استكمالا لحكاية السيدة “دارالين” المنشورة في عمود أمس، والتي استجابت للعلاج بالإيهام من قبل إحدى المعالجات الروحانيات وتدعى “باتريشيا”. يفسر مؤلف كتاب “الصيدلية الداخلية” الأسباب المحتملة لشفاء دارالين. يقول الكاتب: هناك أكثر من احتمال لتفسير ما حدث لدارالين. الاحتمال الأول هو نجاح العلاج الروحاني الجسدي للمعالجة باتريشيا على الرغم من عدم وجود أي دليل علمي يؤكد ذلك. وهذا يطرح سؤالاً مهما: هل يمكن أن يكون لمثل هذه القوة تأثير على ما حدث لدارالين؟. يجيب الكاتب: إنه لا بد أن نترك المجال مفتوحا لهذا الاحتمال، فهناك مقولة معروفة بين الأطباء تقول “إننا ما دمنا لا نملك دليلاً علميا على أن هناك نوعا معينا من العلاج له تأثير على مرض ما فهذا لا يعني أنه ليس له أي تأثير على الإطلاق”. والاحتمال الثاني هو ضمور النتوء العظمي ذاتيا. فقد نما من هذا النسيج جزئيا وظهر على هيئة نتوء نتيجة لضغط موضعي على العظام، وعند انتهاء هذا الضغط وجد الجسم أنه ليس هناك من حاجة لهذا الجزء الزائد فامتصه. أما الاحتمال الثالث فهو أن النتوء العظمي تحسن من تلقاء نفسه. وهذا الاحتمال لا بد أن يوضع في الاعتبار. إلا أن هناك عاملا واحدا يقف ضد هذا الاحتمال وهو أن هذا النتوء استمر وقتاً طويلاً لدرجة أنه لا يمكن معها أن يختفي من تلقاء نفسه. ويخلص الكاتب إلى حقيقة أن الجسم البشري يفرز تلقائياً مادة تسمى “الشفاء الذاتي”. لكن الجسم يكون أحياناً بطيئاً في إفراز هذه المادة. وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث “صيدلية الجسم” على العمل بكفاءة أكثر. وكذلك الاستجابة للعلاج بالبلاسيبو، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية لتحث الجسم على الشفاء الذاتي. [email protected]