وبيلاروسيا.